الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

رياضة الطفل العربي.. «الصندوق الأسود»

رياضة الطفل العربي.. «الصندوق الأسود»
19 ديسمبر 2015 23:26
رضا سليم (دبي) لماذا الرياضة والطفل؟ لماذا نفتح الملف المسكوت عنه لسنوات طويلة؟ هل سنشاهد أطفالنا يلعبون مثل رونالدو؟ أم يحرزون أهدافاً على طريقة ميسي؟ أم يراوغون بنفس مهارات نيمار؟ الرياضة ليست كل هذا.. ولا أيضاً الرياضة تلك التي نمارسها مع برامج «الدايت» نحن هنا نتحدث عن المستقبل. والرياضة هي بوابة عبور الأمم والشعوب والأجيال إلى آفاق جديدة،ومناطق بعيدة . الرياضة باختصار تساهم في بناء الشخصية وتأكيد الذات ونشر روح الجماعة وغرس قيم الروح الرياضية وتنمية المهارات وزيادة التحصيل الدراسي وبناء العقل السليم وإعداد أجيال مؤهلة بدنياً وصحياً وذهنياً من دون أمراض العصر لتحمل مسيرة البناء والتنمية في كل المواقع، وما يحدث حولنا من تحديات يتطلب أجيالاً قادرة على التعامل مع الحياة بنفس مهاراتها في التعامل مع «البلاي استيشن»، و «الإكس بوكس» وسرعة الكتابة في «الواتس أب». وقبل أكثر من نصف قرن أدرك الرئيس الأميركي أيزنهاور تدني مستوى اللياقة البدنية للشباب فأمر بتشكيل مجلس الرئيس للياقة البدنية عام 1956، واهتمت دول أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي سابقاً برياضة المدارس من خلال دورات في مختلف الألعاب في منتصف القرن الماضي ولذلك تفوقت لسنوات طويلة في الممارسة والمنافسة، وأفرزت أبطال في الألعاب الأولمبية. ووفقاً للفقرة الثالثة من المادة الأولى لميثاق الدولي للتربية البدنية والرياضية عام 1978 كان هناك تأكيد على حق الطفل في ممارسة الرياضة، وجاء فيه: «ينبغي توفير ظروف خاصة للنشء بمن فيهم الأطفال في سن ما قبل المدرسة وللمتقدمين في السن والمعاقين وذلك لمساعدتهم على تنمية شخصياتهم تنمية متكاملة عن طريق برامج التربية البدنية التي تناسب احتياجاته العقلية». فالرياضة ليست نوعاً من الرفاهية كما يتصور البعض، ولاهي كرة القدم التي نحبها ونتابعها مع نجوم وأندية أوروبا، الرياضة أسلوب حياة، ولذلك تنفق الحكومات والدول مليارات الدولارات من أجل صناعة مستقبلها بأجيال لديها من الوعي والموهبة والصحة ما يساعدها على تحمل المسؤولية. ودول أوروبا تدرك جيداً أهمية ممارسة الطفل للرياضة في تلك المرحلة المبكرة من العمر قبل أن يتحول إلى رياضة المنافسة إذا كان يملك الموهبة، ولذلك كان الإهتمام الأكبر بالطفل في المدارس من خلال نظام المناهج يساعد على الممارسة، وعلى سبيل المثال في مدارس بريطانيا هناك خمس ساعات أسبوعياً للرياضة، وفي مدارس أستراليا هناك ساعة يومياً، وهناك أيضاً ربط ما بين المدارس والأندية، لأصحاب المواهب الإستثنائية، وعندما ننتقل إلى عالمنا العربي نجد أنفسنا أمام العشرات من الأسئلة الصعبة التي لا نجد إجابات لها: أين موقع الطفل العربي فوق خريطة المستقبل؟ وأين موقع الرياضة فوق أجندة الهموم اليومية؟ وماهو دور الأسرة؟ ورسالة المدرسة؟ ومسؤولية الحكومات؟ وهل «حصة الألعاب» كافية لبناء شخصية الطفل واكتشاف مواهبه؟ ومتى يجد الطفل العربي الوقت لممارسة الرياضة وهو مشغول طوال اليوم بالمدرسة والدروس والواجبات و«الشات» و«الواتس أب» وبرامج التليفزيون؟ وما هي البرامج التي نقدمها لانتشال أطفالنا من تلك الدوامة اليومية؟ هذا الملف الذي يمتد لخمس حلقات ليس فقط لمحاولة الإجابة على كل هذه التساؤلات الحائرة، ولكنها محاولة لقراءة مستقبل العالم العربي من خلال رياضة أطفالنا. «الوقاية والمواجهة» تفتح الملف السري دبي (الاتحاد) يواجه الأطفال في بعض البلدان العربية، شبح التحرش في الملاعب مما يحول دون ممارستهم الرياضة في سن مبكرة خوفاً عليهم من هذا الخطر. وأطلقت الجمعية المصرية للاجتماع الرياضي التي يرأسها الدكتور عصام الهلالي، مبادرة «مكافحة التحرش الجنسي للأطفال بالرياضة»، وأقامت دورة تدريبية عربية تحت عنوان «التحرش الجنسي في الرياضة-الوقاية والمواجهة». وطالبت المبادرة المجتمع بالتعامل بوضوح مع تلك القضية الخطيرة دون خجل من الكشف عنها، وذلك لمواجهتها بكل قوة وحزم من أجل حماية الأطفال في ملاعب الرياضة. «حصة الألعاب»..الغائب الحاضر دبي (الاتحاد) تأتي الرياضة المدرسية لتكون أحد أطراف القضية المتشعبة، وتدخل قفص الاتهام خاصة فيما يتعلق ب»حصة الألعاب» أو كما يقولون حصة التربية الرياضية والتي شهدت انحسارا غير طبيعي في السنوات الأخيرة في غالبية الدول العربية بما فيها الدول الخليجية التي شهدت طفرة على الورق دون أن تدخل حيث التنفيذ. فقد اعتمد المكتب التنفيذي لرؤساء اللجان الأولمبية بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عام 2015 عاماً للرياضة المدرسية الخليجية من أجل تفعيل دور الرياضة في المدارس، لكونها اللبنة والحاضنة التي تطلق المواهب والخامات والعناصر الجيدة التي تمتلك مقومات البطولة، بعد المقترح الذي تقدمت به اللجنة الأولمبية الوطنية أثناء الاجتماع، إلى جانب اعتماد رفع توصية أصحاب السمو رؤساء اللجان الأولمبية الخليجية في تبني مبدأ تطبيق الحصة الرياضية اليومية في شتى المدارس على المستوى الخليجي?.? لم يلق القرار والتوصيات أي قبول في التطبيق في المدارس ولم نشعر بأن هذا العام هو عام الرياضة المدرسية ولم يتم تطبيق الحصة الرياضية المدرسية، وتحولت القرارات حبرا على ورق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©