بيروت - الاتحاد ووكالات الأنباء: شهد لبنان أمس يوما داميا وعصيبا من المواجهات بين الجيش اللبناني وجماعة ''فتح الإسلام'' الإرهابية في شمال لبنان بدأت بمطاردة الجيش لعصابة عمدت الى سرقة احد البنوك وتحصنت في طرابلس ثم توسعت بعد قيام الارهابيين التابعين للجماعة داخل مخيم نهر البارد باعتداءات استهدفت حاجزا عسكريا للجيش ودورية أمنية وجنودا خارج الخدمة تمت تصفيتهم بدم بارد، وبعدها امتدت الى اشتباكات عنيفة على حدود المخيم وداخل عدد من الاحياء السكنية في طرابلس لا تزال مستمرة· ووفق حصيلة اولية غير نهائية أسفرت المواجهات عن مقتل 23 جنديا لبنانيا وإصابة 27 آخرين بجروح اضافة الى إصابة 16 شرطيا، كما قتل 19 عنصرا من ''فتح الاسلام'' واعتقل 12 آخرون، وقتل 6 مدنيين على الاقل وأصيب 60 آخرون بجروح بينهم 40 من اللاجئين الفلسطينيين· فيما أعلنت الحكومة اللبنانية مساء تعليق الدراسة في المدارس والجامعات في شمال لبنان اليوم الاثنين حتى عودة الاستقرار·
وأعلن مصدر عسكري مساء امس العثور على جثث سبعة جنود لبنانيين مما رفع عدد قتلى الجيش الى 23 منذ بداية اعتداءات ''فتح الاسلام'' فجرا وبعدها المواجهات العسكرية في مخيم نهر البارد وبعض أحياء طرابلس، وقال المصدر إن جثث العسكريين وبينهم ضابط كانوا قد اختطفوا عند حاجز عسكري عثر عليها على مشارف نهر البارد· وكان متحدث عسكري قال في وقت سابق إن تسعة جنود بينهم ضابط قتلوا خلال تبادل عنيف لإطلاق النار مع الارهابيين في طرابلس ومحيط المخيم· كما قتل سبعة جنود صباحا في كمين نصبه الارهابيون لقافلة للجيش في بلدة القلمون جنوب طرابلس·
وقتل 19 إرهابيا من ''فتح الاسلام'' في المواجهات، حيث أوضح قائد قوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي أن عشرة من الارهابيين قتلوا خلال هجوم لقوى الامن على احد المباني في ''شارع المئتين'' في طرابلس كانوا يتحصنون فيه، مشيرا ايضا الى إصابة احد الارهابيين بجروح واعتقال اربعة في المواجهات التي استمرت 12 ساعة· وقال مصدر امني إن القتلى الارهابيين في طرابلس 15 بينهم قيادي يعتبر الرجل الثالث في الجماعة يدعى ''أبو يزن'' وذراعه اليمين المدعو صدام ديب، مشيرا الى أن أحد المتشددين فجر نفسه لتجنب اعتقاله· فيما كان مصدر في الجيش أشار الى مقتل اربعة إرهابيين ايضا في محيط مخيم نهر البارد الذي دكت مدفعية الجيش حدوده قبل أن تحكم السيطرة على مداخله الشرقية والشمالية والجنوبية·
وأوضحت مصادر طبية أن ستة مدنيين على الاقل لقوا حتفهم في المواجهات بينهم طفلان وجرح 60 آخرون بينهم 40 لاجئا فلسطينيا داخل مخيم نهر البارد· وقال مصدر أمني إن الجيش كان ينسف مواقع المتشددين داخل المخيم معززا بالدبابات وقذائف المورتر والاسلحة الرشاشة· وأرسل الجيش تعزيزات إلى محيط المخيم حيث تصاعدت اعمدة الدخان في الهواء· فيما تعهدت الجماعة الارهابية بفتح ما وصفته بـ''أبواب جهنم والنيران والبراكين'' على الجيش·
ووجهت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاحد نداء لإفساح المجال امام المنظمات الانسانية لإجلاء الضحايا من مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان·
وكانت الازمة بدأت فجرا عندما داهمت قوات الامن منازل في طرابلس لإلقاء القبض على مشتبه بهم ينتمون لجماعة ''فتح الاسلام'' عمدوا الى سرقة بنك ''البحر المتوسط'' قبل يومين· وقام أعضاء من الجماعة نتيجة ذلك بمهاجمة نقاط تفتيش الجيش عند مدخل مخيم نهر البارد ثم فروا، لكن الجيش تمكن من استعادة مواقعه وعززها بقوات وعشرات الدبابات والشاحنات ونحو لواء عسكري يضم ما بين 800 وألف عنصر·
وروى مصدر أمني أن عناصر مسلحة حاولت بعد ظهر السبت سرقة مصرف في بلدة اميون بقضاء الكورة حيث التقطت احدى الكاميرات صورة سيارة كانوا يستقلونها وتم رصد السيارة لاحقا في احد أحياء طرابلس وتبين أنها تعود لعناصر من ''فتح الاسلام''· وقبيل الفجر طوقت القوى الامنية الحي للقبض على المتورطين الذين واجهوها بنيرانهم، ثم هاجم الارهابيون دورية للجيش اللبناني في منطقة القلمون· وجاء في بيان الجيش ''إنه وعلى إثر قيام مجموعة من قوى الامن بدهم مبنى داخل طرابلس والاشتباك مع مسلحين اقدمت عناصر تابعة لفتح الاسلام على مهاجمة بعض مراكز الجيش في محيط المخيم والضواحي الشمالية لطرابلس كما تعرضت لآليات عسكرية خلال انتقالها في منطقة القلمون مما أدى الى وقوع اصابات بين قتيل وجريح''· واوضح أن وحداته لا تزال في حالة اشتباك مع المسلحين وأن التدابير الميدانية اتخذت لتعقبهم وضبط الوضع وفرض النظام·
ووجهت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر فرجينيا دو لا غارديا نداء لجميع الاطراف لتسهيل دخول المنظمات الانسانية الى مخيم نهر البارد لاجلاء الضحايا والمصابين· وتمركزت سيارات إسعاف تابعة للصليب الاحمر والهلال الاحمر مساء عند مدخل المخيم بانتظار اوامر الجيش الذي واصل قصف مواقع المتمردين·
عدد اليوم
