الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإنفاق على إعلانات الإنترنت عربياً أرقام وتوقعات ملتبسة

الإنفاق على إعلانات الإنترنت عربياً أرقام وتوقعات ملتبسة
8 ديسمبر 2013 21:22
أبوظبي (الاتحاد) - لا تزال نسبة الإنفاق الإعلاني على الإنترنت في المنطقة العربية ضئيلة للغاية مقارنة بما هي عليه في أنحاء مختلفة من العالم، ورغم أن الأمر بدأ يتغير في السنوات القليلة الماضية، إلا أنه لا يزال أقل بكثير من التوقعات أو مما تأمله الشركات والمنصات الناشطة على الإنترنت وملحقاتها وتطبيقاتها الرقمية. أحدث الأرقام المتفائلة التي تم تداولها مؤخراً، والمبنية على توقعات عامة بأن الإنفاق على إعلانات الإنترنت في «منطقة الشرق الأوسط» قد يبلغ المليار دولار بعد أربع سنوات، لا تعد دليلاً على حراك قوي موعود، إذا احتسبنا فاتورة الإنفاق الإعلاني عربياً حاليا وزيادتها المستقبلية على أساس معدل نسبة النمو السنوية. وبالمقارنة مع بضع سنوات خلت فالتغير لا يبدو كبيراً، بما في ذلك دول الخليج العربية وهي أكبر ساحة لنمو الإنفاق الإعلاني. مؤشرات المستقبل في دراسة «صناعة الإعلان في دول الخليج، مؤشر للمستقبل الواعد يرتسـم اليوم»، التي تناولت السوق الإعلاني حتى عام 2006، قال الدكتور المعز بن مسعود إن نسبة الإعلان على الإنترنت لا تزال خجولة جداً». حينها كان ذلك مفهوما ولم يكن حكرا على البلدان الخليجية «باعتبار أن الإعلان على الإنترنت لا يمثل حالياً إلا نسبة %5 من حجم الإعلان عبر العالم ككل. كما أن موضوع الإنترنت لا يزال يخيف الكثيرين ولا يزال مرتبطاً تقنياً بالتكنولوجيا الترفيهية أو ما يسمى صناعة التسلية، أكثر من كونه وسيلة لتسهيل الحياة وتقريب المسافات وتغيير نمط العيش». بعد ذلك بثلاث أو أربع سنوات لم يكن الواقع قد تغير كثيراً. وفي أرقام أعلنت أواخر عام 2010 قدّر عصام بايزيدي، الرئيس التنفيذي لشركة إيكو للتسويق عبر الإنترنت، حجم الإنفاق الإعلاني عبر شبكة الإنترنت في المنطقة العربية بمبلغ 65 مليون دولار فقط خلال عام 2009. ولكن بايزيدي اعتبر حينها أن «قطاع الإعلان عبر الإنترنت يعد أحد أسرع القطاعات نمواً على مستوى المنطقة العربية «حيث يشهد نسبة نمو مرتفعة تتراوح بين 50% و80% سنوياً». لكن هذه النسبة المرتفعة جدا لم تكن تنعكس على حصة الإنترنت من إجمالي الإنفاق الإعلاني العربي، ووفق بايزيدي أيضاً، فهو احتل نسبة ضئيلة من إجمالي الإنفاق الإعلاني بالمنطقة تراوحت بين 1 و2% من إجمالي الإنفاق الإعلاني في 2009، بينما كانت تصل تلك النسبة في بريطانيا في العام نفسه إلى 30%، وفي أميركا إلى 20%، وهو «ما يدل على وعي الشركات في تلك الدول بأهمية الإعلان الإلكتروني» مقارنة بقلة وعي الشركات المعلنة في المنطقة بالتسويق عبر الإنترنت. أما آخر الأرقام المتداولة في هذا الشأن فقد جاءت في تقرير نشره موقع عالم التقنية، وتحدثت عن وصول حجم الإنفاق على الإعلان في الشرق الأوسط إلى 300 مليون دولار، والأهم فيها الإشارة إلى توقعات بـ»وصول الإنفاق على الإعلان عبر الإنترنت في الشرق الأوسط إلى مليار دولار في 2017»، اعتمادا على نمو بمعدل 37%. وتشمل منطقة الشرق الأوسط عادة دولا مثل تركيا وإيران وغيرهما، أي أن رقمي الـ 300 مليون والمليار ليسا بالكامل عربيين. ومع ذلك فإن المقارنة مع الأرقام الكلية للإنفاق الإعلاني لا تشفي الغليل كثيرا. المصدر والدقة والإبداع المتداول أنه في 2011 بلغ إجمالي الإنفاق الإجمالي على الإعلانات في دول الخليج والشرق العربي ووسائل الإعلام العربية الشاملة، نحو 14,3 مليار دولار مقارنةً بـمبلغ 13,7 مليار في عام 2010، أي بزيادة سنوية نسبتها 4 في المائة. وعلى افتراض نسبة النمو هذه، يُتوقع أن يصل هذا الإجمالي إلى حدود العشرين مليار دولار في 2017. وبالتالي لن تتجاوز نسبة إعلانات الإنترنت في تلك الأثناء الـ5% فقط، أي ما يعادل ما كانت عليه النسبة العالمية من هذه الفئة من الإعلانات في عام 2005، أي قبل 8 سنوات. وكون هذه الأرقام بقيت من دون مصدر يرجح أنها تقديرات نسبية للغاية، ويؤكد غياب اعتماد صناعة الإعلان على الإنترنت عربياً إلى مراجع معتمدة وشاملة للمنطقة. ومن المعروف أن كثيرا من حركة الإعلانات عربياً تبقى خارج إطار الرصد، ولاسيما في القطاعات الناشئة، لأسباب تتعلق بغياب المعلومات المجمعة من المصدر وبعدم مرور الكثير من الإعلانات في بعض الدول عبر اتفاقات مالية شفافة. ويبدو أن هذا العنصر هو من ضمن العوائق التي تحول دون معرفة أدق بواقع هذا القطاع وتصعب بالتالي رسم ملامح مستقبلية له. لكن من أهم العوامل التي تقف وراء تأخر نمو حصة الإنترنت من الإنفاق الإعلاني العربي يتعلق بالإبداع من جهة وعدم سعي قطاع إعلانات الإنترنت لفرض نفسه تسويقياً من جهة أخرى، حتى في أنشط أسواق المنطقة. ويمكن أن نأخذ ما جرى مؤخرا في جائزة الإبداع الإعلاني في دورتها الثانية، التي أقيمت في الكويت لاختيار أفضل الأعمال الإعلانية لعام 2013، مثالا على ذلك. فحضور هذا القطاع وكذلك حصته من الجوائز كان ضعيفاً مقارنة بجوائز وسائل الإعلام التقليدية وقياساً بالتطور التكنولوجي للمنصات والتطبيقات، ورغم أن الإنفاق الإعلاني في الكويت لعام 2012 بلغ حسب وكيل وزارة الإعلام صلاح المباركي 969 مليون دولار. كذلك لم ينل هذا القطاع اهتماما ملحوظاً في خطابات المنظمين والمشاركين، من الهيئات العربية والأجنبية. قد يعكس ذلك مدى قدرة وسائل الإعلام التقليدية على التمسك بتفوقها وصعوبة تنازلها عن نفوذها السوقي، لكنه يعكس كذلك حاجة إعلان الإنترنت والأجهزة الرقمية على المستوى العربي إلى قليل من التنظيم والمبادرة والتشجيع الذاتي، ومن ذلك جوائز الإبداع الإعلاني الخاصة بالإنترنت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©