الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اختفاء الدواجن والبيض المحلي من الأسواق

20 مايو 2007 23:58
عبد الحي محمد: تشهد أسواق الدولة حاليا نقصا جديدا في الدجاج الطازج والبيض المحلي، وكشفت جولة ميدانية لـ''الاتحاد'' أمس عن خلو ثلاجات العرض من الدجاج الطازج والبيض المحلي في سوق اللحم والدجاج بسوق الميناء والجمعيات التعاونية والمراكز التجارية الكبرى ومحلات السوبر ماركت في وقت مبكر من الصباح· وفيما بدت أزمة الدواجن والبيض المحلي في التصاعد حيث اختفى من الأسواق أمس إنتاج مزارع أبو ظبي (سويحان) والخزنة والعين ومزارع الإمارات الشمالية فيما احتوت بعض الثلاجات على عدد قليل جدا من الدجاج الطازج، قال مسؤولون في مزارع الدواجن المحلية إن الأزمة تضطرهم إلى المطالبة برفع الأسعار مؤكدين أنهم رفعوا مذكرة بذلك لوزارة الاقتصاد عبر اتحاد منتجي الدواجن لكنهم لم يتلقوا ردا من الوزارة، ولا يعرفون كيف يعوضون خسائرهم خاصة مع انخفاض الإنتاج المحلي تدريجيا لعوامل خارجية· وقلت حدة أزمة النقص في البيض المحلي بسبب تواجد بيض مزرعة العين المحلي بكثرة في غالبية أرفف العرض والبيض العماني بكميات كبيرة وبصورة ملفتة للنظر لكن أنواع البيض السعودي والهندي اختفت من الأسواق بسبب فرض الحظر الموجود عليهما، وتبيع الجمعيات والمراكز التجارية الكبرى بيض العين بأسعاره السابقة 13 درهما للكرتونة بينما تبيعه السوبر ماركت المتوسطة والصغيرة بسعر يتراوح بين 15 و16 درهما للكرتونة بزيادة درهمين وثلاثة دراهم· واتفق مسؤولون في الجمعيات التعاونية والمراكز التجارية الكبرى والصغرى ومستهلكون على أن هذا النقص بدأ منذ أكثر من أسبوعين في أسواق أبو ظبي بصورة تدريجية حتى بلغ مداه أمس· وأكدوا وصول كميات قليلة من الدجاج الطازج والبيض المحلي إلى الجمعيات والمراكز التجارية لكنهم قالوا إنها تنفد بعد عرضها في ثلاجات العرض بدقائق معدودة· وقال مستهلكون لـ''الاتحاد'' إنهم بحثوا عن الدجاج الطازج لعدة أيام دون جدوى في الجمعيات والمراكز التجارية الكبرى وذهبوا يوم الجمعة الماضي إلى سوق الميناء فاكتشفوا خلو جميع ثلاجات العرض من الدجاج ثم عادوا إلى السوق صباح السبت فوجدوا كميات قليلة جدا من الدجاج تنفذ خلال ساعة وهو ما أكده باعة في سوق اللحم والدجاج أيضا· وكانت بوادر الأزمة قد طفت على أسواق أبو ظبي منذ نحو شهر ونصف الشهر عندما أصدرت وزارة البيئة والمياه قرارا بحظر استيراد الدواجن والبيض من المملكة العربية السعودية التي يعتمد عليها السوق الإماراتي خاصة الصيصان وبيض التفقيس وبيض المائدة بنسب تتراوح بين 40% و70%· ويمارس الموزعون الكبار ضغوطا على محلات الهايبرماركت والجمعيات التعاونية لرفع أسعار البيض ليصل سعر الكرتونة إلى 19 درهما وزيادة سعر كيلو لحم الدجاج الطازج بنسب تتراوح بين 30 % و 50 % بحجة تعويض الخسائر التي يزعمون تعرضهم لها بسبب رفع المزارع للأسعار علما أن غالبية المزارع لم تتخذ بعد قرارات الزيادة· وقال الدكتور حسين حسانين، المنسق العام والسكرتير الفني لاتحاد الإمارات لمنتجي الدواجن لـ''الاتحاد'': حدث ما توقعناه منذ شهرين إذ انخفض الإنتاج المحلي من الدجاج والبيض بنسب تزيد عن 30% ·وأكد أن اتحاد منتجي الدواجن توقع منذ شهرين أن تشهد أسواق الدولة نقصا جديدا في البيض والفروج الطازج وأن يتزايد