الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عودة العلاقات الأميركية الكوبية

21 ديسمبر 2014 00:54
أشاد قادة أميركا اللاتينية بالقرار الذي أعلنه أوباما يوم الأربعاء الماضي بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا، وهي الخطوة التي من شأنها تحفيز المزيد من الاستثمارات في الجزيرة الكاريبية وتخفيف حالة الاستياء التي أعقبت حقبة الحرب الباردة في هذه المنطقة. وبعد ساعات من الإعلان، قامت قوات كولومبيا المسلحة الثورية (فارك) بالإعلان من هافانا عن وقف إطلاق النار من جانب واحد، وإلى أجل غير مسمى في إطار محادثات السلام الجارية والتي تستضيفها كوبا. وبدءاً من اليساريين المتشددين في فنزويلا، إلى القوى الأكثر تأييداً للولايات المتحدة مثل المكسيك وكولومبيا، رحبت أميركا اللاتينية بإعادة الدفء للعلاقات بين الطرفين اللذين ظلا خصمين لفترة طويلة. وقال الرئيس الكولومبيي «خوان مانويل سانتوس» إنه يأمل في أن تمهد هذه التغييرات الطريق لتحقيق «حلم أن يكون لدينا قارة يسودها السلام الشامل». أما رئيس فنزويلا «نيكولاس مادورو»، الزعيم الأكثر مناهضة للولايات المتحدة في أميركا اللاتينية، فقد أشاد بالخبر ووصفه بأنه «انتصار تاريخي للشعب الكوبي». وقد كانت فنزويلا الحليف الأقوى لكوبا في المنطقة وترسل إليها ملايين من براميل النفط سنوياً، بينما تواظب على توبيخ الولايات المتحدة للمحاولات المزعومة بزعزعة استقرار البلاد. وذكر الرئيس «مادورو»: «علينا الاعتراف بهذه اللفتة الشجاعة والضرورية من الرئيس أوباما». ولطالما كانت أميركا اللاتينية تعارض الحظر الأميركي على كوبا. وقد تسارعت هذه النزعة في السنوات الأخيرة نظرا لأن الكثير من دول جنوب ووسط أميركا يتزعمها رؤساء لهم ميول يسارية، مثل رئيسة البرازيل «ديلما روسيف. وقالت «روسيف» خلال مؤتمر دول أميركا الجنوبية المنعقد في الأرجنتين: «بالنسبة لنا، المقاتلين الاجتماعيين، هذا يعد يوماً تاريخياً. لقد تخيلنا أننا لن نرى هذه اللحظة». وقد زادت القيود القانونية التي يفرضها الحظر الأميركي من مخاطر الاستثمار في كوبا بالنسبة للدول الخارجية، بما فيها دول أميركا اللاتينية، التي قد تتعرض للعقوبات بسبب إجراء تعاملات مصرفية مع كوبا والتي تمر عبر الولايات المتحدة. ويرى محللون إقليميون أن التغييرات التي أعلنها «أوباما» ستجعل كوبا رهاناً أقل مخاطرة. وذكر «جيف ثال»، مدير العمليات في مكتب واشنطن في أميركا اللاتينية، أن «العلاقات التجارية مع كوبا ستكون أكثر بساطة». وكان «ثال»، وهو خبير في الشؤون الكوبية، في هافانا يوم الأربعاء الماضي قال إن الكوبيين الذين قابلهم منذ الإعلان عانقوه وانفجروا باكين من فرط السعادة. وأضاف أنه رأى مظاهرة من مئات الأشخاص تأييداً للخبر. وأكد «هذه أول مرة أرى فيها ذلك، إنني سعيد». ومن جانبها، أشادت منظمة الدول الأميركية، التي تستضيف القمة، بالقرارات. ووصف أمينها العام «خوسيه ميجيل أنسولزا» القرار بأنه ينم عن «رؤية عظيمة من الجانبين، لأن هذا النزاع الذي له آثار سلبية كبيرة على المواطنين في الدولتين، قد استمر لفترة طويلة جدا». وفي المكسيك، وهي واحدة من أكبر الاقتصادات في أميركا اللاتينية، يتوقع الخبراء أن يكون لهذا القرار تأثير إيجابي على الشركات التي كانت تتردد في الاستثمار في كوبا والمخاطرة بعلاقاتها في السوق الأميركية. كما توقع الخبراء تدفق المزيد من السائحين المكسيكيين إلى هناك. وذكرت وزارة الخارجية المكسيكية في بيان «من دون أدنى شك، فإن القضاء على القيود المالية، وإمكانية قيام المواطنين الأميركيين بفتح حسابات مصرفية، واستخدام بطاقات الائتمان، وزيادة التحويلات يعد نقطة تحول في عملية استعادة العلاقات الثنائية». وأشار محللون في أميركا اللاتينية إلى اعتقادهم بأن السياسة الكوبية في مرحلة ما بعد 11 سبتمبر قد بررت إقامة علاقات أوثق مع الولايات المتحدة. كما أرسلت كوبا فرقاً كبيرة من الأطباء إلى أفريقيا لمكافحة وباء إيبولا، وقدمت يد العون على مدار العامين الماضيين في التوسط في الصراع المستمر منذ عقود في كولومبيا. وذكر إعلان «فارك» يوم الأربعاء الماضي أن وقف إطلاق النار سيستمر إلى أجل غير مسمى ما لم تهاجم قوات الأمن الجماعة. وأشار الرئيس «سانتوس» في تغريدة له إلى أن كوبا والولايات المتحدة هما مثال على أنه «بغض النظر عن مدى عمق انقساماتنا، يمكننا التغلب عليها من خلال الحوار والمثابرة». وأكد «راؤول بينيتيز مانوات»، الأستاذ والمحلل الأمني في الجامعة الوطنية المستقلة في ميكسيكو سيتي، أن كوبا أثبتت أنها لا تشكل تهديداً أمنياً للولايات المتحدة. جوشوا بارتلو وجابريلا مارتينز * * محللان سياسيان متخصصان في شؤون أميركا اللاتينية ينشر بترتيب خاص مع خدمة ”واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©