الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكرسي الأحمر

19 ديسمبر 2015 22:48
أتاحت مبادرة الكرسي الأخضر الفرصة لطلبة كليات الاتصال والإعلام للمشاركة في الفعاليات الإعلامية الخاصة بمنتدى الاتصال الحكومي، فاللون الأخضر يرمز إلى حداثة تجربة هؤلاء الطلبة في مجال الإعلام كما يرمز للسلام والحرية إلى جانب تقديم الفرص والدعم وإعطاء الثقة لمن هم عنصر جديد في مجال الإعلام. فلا يخفى على أحد التأثير الكبير للإعلام والذي تعد الفضائيات من أهم وسائله، وهي وسائل تطرق أذن المتلقي وتبهر بصره بقوة الكلمة وسيطرة الصورة. ولكن ماذا لو تخيلنا أن الكرسي أصبح «أحمر» يقدم إنذاراً وتحذيراً للبعض؟ إن الكرسي الأحمر بحاجة لأن يجلس عليه بعض الإعلاميين في دول عدة، يمارسون المهنة وقد تعدوا عمرياً مرحلة الجلوس على الكراسي الخضراء. الكرسي الأحمر في حاجة لأن يجلس عليه بعض الإعلاميين في الفضائيات العربية، وبعض المواقع الإلكترونية الإخبارية، فهؤلاء تخلوا عن مهنية الإعلام وابتعدوا عن الموضوعية والدقة، يثيرون بأقلامهم وبرامجهم نزعات التعصب، ويتناولون موضوعات غريبة عن المجتمع العربي بثقافته وقيمه المعروفة، أو يعرضون نماذج لا تمثل المواطن العربي بأخلاقه واهتماماته، فالبعض من الإعلاميين تناسوا أن للإعلام مسؤولية وطنية وأخلاقية وأن المواطن يبحث عن الإعلام المسؤول الذي يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد. فالكرسي الأحمر يجلس عليه من يحتاجون إلى تطوير مهاراتهم الإعلامية، وثقافتهم العامة، بحيث يتواصلون مع مجتمعهم، ويلمون بما وصلت إليه وسائل الإعلام من تطور، فالمحرر والمعد والمذيع والمخرج والمراسل وكل من يعمل بتقديم الرسالة الإعلامية للجمهور بحاجة دائمة إلى تطوير معارفه وإمكانياته حتى يتمكن من تقديم أعلام مسؤول ومنتقى للجمهور. الكرسي الأحمر تجلس عليه فضائيات تلونة وتحيزت وغابت عنها المصداقية، وفضائيات تقدم محتوى غير ملائم أخلاقياً وثقافياً. فليجلس كل هؤلاء على كرسي أحمر، لكي يعلموا أن هناك إنذاراً موجه لهم من الجمهور، حتى يعودوا إلى صوابهم أو فليبتعد عنهم الجمهور الذي أصبح أكثر وعياً وفطنة بما يقدم له، وحينها لن يجد هؤلاء أي كرسي بأي لون يمارسون من خلاله المهنة. بقلم: مريم نجيب العوضي كلية الاتصال - جامعة الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©