الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الاختناقات المرورية مشهد يومي خلال ساعات الذروة بالشارقة

الاختناقات المرورية مشهد يومي خلال ساعات الذروة بالشارقة
27 فبراير 2010 00:33
يتكرر مشهد الاختناقات المرورية في عدد من شوارع الشارقة وخاصة خلال ساعات الذروة الصباحية أثناء توجه الموظفين إلى مقار أعمالهم وعند عودتهم أيضاً في المساء، سواء لمستخدمي الطرق الرابطة بين إمارتي الشارقة ودبي أو المؤدية من الشارقة إلى عجمان حيث تكتظ شوارع “الاتحاد” ومنطقة التعاون وشارع “العروبة” ودوار الناشيونال ومنطقة واسط بآلاف السيارات. بيد أن هناك بعض الجهود من الجهات المعنية بذلت للتقليل من ذلك الازدحام على مدى الفترات السابقة ووجد مستخدمو الطرق بدائل للوصول إلى مقار أعمالهم مثل اللجوء لشارع الإمارات والطريق العابر واستخدام نفق دوار الثقافة بالشارقة، إضافة إلى الإجراءات التي اتخذت من قبل الشرطة لتنظيم سير الشاحنات وتحديد ساعات لها، مما ساهم وبشكل كبير في التقليل من حجم تلك المشكلات المرورية. وقال سالم عبدالله مبارك من قاطني إمارة الشارقة ويعمل في إحدى الدوائر الحكومية بدبي إنه يخرج من منزله بالقرب من مطار الشارقة متجهاً إلى مقر عمله في منطقة الممزر بدبي قرابة الساعة السادسة والنصف صباحاً لكي يصل إلى مقر عمله في الموعد المحدد (الثامنة صباحاً) سالكاً الطريق المؤدي إلى منطقة التعاون وأنه وبصورة يومية يواجه الازدحام المروري. وأضاف أن مسألة بطء حركة السيارات بسبب الزحام المروري مظهر عادي خلال ساعات الصباح تعيشه غالبية الشوارع المؤدية من الشارقة إلى دبي، مشيراً إلى أنه من اللافت للنظر أن الازدحام قّل بعض الشيء في الأشهر القليلة الماضية، وذلك ربما بسبب افتتاح طرق جديدة وأنفاق مثل نفق دوار الثقافة بالشارقة ونفقي الملا بدبي مما جعل حركة السيارات أكثر يسراً عن السابق. إهدار الوقت من جانبه، أشار أحمد عبد العزيز شاهين، يعمل في إحدى شركات القطاع الخاص بدبي ويسكن في منطقة الرولة بالشارقة، إلى أن نظام العمل في الشركة التي يعمل بها مقسم إلى ورديتين صباحية تبدأ من الساعة التاسعة وحتى الثانية ظهراً ومسائية من الساعة الخامسة وحتى الثامنة وأنه يعاني كثيراً من الازدحام صباحاً وخروج الموظفين ظهراً وكذلك عند العودة مساءً إلى مقر إقامته بالشارقة. وقال: “أقضي أكثر من أربع ساعات (وبمعدل يصل إلى أكثر من سدس حياتي بشكل كامل) في سيارتي كل يوم تقريباً في ذهابي وعودتي من المنزل إلى العمل والعكس، وهو أمر مرهق جداً ويؤثر على جهدي في العمل (محاسب) ويقلل من تركيزي”. وأضاف: “في اعتقادي أن مسألة الازدحام المروري قلّت بعض الشيء الفترات الماضية وذلك ربما بسبب افتتاح بعض الطرق الجديدة وكذلك عودة البعض إلى بلدانهم بسبب الأزمة المالية وكذلك توقف بعض الأعمال وخاصة فيما يتعلق بالمشروعات العقارية عن مزاولة العمل بها مما قلّل من أعداد العمال والحافلات التي تستخدم الطرق الرئيسية وتسبب الازدحام المروري”. دوريات «الأنجاد» بدوره، أكد المقدم أحمد عبدالله بن درويش رئيس قسم الدوريات بإدارة العمليات بشرطة الشارقة أن دوريات “الانجاد” تتواجد طوال الأربع والعشرين ساعة في كل الشوارع الرئيسية بالإمارة لتسيير الحركة المرورية، كما أنها تكثف من تواجدها على الشوارع الحيوية وخلال ساعات الذروة الصباحية والمسائية. ولفت إلى أن أفراد “الأنجاد” يقومون بتنظيم حركة السير بأنفسهم على الطرق الحيوية منذ الساعة الخامسة صباحاً وحتى انتهاء الازدحام تقريباً في الساعة العاشرة وأنهم يعاودون الكرة مرة أخرى في الساعات المسائية. وبيّن أن هناك عددا كبيرا من رقباء السير يراقبون الحركة المرورية ويساهمون في إنهاء الازدحام وخاصة في الأماكن التي تشهد كثافة مرورية مثل دوار الجسر الصناعي الخامس المعروف بدوار “الناشيونال”، ومنطقة التعاون وغيرها، كما أن غرفة العمليات المركزية تقوم بالتواصل مع الرقباء للإبلاغ عن أي حالات أعطال وسحب السيارات بصورة سريعة جداً حتى لا تتسبب في اختناقات مرورية إضافية. وذكر بن درويش أن الشرطة تنسق باستمرار مع الجهات المعنية وخاصة دائرة الأشغال العامة بالإمارة في المشروعات الحالية والمستقبلية بشوارع الإمارة والتي تساهم في تسيير الحركة المرورية خاصة أن الشارقة تعتبر ملتقى طرق بين كل الإمارات ويستخدمها آلاف السيارات من المتجهين إلى الإمارات الشمالية بشكل يومي. وأفاد بأن شوارع