الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفاتيح البيوت

21 ديسمبر 2015 00:07
تتغير الأحوال من حولنا وتضطرب الظروف بنا، والكيّس الفطن هو من يكون مستعداً لمواجهة كل أمر وحدثٍ طارئ؛ لأن الأمر المتوقع حدوثه تُتخذ في شأنه كافة الاحتياطات والإجراءات اللازمة للوقاية منه قبل الحدوث، أو التقليل من الآثار الناتجة عنه إن لم نتدارك حدوثه وأصبح لا محالة واقعاً. وفي مقابل ذلك، نرى من الطبيعي أن تتفاوت المفسدة والمنفعة في كل أمر من أمور حياتنا إلا أمر الدين والوطن، فإن المفسدة فيهما بلاء وابتلاء، والتغاضي عن الحرص على تقديم مصلحتهما شر مستطير يصعب معه التعايش. عندما يكون الوطن هو المحكّ والتستر باسم الدين هو المعول الذي تتهاوى على أثر ضرباته قيم الإنسانية، وتتصدع من شراسة سطوته مسالك الحياة، وتغسل من وطأة شدته منافذ التفكير؛ فإن مجابهة هذا الأمر تصبح في غاية الضرورة، والاستعداد له فرض حتمي، والتصدي لمعطياته واجب. ولا ينبغي أن يكون هذا الواجب مقتصراً على فئة دون أخرى، ولا يجب أن يستثنى من مسؤوليته أحد، بل هو واجب على الجميع تتعاضد وتتكاتف فيه جميع فئات المجتمع، ولابد من وقوفهم صفاً واحداً كالسياج المنيع لمنع هذه الطفيليات من المرور، وللتأكد من عدم اختراق التحصينات الشبكية، وعدم السماح للأفكار الهدامة والمصطلحات الملوثة بأن تلطخ عقول أبنائنا، أو تلوث أفكارهم، أو تعرقل طبيعة حياتهم. ودرء هذا البلاء يتطلب ضرورة الوعي بما يحاك ويدبر من حولنا، وهذا يتطلب وعياً مجتمعياً عاماً يشمل الكبير والصغير، وتتكاتف بحمل أثقاله جميع مؤسسات المجتمع، وكذلك المؤسسات التعليمية والتربوية من خلال التوعية بالتأهيل والتثقيف وإعادة صياغة المناهج بما يتناسب وواقع الظروف واستراتيجيات التخطيط من بؤرة التحليل للنظرة المستقبلية. ولا نغفل عن أن نبث الوعي للكبير قبل الصغير حتى يحصّن هو بدوره الصغير ومن هم في كنفه، لأن من يعرف تبقى عليه مسؤولية توعية من يجهل. ومن الضروري جداً أن لا نغفل فئة خدم البيوت؛ لأن العاملين في المنازل هم المفاتيح التي يستخدمها ضعاف النفوس وشرار الأفكار للولوج من خلالهم إلى داخل البيت، فلابد أن نحصنهم بالتوعية حتى لا يستخدمهم أهل الباطل أداة هدم يدمر من خلالها الوطن. خديجة الحوسني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©