الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فيلم «كتمان» يقدم الضغوط المعاصرة بلغة صامتة

فيلم «كتمان» يقدم الضغوط المعاصرة بلغة صامتة
9 ديسمبر 2013 00:22
محمد وردي (دبي)- تألقت الفنانة التشكيلة والكاتبة السينمائية الإماراتية منى عبدالقادر العلي، من خلال فيلمها الروائي الصامت «كتمان»، الذي عرض مساء أمس، في إطار فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته العاشرة. ويتناول الفيلم مسألة الضغوط الحياتية اليومية، في الواقع الاجتماعي الراهن، التي يتعرض لها الإنسان المعاصر، من خلال مجموعة من الشخصيات كل منها يسعى لتفريغ ما بداخله، بطريقة مختلفة. فأحد الشخصيات يلجأ إلى الصراخ بفتحة قنينة، ويسدها على عجل، وكأنه يحبس صراخه بداخلها، ومن ثم يدفن القنينة المملوءة بالصراخ تحت الرمال، في محاولة لنسيان ضغوط الحياة المرهقه. وتبرر كاتبة الفيلم منى عبد القادر العلي، تعدد أساليب معالجة قضية الضغوط، بأنها لم تسع لعرض حلول لهذه القضية، التي تنطوي على بعد نفسي بالدرجة، بقدر ما سعت إلى تسليط الضوء عليها. وتابعت الكاتبة بقولها: لقد كان كافياً بالنسبة لي لفت النظر إلى أن المشاكل اليومية المرهقة لذاتنا، هي معاناة اجتماعية عامة، وأردت إثارة جملة من التساؤلات والاستفسارات حولها، من خلال الفيلم، بغرض التخفيف من حدتها، من دون الإشارة إلى حلول أو آلية علاج لهذه الحالة النفسية. وفي رد على سؤال لـ»الاتحاد» حول السبب الذي جعلها تعمل على فيلم صامت؟ قالت العلي: لكوني فنانة تشكيلية بالأساس، ولأن التركيب والفوتوغرافي، جزء من التشكيل، فأنا أرى أن فضاء الصورة والموسيقى أكثر رحابة، من الكلمة، ولأن الكلمات في بعض الأحيان محصورة بمعان محددة، وقد تشد انتباه أو وعي المتلقي، إلى أماكن بعينها، بينما الوضع مع الصورة يختلف كلياً. ولذلك أبحث عن فضاء أبعد من فضاء اللغة، وأوسع وأشمل، فاتجهت إلى الصمت. لأن الرموز يمكن أن تتعدد بالحياة، إلا أننا لا نراها في سياق الكلام، ولكن الرمزية مع الصورة ليست ممكنةً فقط، وإنما قد تعدد مستويات رؤيتها. وعندما سألناها لمن تتوجه بهذه الرؤية السينمائية، أو المفهوم السينمائي الصامت؟ قالت الفنانة منى عبدالقادر العلي: إنها تتوجه بها لجميع الناس من دون تصنيف، وهي تدرك أن البعض ربما لا يستجيب لهذه الرؤية أو المفهوم الجديد على المجتمع الإماراتي والعربي عموماً، إلا أنها تصر على تقديم أعمال تقدم المتعة البصرية والذهنية، ولكنها في الوقت عينه تحتم على المتلقي بذل بعض الجهد، لتعميق المعرفة، والارتقاء بالذائقة الفنية لدى المجتمع. وتقدمت الفنانة منى عبدالقادر العلي بالشكر لمشروع «فيلمي» على ما أبداه من تعاون ورعاية فعلية لعملها السينمائي، الذي جرى تصويره في رأس الخيمة. وفيلم «كتمان» هو أحد ثلاثة أفلام روائية (حنين- نفاف) مشاركة في مهرجان دبي السينمائي الدولي، بدعم مالي وتقني من مشروع «فيلمي» التابع لمؤسسة «وطني الإمارات»، الهادف إلى تأسيس صناعة سينمائية وطنية، عمادها المواهب الشبابية الإماراتية. وقال ضرار بالهول الفلاسي، المدير العام لمؤسسة «وطني الإمارات»: إن الفن السابع من الفنون الأكثر تأثيراً واستحساناً عند الغالبية العظمى من الناس، ولهذا أعتبر السينما بمثابة أداة تفاعلية وجيدة جداً، لإبراز جمالية موروثنا الشعبي، وتعزيز انتمائنا وولائنا للوطن، فضلاً عن رعاية مواهب أبناء الإمارات المبدعين، التي تجلت في الأفلام الثلاثة (حنين، نفاف، وكتمان) المدعومة من قبل مشروع «فيلمي»، وتشارك في مهرجان دبي السينمائي الدولي. وقال عبدالعزيز النجار، المدير التنفيذي لمشروع «فيلمي»: إن المشروع يسعى من خلال دعمه المالي والتقني، لصنّاع الأفلام الإماراتيين، إلى كسب شرف مشاركتهم فرحة النجاح والتميز، والارتقاء في العمل السينمائي الوطني، بما يتناسب مع مكانة الإمارات العالمية. بين السينما والفن البصري منى العلي هي فنانة إماراتية بصرية، حاصلة على ماجستير تنفيذي في إدارة الأعمال تخصص الإبداع وريادة الأعمال، وترتكز أعمالها على الفن المفاهيمي الحديث. وفيلم «كتمان» هو ثالث مشاركة للفنانة في مهرجان دبي السينمائي. وكانت قد حازت على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان العام الماضي، عن فيلمها «دوربين» وتعود أول مشاركة لها بالمهرجان إلى عام 2010 من خلال فيلم «إعادة». وأقامت الفنانة منى عبدالقادر أول معرض فني فردي لها في العام 2009 في متحف الشارقة للفنون، وشاركت في العديد من المعارض الدولية مثل «بينالي» للفنون الوطنية في أستراليا وطهران، ومعرض جماعي في الولايات المتحدة الأميركية. وللفنانة مجموعة قصصية بعنوان «المرأة»، ترجمت إلى لغتي الأوردو والألمانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©