الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القمة الخليجية... المجلس على مفترق طرق!??

8 ديسمبر 2013 21:47
يقول د. عبدالله خليفة الشايجي: تـُعقد القمة الخليجية الرابعة والثلاثون اليوم وعلى مدى يومين في دولة الكويت، وسط تحولات وتغير تحالفات تشكل في مجملها تحديات جدية وغير مسبوقة بالنسبة لدول المجلس وإقليم الخليج العربي. والكويت التي أصبحت عاصمة لدبلوماسية القمم والمؤتمرات وعادت لتعلب دورها النشط في دبلوماسية الوساطات ولمِّ الشمل بقيادة عميد وشيخ الدبلوماسية أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، تستضيف اليوم قمة خليجية قد تكون الأهم والأكثر تأثيراً في مسيرة ومستقبل مجلس التعاون. فتسونامي تهديدات وتحديات اليوم أكثر تعقيداً وحدة مما شهدته المنطقة منذ انعقاد القمة الأولى في أبوظبي بمبادرة ورؤية ثاقبة وبعيدة من قادة دول المجلس وخاصة من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ جابر الأحمد الصباح، طيب الله ثراه.. وذلك للتصدي للتهديدات الأمنية التي كانت تعصف يومها بالمنطقة الممتدة من أفغانستان إلى مصر.?واليوم تتطلب التحديات الجديدة من قادة المجلس معالجة القضايا بجرأة وحسم. ماذا عن الاتحاد الخليجي الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين كمبادرة جريئة قبل عامين في قمة الرياض؟ وماذا عن موقف دولنا من سياسات الولايات المتحدة؟ وماذا عن الاتفاق المبدئي المؤقت بين إيران والدول الكبرى؟ وماذا عن موقف دول المجلس من مصر وسوريا والعراق وتركيا؟ ثم ماذا عن العملة الخليجية؟ وإلى متى تفشل دول المجلس في تحويل قوتها الناعمة، الاقتصادية والمالية ومصادر الطاقة من نفط وغاز واستثمارات وصناديق الثروات السيادية، إلى رقم صعب في معادلة الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الأهم لأمن واستقرار النظام العالمي ولأمن الطاقة والاستثمار؟ وهل سنبقى نندب حظنا بسبب المعادلة الصعبة «ندرة القوة وقوة الندرة» كما يقول أحد الباحثين.?الحال أن تحديات وأزمات اليوم أكثر تعقيداً من تلك التي كانت السبب في قيام المجلس. هناك تبدل في التحالفات ومخاض تشكيل نظام إقليمي جديد. وهناك دول فاشلة ومفككة ومتشظية تجاورنا في العراق واليمن.. وهناك حمامات دم في سوريا وفوضى في ليبيا وانقسام في مصر وتصدع في لبنان وتشظٍّ ونذر حرب أهلية في العراق.. وهناك زيادة الفرز الطائفي والمذهبي وعودة لخطر «القاعدة» والمنظمات المتطرفة. وهناك تراجع وانكفاء للدول الكبيرة والمؤثرة في المنطقة.?وفوق ذلك هناك غضب خليجي علني وغير مسبوق بقيادة سعودية من سياسات واشنطن في سوريا ومصر وإيران والعراق ولبنان. وهناك تناغم وتقارب أميركي- إيراني غير مسبوق أيضاً.. وهناك تمدد للحالة السورية بزيادة الفرز الطائفي والمذهبي وعودة التطرف ونشاط بمنسوب مرتفع لـ«القاعدة» وأخواتها من الجماعات المتشددة. ونرى ذلك في سوريا ولبنان بتفجير السفارة الإيرانية، وشهدناه قبل أيام في اليمن بتفجير هو الأكثر خطورة في عملية دموية لـ«القاعدة في الجزيرة العربية» ضد مجمع وزارة الدفاع في قلب العاصمة صنعاء. وهناك خلاف حاد بين مصر وتركيا وتبادل طرد للسفراء. وثمة صعود روسي واضح يقابله تراجع وانكفاء أميركي يُنهي تفرد واشنطن في المنطقة. وهناك أيضاً تباين خليجي- خليجي حول بعض القضايا. وأهمها ملفا إيران ومصر.??مانديلا: قوة العفو?يرى د. السيد ولد أباه أنه خلال محاكمته في أبريل 1964، أطلق "نيلسون مانديلا"جملته الشهيرة التي كرست زعامته الاستثنائية :"لقد اخترت مثال مجتمع حر وديمقراطي يعيش فيه الجميع بانسجام وبفرص متساوية. إنه مثال أرجو أن أعيش من أجله وأن أحققه، ولكني مستعد أن أموت من أجله إذا اقتضى الأمر".?