بيروت - جودت صبرا:
احتل موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري، المرجح اقراره في مجلس الامن الدولي تحت الفصل السابع خلال هذا الاسبوع، الاولوية في اهتمامات اللبنانيين، وحال دون الدخول في ملفات شائكة اخرى بانتظار تمرير هذا الاستحقاق الدولي بهدوء، والحفاظ على الامن والاستقرار على الساحة اللبنانية·
وفي مسعى من الحكومة لتسريع اقرار المحكمة اوفدت فجر امس القاضيين شكري صادر ورالف رياشي ومستشار رئيس الحكومة محمد شطح على عجل الى نيويورك عن طريق باريس لمواكبة الاتصالات الجارية لانشاء المحكمة ذات الطابع الدولي·
وقالت مصادر سياسية لـ''الاتحاد'' انه لا مؤشرات حتى الآن لامكان استيعاب مرحلة ما بعد المحكمة، محذرة من ان الاحتقان الراهن مرشح لمرحلة جديدة من التجاذبات والاخذ والرد، ولم تستبعد بروز ملفات كانت مستترة مثل ملف ''بنك المدينة'' لتوظيفها في معركة الرئاسة الاولى·
وفيما اكدت مصادر قوى 14 مارس بان الاكثرية تعتزم اطلاق مبادرة جديدة للحل فور اقرار المحكمة، اعلنت مصادر رئيس البرلمان نبيه بري ان الاخير ينتظر هذه المبادرة لتحديد الاطر للتعامل معها سلباً او ايجاباً·
وقالت لـ''الاتحاد'' بان بري لا يرى جديداً في الافق السياسي المحلي قبل صدور قرار تشكيل المحكمة، فيما سربت مصادر قوى 14 مارس معلومات مفادها بان المبادرة بنيت على فكرة تحويل الحكومة الحالية الى انتقالية بعد عودة الوزراء المستقيلين عن استقالاتهم وضم ممثلين للنائب ميشال عون اليها، وكشفت ان هذه المبادرة سبق وطرحها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على المسؤولين السعوديين ولكنه سرعان ما عاد وطواها لاسباب مجهولة·
ونسبت جريدة ''السفير'' اللبنانية الى مصادر دبلوماسية عربية في الرياض (لم تسمها) القول: ''ان العاصمتين السعودية والايرانية وبأوامر مباشرة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس محمود احمدي نجاد، رفعتا مستوى التشاور بينهما في عدد من الامور التي تهم البلدين سعياً الى وضع دينامية جديدة مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي في لبنان·وتوقف المراقبون في بيروت عما كشفته جريدة ''النهار'' اللبنانية امس في زاوية ''اسرار الآلة'' حيث قالت ان الموفد الاميركي دايفيد وولش الذي لم يسم احداً للرئاسة اللبنانية ابلغ من التقاهم بان واشنطن تحتفظ بحقها في وضع ''فيتو'' على اي اسم ترى فيه انه لا يخدم مصالحها في لبنان·
وانطلاقاً من هذه المعطيات دعا الرئيس اللبناني الاسبق امين الجميل امس الى توحيد الرؤية والصف ليتمكن اللبنانيون من انتخاب رئيس جديد للجمهورية يمكنه انقاذ لبنان وانتشاله من المستنقع الذي يتخبط فيه منذ فترة طويلة دفع الشعب ثمناً باهظاً من الخراب والدمار والدموع خلالها·
اما رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع فقال إن الاستحقاق الرئاسي سيجري في موعده، وان المراجع الدينية المسيحية لديها الرغبة الكبيرة فضلاً عن ان الاكثرية النيابية لديها الارادة والتصميم والنية في ذلك·
وكان البطريرك الماروني نصرالله صفير الذي رفض انتخاب رئيس لمدة عامين قد حسم هذا الامر واكد أن النصاب لجلسة انتخاب الرئيس هي الثلثين، ووافقه على ذلك الرئيس بري·
عدد اليوم
