السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نادي تراث الإمارات يحمي التراث الوطني ويغرس الولاء والانتماء بنفوس الناشئة

نادي تراث الإمارات يحمي التراث الوطني ويغرس الولاء والانتماء بنفوس الناشئة
9 ديسمبر 2011 23:56
أبوظبي (وام) - اضطلع نادي تراث الإمارات منذ تأسيسه في عام 1997 بحماية التراث الوطني والمحافظة عليه وبناء جيل جديد مؤمن بهويته وأصالة ماضيه، من خلال غرس مفهوم الولاء والانتماء للوطن والقيادة في نفوس الناشئة والشباب. ولعل أهم تتويج لهذا الصرح الذي يعتز بأنه يجسد واحدة من صور اهتمام مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو منحه لقب «الشخصية الثقافية» في الدورة الخامسة عشرة من جائزة العويس لعام 2005، بعد أن أخذ النادي على عاتقه أن يكون الاستثناء في مجال التنمية الثقافية والتراثية والعمل في إطار التوجه الرسمي ومكتسبات ومنجزات مسيرة الاتحاد المجيدة. وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، خير من حمل الأمانة ونفذ التوجيهات السامية منذ أن كان ولياً للعهد، فأصدر في الثالث من يونيو عام 1997 مرسوماً أميرياً حمل الرقم 14 تم بموجبه إشهار النادي كهيئة حكومية مستقلة، تابعة لحكومة أبوظبي تعنى بالمحافظة على تراث الدولة وتعليمه للأجيال الجديدة، من خلال برامج وأنشطة نوعية تعرفهم بالقيم والعادات الأصيلة لمجتمع الآباء والأجداد، وتربطهم بمكونات هويتهم الوطنية ومسيرة الاتحاد الظافرة التي أرسى قواعدها فقيد الوطن الكبير الشيخ زايد رحمه الله، ويقودها باقتدار وحكمة سديدة ضمن الرؤى والمستجدات المعاصرة، صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكّام الإمارات. وشهد النادي وبفضل الدعم الرسمي من القيادة الرشيدة والتوجيهات والمتابعة المستمرة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس النادي تطوراً ملحوظاً على كل المستويات والمجالات، فأصبحت له مشاركات عربية ودولية مميزة على المستوى الثقافي والتراثي والرياضي، وبخاصة في مجال سباقات القدرة والشراع الحديث ومعارض الكتب والمعارض التراثية وغيرها من النشاطات التي تعكس صورة مشرقة عن الدّولة أمام العالم. وقال سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان: «منذ البداية ومنذ كان نادي تراث الإمارات فكرة تتراءى في ذهني ملامحها، كانت دعوة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للاهتمام بالتراث وإحيائه وبناء المستقبل فكرة تلح على أن تظهر مجسدة فاعلة في حيز الواقع والتطبيق، وكنت أرى مهمات هذا النادي تشمل تراث الإمارات كله من الناحيتين الجغرافية بمعنى أن يشمل عمله كل بقعة من بقاع هذا الوطن العزيز من أقصاه إلى أقصاه ومن أطرافه، ومن الناحية النوعية بمعنى أن يشمل عمله كل أنواع التراث المادية والمحسوسة والشفوية والمحفوظة وما يتفرع عنها من أنماط وأشكال وممارسات وتطبيقات عديدة لا تخفى على المهتمين». وأضاف سموه: «إن نشاط النادي برز بتفوق وظهرت آثاره واضحة جلية في مجال التطبيقات التراثية المحسوسة والخطاب الثقافي العقلاني المتوازن، التي نشهدها حية دون انقطاع منذ إنشائه وهو أمر نفتخر به ونسعى لكي يستمر ويتعاظم كمّاً وكيفاً، ولا يعني هذا أن اهتمام النادي سيكون مقتصراً على هذه النشاطات وإنما يعني أنه يجب علينا زيادة جرعة التركيز والاهتمام بجوانب التراث الأخرى، من شعر شعبي وحكايات شعبية وأمثال وحكم وموروث وما إليها، وهي غاية في الأهمية والثراء الفكري والإنساني، لأنها تحمل روح الشعب ونظرته إلى الحياة وتحمل هويته وفلسفته». مرافق النادي ومن مرافق النادي «مركز زايد للدراسات والبحوث» في منطقة البطين والذي تم تصميمه بإيقاع هندسي ذي طراز من العمارة التقليدية والإسلامية، ويضم وحدة المتاحف والمقتنيات التي تشرف على المعرض الدّائم للشيخ زايد رحمه الله الذي يتيح للزوار والسائحين الاطلاع على السيرة والمسيرة لفقيد الوطن الكبير. وتصدر عن المركز مجلة شهرية مهمة ومختصة على مستوى الوطن العربي، هي مجلة تراث، إلى جانب «بيت الشعر» الذي يتفرد في دعم إنتاج ومسيرة وإبداع الشعراء المحليين من مختلف الأجيال والمدارس، بتنظيم الأمسيات الشعرية والنقدية والفكرية الخاصة بديوان الشعر محلياً وعربياً. أما القرية التراثية المطلة على كاسر الأمواج بأبوظبي وتحتل مساحة 1600 متر مربع، فأنشئت لإبراز الجانب التراثي في الدولة أمام الزائرين والسياح من خلال ما تضمّه من نماذج حية لمبان تراثية تربط زائريها بتفاصيل الحياة اليومية التي عاشها أبناء المجتمع الإماراتي قبل ظهور النفط، وتم تشييدها بأسلوب هندسي ضمن طرز العمارة التقليدية المحلية بما يتناسب وعراقة الماضي. جزيرة السمالية