الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس اليمني يقر بالعجز الأمني للحكومة الانتقالية

الرئيس اليمني يقر بالعجز الأمني للحكومة الانتقالية
9 ديسمبر 2013 00:29
عقيل الحـلالي (صنعاء) - اغتال مسلحون مجهولون، أمس، ضابطين في الشرطة والجيش اليمني في هجومين منفصلين بمحافظتي البيضاء وتعز وسط البلاد، فيما نجا زعيم سياسي كبير من الاغتيال في العاصمة صنعاء، في حين أقر الرئيس المؤقت، عبدربه منصور هادي بعجز الحكومة الانتقالية في الحد من الفلتان الأمني وذلك بعد يومين من هجوم كبير استهدف مجمع وزارة الدفاع في صنعاء وخلف 56 قتيلاً وأكثر من 215 جريحاً. وذكرت وزارة الدفاع اليمنية، في بيان، أن مسلحين مجهولين اغتالوا أركان حرب شرطة النجدة في محافظة البيضاء، العقيد عبدالله ضيف الله، في كمين استهدفه في بلدة “مكيراس”. وقال مدير أمن محافظة البيضاء، العميد عادل الأصبحي، إنه يجري حالياً “التحقيق في ملابسات الحادث وتعقب الجناة وتقديمهم إلى العدالة لينالوا الجزاء الرادع”. كما اغتال مسلحون مجهولون، أمس العقيد صدام حسين الطاهري، رئيس عمليات القصر الجمهوري في محافظة تعز. وذكر مصادر محلية لـ «الاتحاد» أن مسلحين، كانوا على متن سيارة اغتالوا العقيد الطاهري عندما أوقف سيارته أمام محطة لتعبئة الوقود في حي “الحوبان” شمال تعز، قبل أن يلوذ المهاجمون بالفرار. وأعلنت السلطات الأمنية في تعز أن السيارة التي هاجمت العقيد الطاهري مسجلة لدى شرطة المرور باسم نجل الزعيم القبلي، حمود سعيد المخلافي، المحسوب سياسياً على حزب “الإصلاح” الإسلامي . وذكر موقع “نيوز يمن” الإخباري المستقل، أن الشيخ المخلافي سلم نجله حمزة وسيارته إلى إدارة أمن محافظة تعز بعد أن تم إبلاغه بعد أن أبلغته السلطات بالاشتباه بتورط سيارة ابنه في حادثة اغتيال الضابط الطاهري. ونفى المخلافي علاقته ونجله بحادثة الاغتيال، مؤكداً عدم وجود خلافات أو معرفة سابقة بينهما والعقيد القتيل. وفي صنعاء، نجا ضابط كبير في وزارة الداخلية من الاغتيال، أمس بعد أن أطلق مجهول النار على سيارته بالقرب من الوزارة، شمال العاصمة اليمنية، حسبما أبلغ «الاتحاد» مسؤول أمني يمني. وذكر المسؤول أن الأمين العام للحزب الاشتراكي ونائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، ياسين سعيد نعمان، نجا أيضاً من محاولة اغتيال استهدفته أمس عندما كان على متن سيارته في العاصمة صنعاء، وقال :”أطلق مجهول رصاصتين على سيارة نعمان” أثناء مغادرته منزله في صنعاء، دون أن يسفر الهجوم عن إصابات بشرية. ونعمان هو واحد من أبرز السياسيين الذين عارضوا الرئيس السابق ويشغل حالياً منصب مستشار للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. ودانت الحكومة الانتقالية “محاولة الاغتيال الآثمة” التي استهدفت نعمان، مضيفة في بيان أن “استهداف هذه الشخصية السياسية المعروفة والقامة الوطنية إنما هو استهداف لمسيرة التغيير التي تعيشها اليمن، ومحاولة لتقويض العملية السياسية الجارية والحيلولة دون نجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل”. وذكر البيان أن رئيس الحكومة، محمد سالم باسندوة، “وجه الأجهزة الأمنية بسرعة التحقيق والكشف عن ملابسات الحادث وتعقب الجناة ومن يقفون ورائهم وضبطهم وتقديمهم للعدالة”. في هذه الأثناء، أقر الرئيس