الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الزبير دردوخ: في الجزائر نقاوم لإبقاء اللغة العربية حية

20 مايو 2007 02:01
الجزائر- حسين محمد: الزبير دردوخ شاعر جزائري يعد من الشعراء المميزين في بلاده، وقد حاز الجائزة الأولى عربياً في مسابقة نظمتها مؤسسة البابطين سنة 2001 بقصيدة كتبها عن الشهيد محمد الدرة، وقبلها فاز بالجائزة الأولى عربياً في مسابقة قناة ''الأم· بي· سي'' سنة 1995 وحاز 12 جائزة جزائرية ومغاربية، وله ديوان شعري بعنوان ''عناقيد المحبة'' وستصدر له مجموعة ثانية هذا العام في إطار السنة الثقافية العربية بالجزائر· ''الاتحاد'' التقته وتحدث عن المشهد الشعري الجزائري والعربي وتهميش الشعر والشعراء بالجزائر في الوقت الذي احتضنتهم فيه دول عربية عديدة، كما يفند تراجع الشعر عربياً أمام الرواية· والتالي نص الحوار: كيف كانت بدايتُكم مع إغواء الشعر؟ ككل الشعراء بدأت هاوياً أقرأ الشعر كثيراً وأحفظ من جميل اللغة في سن مبكرة، أحببت الشعر وحفظت منه الكثير، وكان والدي يعلّمنيه إلى جانب القرآن الكريم والحديث الشريف حتى ترسخت هذه العلاقة· وأذكر أنني كتبتُ أول قصيدة وأنا في سن الرابعة عشرة وكانت في رثاء أخي، ثم كتبت أول قصيدة ناضجة في بداية الانتفاضة الأولى في ديسمبر 1987 بعنوان ''عربي والرفض أنا'' وقد كتبتها جملة واحدة في حافلة لنقل الطلبة الجامعيين بالجزائر العاصمة· وللمصادفة كنت مرة مع صديق فسمعتها تذاع عبر إذاعة مالطا وكان تأثير ذلك كبيراً في نفسي· هل من السهل أن يكون الإنسان شاعراً في الجزائر حيث لا ينال الشعر عادة حقه من الاهتمام والرواج ؟ حيثما وجد الشاعر التشجيع والمكانة اللذين يليقان به فإنه يبدع وينجز أعمالاً أكثر قيمة، وحيثما قل الاهتمام، ييأس ويحبط وإذا لم يكن يمتلك صبراً ورؤية واسعة وبعيدة، فإنه ينسحب نهائياً من الساحة الأدبية، وهذا ما حدث للأسف لكثير من الشعراء الجيدين في هذا الوطن وغيره· هذا يجرنا إلى الحديث عن المشهد الشعري الجزائري، كيف ترونه من الداخل ؟ أعتقد أن في الجزائر طاقات إبداعية كبيرة؛ هناك شعراء ممتازون فرضوا أنفسهم على المستوى العربي، لقد زرت العديد من الدول العربية ومنها العراق والكويت وسوريا والمملكة العربية السعودية والأردن ومصر وليبيا·· وقرأت دواوين شعرائها واحتكيت بهم، ووجدت أن الشعر في الجزائر ربما يأخذ موقع الريادة عربياً، ولكن إعلامنا لا يساهم في إبراز هذه المواهب وإيصالها للإخوة العرب، والدليل أننا كلما شاركنا في المهرجانات والملتقيات الشعرية في مختلف البلدان العربية، فإن إخواننا العرب يكتشفوننا ونكون بالنسبة إليهم بمثابة المفاجأة غير المنتظرة، لأنهم لا يعرفون الكثير عنا بينما نعرف الكثير عن شعرائهم بحكم أن إعلامهم أقوى من إعلامنا، وقنواتهم المسؤولة عن إيصال الأصوات الأدبية أقدم من قنواتنا في ميدان طباعة الكتاب ونشره وفي ميدان الإعلام المرئي والمسموع والإنفاق عليها· إننا لا نكاد نعثر على منبر أدبي وثقافي جيد في الجزائر؛ إلى حد الآن ليست لدينا مجلة ثقافية متميزة، فلا وزارة الثقافة نجحت في الإبقاء على العناوين الثقافية المتعاقبة ولا الجرائد حافظت على ملاحقها الثقافية· وكلها محاولات تبقى قيد التجربة والتخبط· هل تريدون القول إنكم وجدتم رواجاً كبيراً على المستوى العربي أكثر مما وجدتموه في الجزائر؟ نعم، الكثير من شعراء المغرب العربي يلقون كل الترحاب والتشجيع في دول المشرق العربي، فمثلاً أنا فزت مرتين بالجائزة العربية الأولى للشعر، مرة في مسابقة مؤسسة البابطين سنة 2001 حول الانتفاضة، ومرة في مسابقة محطة الأمبيسي سنة ،1995 وفزت هنا بالجزائر بـ 12 جائزة ولكني لم ألق هنا تشجيعاً حقيقياً لمواصلة المشوار على غرار تقاليد التشجيع القائمة لدى إخواننا في المشرق العربي· هل كنتم ستحصلون على صيت أوسع لو كنتم تعيشون في إحدى هذه الدول؟ ربما، فالوسط يساعد أكثر على البروز، نحن في الجزائر نقاوم الموت والتهميش والإقصاء ونقاوم أسبقية اللغة الفرنسية على لغتنا العربية، نحن نقوم هنا بدور جهادي مثلما تقوم به الانتفاضة ونعتبر أننا من القواعد العربية الأمامية في الجزائر بحكم التواجد الاستعماري الفرنسي بهذا البلد طيلة قرن وثلث قرن· ولذلك نقوم بدور المقاومة لأجل بقاء العربية حية بالجزائر، والإجراءات السياسية التي اتخذت منذ الاستقلال إلى الآن لم تجدِ نفعاً أمام ظاهرة طغيان الفرنسية التي تقف فرنسا خلفها بالمال والدعم الإعلامي· وقد أدرك إخواننا المشارقة هذه الحقيقة، ففتحوا قنواتهم الإعلامية المختلفة المرئية والمقروءة والمسموعة والنشر والإشهار والتشجيع بالجوائز لتشجيع المبدعين الجزائريين باللغة العربية· لا يختلف النقاد والشعراء حول جودة شعرك لكنك مقلّ في الإنتاج ولم تصدر لك سوى مجموعة شعرية واحدة وبعد سنوات من التردد· لماذا ؟ أنا إنسان جاد في حياتي وأود أن لا أنشر إلا ما يكن مفيداً وناجحاً؛ كانت لي فرص كثيرة للنشر ولكني لم أفعل وقلت: إنني لا زلت في بداية الطريق ويجب أن أخرج إلى الناس شعراً ناضجاً يقرأونه ويكون له وقع في نفوسهم وصدى إيجابي في الأوساط الأدبية، لذلك أنا حريص دائماً على أن أقدم للناس شيئاً جيداً أو لا أفعل· لا أقبل بتقديم الرداءة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©