كما أن جزيرة السمالية التي تقع على بعد نحو 12 كيلومتراً شرق العاصمة بمساحة 14 كيلومتراً مربعاً، ويحيط بها ما مساحته 8 كيلومترات مربعة من نباتات القرم الملحية تعتبر مصدر جذب سياحي للوفود الزائرة للدولة، كونها محمية طبيعية تضم حديقة نباتية ومحمية الضّب ومشروع إكثار غزلان الريم والنّعام وشاطئ السلاحف، والمنحل ومزارع ومعرض الأسماك والبيوت التراثية وغيرها من الفعاليات. وتعتبر مدرسة الإمارات للشراع أول مدرسة من نوعها على مستوى المنطقة لتعليم المنتسبين إليها فنون الشراع الحديث، من خلال منهج نظري وتدريبي، كما أنها تنظم العديد من البطولات المخصصة لهذه الرياضة على المستويين الخليجي والعربي. وخلال مسيرته الممتدة على مدى 14 عاماً، نجح النادي في تأكيد حضوره الثقافي والفكري من خلال مشاركته في معظم معارض الكتب التي تقام داخل الدولة وخارجها، وعرض إصداراته المتنوعة التي يصل عددها إلى 250 عنواناً ضمن مشروعه بتعزيز قيمة الكتاب والتشجيع على اقتنائه بأسعار رمزية. رياضات تقليدية وحديثة وبدعم من جانب صاحب السمو رئيس الدولة، يتصدر النادي قائمة المؤسسات في تنظيم السباقات البحرية التقليدية من شراعية وتجديف وبوانيش وسباقات مخصصة للشباب من فئة 22 قدماً، إضافة إلى سباقات فروسية القدرة بالتنسيق مع اتحاد الإمارات للفروسية والسباق في قرية بوذيب العالمية للقدرة بمدينة الختم، خاصة سباق كأس صاحب السمو رئيس الدولة للقدرة لمسافة 100 كيلومتر ومهرجان سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان للقدرة، السنوي الذي يستقطب مجموعة كبيرة من الشخصيات المهتمة بهذه الرياضة وكذلك نجوم القدرة على المستوى الدولي. ويولي النادي اهتماماً خاصاً بسباق الإبل التراثي الأصيل في مدينة سويحان، بهدف المحافظة على تقاليد هذه الرياضة العربية الأصيلة. ويتصدر هذا السباق مهرجان سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان لسباقات الإبل التراثية ومزاينة الأصايل. كما أن هناك تشجيعاً كبيراً لتطوير جملة من الرياضات الحديثة، مثل السباحة والكاراتيه والمبارزة بالسيف والملعب الصابوني والطيران الإلكتروني، وغيرها من الرياضات التي تنظم لها المسابقات والبطولات التي تحفّز شباب الدولة على الانخراط بها. المجال البيئي وكان لافتاً أن ينجح النادي وعبر وحدة البحوث البيئية في إصدار موسوعة الأطلس البحري باللغتين العربية والإنجليزية، وهي موسوعة علمية في 277 صفحة مقسمة إلى 12 فصلاً. وتضم معارف عن مختلف مكونات وكائنات البيئة البحرية والساحلية لإمارة أبوظبي. كما تنظم الوحدة مسابقة بيئتنا بعدسة الكاميرا ومسابقة إبداع من النفايات وغيرها من المسابقات الهادفة إلى رفع معدلات الوعي البيئي لدى الجمهور. وتقوم رابطة هواة الفلك على جملة أهداف، من أهمها إحياء تراث الآباء والأجداد في علم الفلك وتعليم مبادئه الأساسية لأبناء الجيل الجديد. احتفالات اليوم الوطني وكان النادي من أوائل المؤسسات التي بدأت احتفالاتها باليوم الوطني الأربعين من خلال برنامج نوعي متميز، إذ أطلقت اللجنة المنظمة لاحتفالات النادي باليوم الوطني برنامجاً ضخماً انطلق بمشروع القوافل التراثية في 21 سبتمبر الماضي في المنطقة الغربية، مروراً بالفجيرة ورأس الخيمة والشارقة وانتهاء بالعاصمة أبوظبي. كما يتضمن البرنامج نحو 16 نشاطاً متنوعاً يتصدرها الديوان الشعري المسموع لقصائد الشيخ زايد رحمه الله، وجائزة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان لأفضل بحث عن الدولة في 40 عاماً مع دعم الفائزين بنشر بحوثهم في كتب، وحفل تكريم الفائزين بجائزة الإمارات التقديرية خلال أعوام 2006 - 2011، وحفل تكريم الفائزين بمسابقة التصوير الضوئي بعنوان «الإمارات في أربعين عاماً»، وعقد ندوة مهمة بعنوان «250 عاماً على نشأة إمارة أبوظبي» وتتناول محاورها دراسة نشأة أبوظبي الحديثة معمارياً وهندسياً، مع دراسة قصر الحصن كنموذج تطبيقي باعتباره معلماً تاريخياً مهماً. إضافة إلى ذلك، تم تنظيم معرض «زايد بريشة فنان دولي» الذي سيجمع 7 تشكيليين محليين وعالميين لرسم «بورتريه» لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. وجاء اختيار سبعة فنانين للمعرض تيمناً بالإمارات السبع المكونة لاتحاد الإمارات. كما يشتمل البرنامج على مجموعة من سباقات القدرة والفروسية خاصة كأس اليوم الوطني لدولة الإمارات لقفز الحواجز، وبطولات للشراع التقليدي والحديث والتجديف ومعرض بيئي لوحدة البحوث البيئية بعنوان «الصحراء تنبض بالحياة»، ويركز على هوية المكان الصحراوي والتعريف بالتنوع الحيوي في صحراء الإمارات وملتقى السمالية الربيعي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©