الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دعوة إلى الحب

21 ديسمبر 2014 01:00
تتعدد وجهات النظر بين الناس حول مفهومين من مفاهيم الحياة، وهما الحب والعشق، فلكل إنسان وجهة نظر خاصة به، ولكن من المتفق عليه أنهما غريزتان أصيلتان في الإنسان، فالإنسان بفطرته السوية يعيش مع الحب من لحظة الميلاد، وحتى رحيله عن الدنيا، تتطور مراحل الشعور بالحب إلى مرحلة الشعور بالعشق (فالشعور بالحب يبدأ في الأذن)، فالحب يبدأ بالأذن، أي أنه يبدأ عن طريق السمع الأسرع تأثيراً لدى الإنسان، فحبنا لشخص أو لشيء ما، يبدأ تأثيره عن طريق سماعنا لصوته، أو ما نسمع من الآخرين في أحاديثهم عنه وعن صفاته الخُلقية ثم يتطور هذا الحب إلى درجة العشق عن طريق الرؤية (الشعور بالعشق يبدأ في العيون)- أي- رؤيته بالعين ومعايشته عن قرب. وللحب تعريفات ومفاهيم متعددة، منها أنه ذلك الشعور الداخلي الذي يوجد في كل مكان وزمان، يبحث عن الفرصة، ليتسلل إلى قلب وفكر الإنسان، وبالفعل يتسلل الحب ويتغلغل في أعماقنا كلما اقتربنا من عالم الجمال المعنوي والحسي، والجمال المعنوي نعني به عندما نشعر بالوئام والألفة مع شخص ما، فهذا الشعور يوّلد الحب، وأما الجمال الحسي، فهو الشعور بالإعجاب بالجمال الطبيعي في الإنسان والطبيعة، والشعور بالحب هو شعور فطري يسكن أعماق الإنسان، ولا يستطيع العيش بدونه، فالحب للوالدين والأبناء والوطن من أسمى المعاني التي تجمع بين الأفراد. وهكذا تتسع دائرة المحبة بين كافة أفراد المجتمع، فما أجمل أن يعيش الإنسان بالمحبة والاحترام المتبادلين، بينه وبين الآخرين والذين يبادلونه نفس الشعور؟ فبهذا الشعور الراقي يسمو الإنسان بإنسانيته ويشعر في أعماقه بالراحة والسعادة. إن الفشل في العلاقة بين الأفراد يأتي من عدم المصداقية في تبادل المشاعر، ولذا نرى ذلك التنافر الذي يحدث في بعض الأحيان بين الأفراد نتيجة عدم الثقة المتبادلة في المشاعر، كيف نوطد الثقة فيما بيننا؟ نوطدها بالإخلاص والوفاء بمشاعرنا للآخرين، فهنيئاً للمخلصين في محبتهم وللمترددين في إخلاصهم نقول: أخلصوا في مشاعركم وستجدون من يخلص لكم ويبادلكم العلاقة الطيبة، ما أحوجنا إلى التوازن في تبادل المشاعر مع الآخرين، وفي كل الأحوال نبقى معلقين في أشواقنا وعشقنا لمن نحب من الأهل والوطن، والحب للوطن هو أعظم حب نعايشه في حياتنا. همسة قصيرة: الإخلاص في المشاعر هو قمة الوفاء. صالح بن سالم اليعربي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©