النقص على المدى البعيد خاصة بعد أن تم تنفيذ قرار حظر الاستيراد من السعودية ومن دول عربية كثيرة أبرزها مصر والأردن·وأشار إلى أنه لا ينبغي النظر لأزمة النقص التدريجي الحالي في الإنتاج المحلي باعتباره قضية رفع أسعار أو ثباتها بل القضية الرئيسية إن هناك ارتباكا حقيقيا تعيشه صناعة الدواجن الوطنية ولابد أن تتحرك الجهات المعنية لوقفه وإنقاذ تلك الصناعة الإستراتيجية· وأوضح أن غالبية المزارع تعاني من مشكلات حقيقية أبرزها ارتفاع سعر بيض التفقيس من 70 فلسا للبيضة الواحدة إلى 2,25 درهم أي بنسبة زيادة 221% إضافة إلى زيادة سعر الصيصان بنسبة لا تقل عن 100% وزيادة المواد الخام بنسب تتراوح بين 50% و100%، مشيراً إلى أن المشكلة لا تتوقف عند زيادة الأسعار بل تتفاقم مع عدم توفر المنتج والمواد الخام نفسها·وأضاف: المزارع تواجه صعوبة كبيرة جدا في التعاقد على بيض التفقيس أو الصيصان وحاليا لا توجد أمامها إلا البرازيل وفرنسا وهولندا لتستورد منها، وتواجه المزارع صعوبة كبيرة في حجز دفعات من بيض التفقيس أو الصيصان، وتعاقدت بعض المزارع على دفعات منها إلا أنه تم رفضها في مطارات الدولة أو تم إلغاء التعاقد من بلد المنشأ بسبب الضغط العالمي الكبير على الدول المنتجة للصيصان أو بيض التفقيس· وقال: إن عملية التعاقد الناجحة على استيراد بيض التفقيس أو الصيصان تحتاج إلى بضعة أشهر وتتعلل بلدان أوروبا بوجود ضغط كبير من مزارع الدواجن في العالم عليها للحصول على كميات ضخمة من صيصانها بينما السوق الإماراتي محدود· وأضاف حسين حسانين: المشكلة معقدة والوضع الحالي حساس جدا ونحن كاتحاد ومزارع نلتزم بتطبيق قرارات وزارة البيئة والمياه بحظر الاستيراد من الدول التي ظهر فيها فيروس إنفلونزا الطيور لكننا كنا نتمنى من اللجنة الوطنية لمكافحة إنفلونزا الطيور أن تفكر في مشاكل المنتجين وتبحث لها عن حل وكذلك المستهلكين الذين لا يرضون إلا بالدجاج المحلي الطازج وبكل تأكيد فإن الخاسر في الوقت الحالي هم المنتجون الذين التزموا بالأسعار القديمة وتكبدوا خسائر ولذلك أعتقد أن الأسعار سترتفع في الأيام القليلة المقبلة مع تزايد أزمة النقص، وهذا الارتفاع يرجع بصورة رئيسية إلى ارتفاع أسعار المواد الخام بصورة غير مسبوقة عالميا· وحول الفترة المتوقعة لانتهاء الأزمة الحالية، قال حسين حسانين: كاتحاد للمنتجين، لا يوجد لدينا موعد محدد لكن من المتوقع أن يستمر النقص خلال شهر مايو الحالي بسبب تزايد الطلب وقلة المعروض من البيض والدجاج إلا أن السوق قد يشهد توازنا محدودا خلال شهور الصيف بدءا من شهر يونيو بسبب تزايد الإنتاج المحلي بصورة ملحوظة من البيض والدجاج إضافة إلى قلة الإقبال عليه لسفر غالبية الأسر خارج الدولة لقضاء إجازة الصيف· وأكد أن اتحاد منتجي الدواجن يبذل جهودا كبيرة للتخفيف من حدة الأزمة الحالية مشيرا إلى التنسيق المستمر مع وزارتي الاقتصاد والبيئة والمياه وهيئة البيئة في أبو ظبي للبحث عن حلول للتخفيف من حدة النقص الحالي والحفاظ على الأسعار المناسبة للمستهلك· وطالب بضرورة مراجعة قرارات الحظر على الطيور الواردة من الخارج بصورة مستمرة مشددا على أن الاتحاد يؤيد قرارات الحظر التي تتخذها وزارة المياه والبيئة لحماية المجتمع من أية أخطار متعلقة بمرض إنفلونزا الطيور·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©