اليمني المؤقت، عبدربه منصور هادي، بعجز الحكومة الانتقالية في الحد من الفلتان الأمني غير المسبوق، وذلك بعد يومين من الهجوم الكبير الذي استهدف مجمع وزارة الدفاع في صنعاء . والتقى الرئيس هادي، أمس، في صنعاء، أعضاء اللجنة العامة (المكتب السياسي) لحزب “المؤتمر الشعبي العام”، وقيادات أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي، وهو التحالف السياسي الذي يقوده الرئيس السابق ويمتلك نصف حقائب الحكومة الانتقالية. وقالت مصادر حضرت الاجتماع لـ «الاتحاد» إن الرئيس هادي بدا منزعجاً من أداء الحكومة الانتقالية، خصوصاً ما يتعلق بالوضع الأمني المتدهور، لكنها استبعدت إجراء تغيير أو تعديل وزاري واسع في الحكومة الانتقالية التي ترأسها وتملك نصف حقائبها أحزب “اللقاء المشترك”، المتزعمة لاحتجاجات 2011. وذكرت أن الهدف من الاجتماع “تحقيق اصطفاف وطني” لإخراج اليمن من أزمته المستعصية، مشيرة أيضاً إلى أن الاجتماع أنهى “حالة الجفاء” بين حزب المؤتمر والرئيس هادي الذي يتولى منصب الرجل الثاني في الحزب بعد صالح. وألمحت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، إلى استياء الرئيس هادي من أحزاب اللقاء المشترك “بعد أن قدم لها الكثير من التنازلات لكنها لم تكن عند مستوى المسؤولية”، حسب قولها. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية أن اللقاء تناول “طبيعة” الهجوم “الإجرامي والإرهابي” الذي استهدف مباني وزارة الدفاع في العاصمة الخميس الفائت، موضحة أن الرئيس عبدربه منصور أشاد “بالدور البطولي الذي أبداه رجال الشرطة العسكرية وقوات الحماية الخاصة” في إفشال الهجوم الذي تركز على مستشفى وزارة الدفاع وأوقع 56 قتيلاً، بينهم أطباء ومرضى. وتم أمس في صنعاء تشييع جثمان طبيبة يمنية قُتلت في هجوم الخميس. وقال الرئيس هادي خلال الاجتماع إن “الأعمال الإرهابية الإجرامية لن تثني اليمن عن خط سيره نحو تنفيذ التسوية السياسية على أساس المبادرة الخليجية” التي جنبت اليمنيين حرباً أهلية في عام 2011 بعد تفاقم الاحتجاجات المناهضة والمؤيدة للرئيس السابق. وأضاف :”لا بد من بذل أقصى الجهود من أجل إخراج اليمن إلى بر الأمان وتجاوز التحديات كافة، وهي مسؤولية وطنية كبرى وجسيمة، ويجب أن تكون محل تفاعل مخلص من جميع القوى على أساس اصطفاف وطني شامل وكبير”، مشدداً على ضرورة الإيمان بوحدة وأمن اليمن “والابتعاد عما يثير البغضاء والمماحكات والمكايدات”. ولفت إلى أن التصورات القائمة لحل المشكلات الكبرى في البلاد، خصوصاً، المطالب الانفصالية المتصاعدة في الجنوب تتركز على “قيام دولة اتحادية من أقاليم عدة”، مؤكداً عزمه إنجاح المرحلة الانتقالية “مهما كانت التحديات المرسلة أو القائمة”. وذكرت وسائل إعلام موالية للرئيس السابق أن هادي طلب خلال اللقاء من حزب المؤتمر الوقوف إلى جانبه بعد أن أقر بعجز الحكومة الانتقالية سياسياً وأمنياً واقتصادياً. ويأتي هذا اللقاء في ظل تقارير متضاربة بشأن تورط قيادات أمنية وعسكرية كبيرة في تقديم تسهيلات لوجستية لمنفذي الهجوم على مجمع وزارة الدفاع، وسط توقعات بإقالة وشيكة لرئيس جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات)، اللواء غالب القمش الذي يشغل منصبه منذ أكثر من عقدين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©