كان المحامي الشاب ابن الأسرة الملكية الريفية الذي رعى الغنم واحترف الملاكمة في أوج نشاطه السياسي الذي تحول إلى نمط من المقاومة المسلحة بعد استفحال نظام التمييز العنصري وتزايد ضحاياه. بيد أن زعامته الحقيقية لم تبدأ إلا وهو بين أسوار سجن "روبن أسلاند" الذي قضى فيه 27 سنة كاملة، لم يكن فيها على قساوة ظرف الحبس سجيناً معزولًا بلا إرادة، وإنما حوّل المعتقل إلى جامعة لتكوين المقاومين ومركز للإعداد السياسي وقاعدة للتفاوض مع الخصوم والتواصل مع العالم الخارجي.?يذكر "ماديبا" (الاسم الآخر لمانديلا) كيف تحرر من قيد السجن منذ أول يوم في زنزانته، حيث تعود ان يستيقظ مبكرا وكأن وراءه يوم عمل مضن وغني، يوزع وقته بين القراءة والتعلم (تعلم لغة الأفريكان البيض)، وتدريس السجناء والحديث مع سجانيه الذين حولهم إلى أصدقاء وحرص خلال حفل تلقيه لجائزة نوبل عام 1993 على أن يجلس أحدهم على يمينه.?كان مانديلا يرى في الأشياء القليلة غير الممنوعة في السجن إطاراً لممارسة الحرية التي اعتبرها طريقاً طويلة لا متناهية لا يمكن أن تسلب إلا ممن رضي بالذل والخنوع. وعندما خرج من السجن كان تصريحه الأول هو أنه لا يريد أن يحرر السود وحدهم، بل الأقلية البيضاء أيضاً، التي يتعين تحريرها من ممارسة الظلم والاستبداد لبناء الأمة الواحدة، التي لا تمييز فيها ولا إقصاء.?" تحرير الظالم" هو الشعار الذي تبناه منذ ممارسته لمهنة المحاماة دفاعاً عن ضحايا التمييز العنصري. كانت استراتيجيته في المرافعات أمام القضاة البيض تكمن في توعيتهم بأنهم يتنكرون للقيم، والمثل التي تصدر عنها تشريعاتهم المستمدة من المدونة القانونية الحديثة المرتكزة على حقوق الإنسان، وبالتالي فإنه يسعى لتحريرهم من انفصام الشخصية المتولد عن ازدواجية المعايير في التعامل مع مواطني الدولة الواحدة من "أصليين" ممنوعين من حقوقهم و"وافدين" محتكرين لحقوق المواطنة.???النووي والعقوبات... والتهدئة!?يقول دويل مكموناس: لو أن العقوبات الاقتصادية كانت مفتاح إجبار إيران على قبول قيود على برنامجها النووي، فهل سيكون لفرض مزيد من العقوبات تأثير أكبر؟ ?بالتأكيد، يعتقد ذلك منتقدو الاتفاق النووي المبدئي الذي أبرم مع طهران الأسبوع الماضي، رغم أنهم لم يستغرقوا وقتاً طويلاً ليشجبوه. ومن جانبه، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن «هذا اتفاق سيء... سيء جداً جداً»، ووافقه المرشح الرئاسي الأميركي السابق نيوت جنجريتش قائلاً «إنه استسلام».?وإذا كان من وجهة نظر إدارة أوباما ومعارضيها على السواء أن فاعلية العقوبات دفعت إيران إلى الجلوس على مائدة المفاوضات، فلما لا يتواصل النهج العقابي بدلاً من التسوية بناءً على اتفاق مبدئي لمدة ستة أشهر يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم طالما أنها لا تزال ضمن الحدود التفاوضية؟! ???مانديلا: "الأسود" الذي نشر البياض?أكد عبد الله بن بجاد العتيبي أن الإنسان بذاته، بقدراته وإمكاناته، بخياراته وقراراته، ليس للونه ولا عرقه ولا جنسه أي دورٍ في حقوقه أو واجباته، في بروزه أو ضعته، وإنما هي كفاءته ومقدرته على التعلم والتدرب ومن ثم على التغيير والتطوير، ونيلسون مانديلا يقف شامخاً بتاريخه ونضاله وحياته ورمزيته العالمية شاهداً ودليلاً. وليس أجمل من كلمة لمانديلا نفسه يقول فيها: "ولكنني فطنت بسرعة إلى ضرورة أن أشقّ طريقي بناء على ما أملك من قدرات وليس بحكم نسبي أو عرقي".?عظمة مانديلا ليست في أنه دخل السجن لمدة طويلة، فكثيرون في التاريخ القديم والحديث سجنوا مثله وأطول منه وخرج بعضهم خامل الذكر، وتحول بعضهم- وهو الأنكى- لمجرمٍ لم يتعلم من السجن سوى بشاعة الانتقام ودمويته، بل هي عظمة تتجلى في مجمل تجربته، وتبرز أكثر في رؤيته الإنسانية بعد خروجه من السجن وحرصه وإصراره على رفض أي مظاهر انتقام أو كراهية كما في تصرفه كرجل دولة يبحث عن الاستقرار والمستقبل، كما قدرته على أن يتجاوز ببلاده كل عناصر التخلف الضاربة الجذور واستلال إحن الماضي القريب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©