الإمارة تشهد أيضاً العديد من الحوادث المرورية تتراوح بين 250 و300 حادث يومي وتصنف على أنها حوادث بسيطة بسبب الازدحام المروري كصدم السيارات من الخلف والرجوع للخلف وغيرها، وأن دوريات الأنجاد تقوم بالتعامل معها سريعاً لعدم عرقلة حركة السير. تطوير شبكة الطرق وكان المهندس يوسف السويجي مدير عام دائرة الأشغال العامة في الشارقة صرح سابقاً أن هناك توجيهات من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بتطوير شبكة الطرق في الإمارة وتحديثها وفق أحدث المقاييس العالمية في هذا المجال لتستوعب النهضة التي تشهدها الدولة، وأن الدائرة تفتتح باستمرار المشروعات التي يتم تنفيذها بصورة مستمرة، مثلما حدث مع مشروع جسر تقاطع شارعي الوحدة والملك فيصل وافتتاحهما أمام حركة السيارات الفترات الماضية وهو ما يساهم في التقليل من الازدحام المروري في تلك المنطقة. وأضاف أن هناك العديد من المشروعات التنموية لتحسين شبكة الطرق في الإمارة، ضمن الخطة التطويرية لشبكة الطرق والتي تشمل طرق الإمارة برمتها لحل العقد التي بها مشاكل واختناقات مرورية وتطوير البنى التحتية في إطار السعي إلى ضمان انسيابية الطرق. كما أن مشروع نفق ميدان الثقافة، ومشروع ميدان الشيخ حميد بن صقر (الطبق الطائر) التي تم إنجازها تعتبر جزءاً من مشروع تحسينات شارع الوحدة والتي تتكلف 850 مليون درهم، والمتوقع أن يتم الانتهاء من تنفيذه خلال الفترة المقبلة. تغيير أنظمة العمل واقترحت دراسة تطبيقية، قام بها الرائد الدكتور خالد الحمادي رئيس قسم التدريب في إدارة التخطيط والتطوير بشرطة الشارقة باتباع منظومة للقضاء على مشكلة الازدحام المروري الذي تشهدها الشارقة بشكل خاص والإمارات بشكل عام، تتعلق بتغيير أنظمة العمل داخل الدولة ونظم تسجيل المركبات الخاصة سواء فيما يخص الأعداد المسموح بها أو سنة صنعها. وأقرت الدراسة، أن علاج مشكلة الازدحام المروري يجب أن يكون ضمن إجراء التعديلات لأنظمة العمل في الدولة والتي تتمثل في تغيير أوقات الدوام الرسمي للقطاع الخاص والمدارس الخاصة ليبدأ من الساعة العاشرة صباحاً وحتى السادسة مساءً، وكذلك تغيير موعد الإجازة الأسبوعية من الجمعة إلى أيام أخرى تتوزع طوال أيام الأسبوع، وإعادة تنظيم مرفق النقل الجماعي لشركات القطاع الخاص عن طريق إلزام الشركات التي يزيد عدد عمالها عن عشرين عاملاً بتوفير نقل جماعي لموظفيها. ورأى الباحث أن من الإجراءات التي تساهم في التقليل من الازدحام المروري، إقرار نظام تصاعدي لرسوم تسجيل المركبات وذلك بإعادة النظر في سياسة تملك وتسجيل المركبات سواء الجديدة منها أو المتجددة عن طريق إقرار نظام الرسوم العكسية (كلما قدم تاريخ صنع المركبة كلما زادت رسوم تجديدها)، حيث سيعود ذلك إلى التخلص من عدد كبير من المركبات التي لها النصيب الأكبر في وجود المشكلة. وتوصل الباحث أيضاً إلى أنه يمكن إعادة النظر في شروط تسجيل السيارات الخاصة وجعل ذلك يتوقف على طبيعة الوظيفة للشخص وعلى الحالة الاجتماعية وجعل رسوم التسجيل تصاعدية بالنسبة للأسرة الواحدة، حيث يحدد عدد المركبات التي يمكن تسجيلها بما يتوقف على عدد أفراد الأسرة وجعل رسوم تسجيل المركبات الزائدة بنسبة 100% حتى يتم الحد من ظاهرة تعدد المركبات للأسرة الواحدة بدون أية ضرورة. وخلص الباحث من دراسته إلى أن الازدحام المروري يترتب عليه كلفة باهظة منها ضياع وقت الموظفين وطلبة المدارس والجامعات بمعدل لا يقل عن ساعة يومياً إضافة إلى ارتفاع استهلاك المركبة واستهلاك الوقود وهو أمر يكلف الدولة ميزانية كبيرة. 100 ألف سيارة تستخدم طرق الشارقة يومياً أشار العقيد محمد عيد المظلوم مدير إدارة العمليات بشرطة الشارقة إلى وجود أكثر من 100 ألف سيارة تستخدم طرق الشارقة في الفترة من الساعة السابعة صباحاً وحتى السابعة مساءً بصورة يومية وذلك من خلال دراسة أجرتها الإمارة منذ قرابة ثلاث سنوات، متوقعاً أن تكون هناك زيادة في أعداد السيارات التي تعّبر طرق الإمارة الفترة الحالية نظراً للتطور والتوسع الكبير الذي شهدته كل إمارات الدولة خلال السنوات القليلة الماضية. وأضاف، في تصريحات سابقة، أن “الاختناقات” المرورية التي تعيشها الإمارة أمر واقعي وذلك لموقع الشارقة الجغرافي كونها مدينة وسطية تستقبل القادمين من وإلى إمارتي أبوظبي ودبي وصولاً إلى الإمارات الشمالية الأخرى بصورة يومية مستمرة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©