الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأحزاب الأردنية: أولمرت في البتراء ضيف غير مرغوب فيه

21 مايو 2007 01:38
دانا ناصر القطناني: في مؤتمر القمة العربية عام 2007 عاودت الدول العربية طرح المبادرة تحت مسمى: ''تفعيل المبادرة''، صحيح أن إسرائيل استخفت بها وقلّلت من أهميتها، غير أنها وافقت بعد ذلك على التفاوض تفاوضاً مشروطاً بعدم العبور على ذكر حق العودة للاجئين· وخلال مشاركة أولمرت في مؤتمر ''نوبل'' الذي عقد في مدينة البتراء الأردنية في الخامس عشر من شهر مايو الجاري أظهر الرجل حسن نواياه ماداً يديه للتفاوض حول المبادرة العربية، إلا أن زيارته أثارت غضب الأحزاب والنقابات الأردنية· تجد الحكومة الأردنية نفسها محرجةً في كل زيارة يقوم بها مسؤول إسرائيلي إلى الأردن، فهي تواجه غضب الشارع الأردني وعلى رأسه الأحزاب والنقابات المهنية، ولكن التزامها بمعاهدة السلام مع إسرائيل تفرض عليها النهوض بتعبات المعاهدة تلك، فاستقبال المسؤولين الإسرائيليين والقيام بزيارات إلى تل أبيب قد يكون لحل الأمور العالقة بين الأردن وإسرائيل المتمثلة بملف الأسرى الأردنيين من جهة، والحث على تفعيل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين من جهة أخرى، وذلك لتضرر الأردن جراء عدم إنهاء حالة العنف بين الطرفين· محاور أولمرت الثلاثة شارك أولمرت في أعمال مؤتمر الحائزين جائزة ''نوبل'' المنعقد في مدينة البتراء الأردنية في يوم الذكرى الـ 59 لنكبة فلسطين، مما أثار حفيظة ممثلي النقابات والأحزاب الأردنية وغالبية الشعب الأردني· أولمرت انتهز من وجوده في مؤتمر ''نوبل'' فرصةً ليبدي حرصه على تفعيل السلام، وقبول التفاوض مع القادة العرب ولقاء زعماء اثنتين وعشرين دولة في أي مكان، بهدف بحث مبادرة السلام العربية، وإيجاد طرق لتطبيقها ودفع العلمية السلمية إلى الأمام، وأضاف استعداده لمحاورة الزعماء العرب في عمان لتفادي إحراجهم، مؤكداً في الوقت ذاته أن ثلاث قضايا مركزية يعتبرها هي العوائق أمام إنجاز السلام وهي: اللاجئون والدولة الفلسطينية، وحق العودة· أولمرت كذلك كان قد أعلن من البتراء أنه على استعداد للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع ''حماس'' إذا قبلت بـ''محاور أولمرت الثلاثة'': الاعتراف بدولة إسرائيل، ووقف عمليات التسلح، والقبول بكل المعاهدات السابقة· لماذا عمان؟ السؤال المطروح هنا، لماذا اختار أولمرت عمان؟ الأردن تربطها معاهدة سلام مع إسرائيل، والأردن بدأت تظهر شريكاً لمصر في قيادة النظام الإقليمي العربي، وهي التي تحمل عبء القضية الفلسطينية منذ بداياتها، علاوةً على الحدود الطويلة التي تشترك فيها الأردن مع إسرائيل، والعدد الكبير من الفلسطينيين المقيمين على أرضيها، فضلاً عن العلاقة القانونية والتاريخية التي ربطت الضفة الغربية بالأردن منذ العام 1948 حتى قرار فك الارتباط عام ،1988 وتلقى جهود الأردن أصداءً إيجابيةً عالمياً لموقفها الوسطي المعتدل في قضايا المنطقة كافة· فقد بدأ توافد اللاجئين الفلسطينيين إلى الأردن منذ نكبة عام 1948 وكذلك عام ،1967 واستقروا في مخيمات ما زالت موجودة إلى اليوم، أو وفقاً لإحصاءات ''الأونروا'' لعام 2005 بلغ 1827877 لاجئاً موزعين ما بين 10 مخيمات· حق مؤجل اعتصم عدد من أعضاء النقابات والأحزاب الأردنية رافعين لافتات تقول: ''كيف نستقبل من يأسر أبناءنا ويعذبهم في معتقلاتهم؟!''· وقال بيان من النقابات: ''تحل اليوم الذكرى التاسعة والخمسون لنكبة العرب والمسلمين في فلسطين''، وأضافوا في بيانهم أن ''أولمرت دنس البتراء بوجوده فيها''· فالأحزاب والنقابات المهنية ترفض معاهدة السلام الموقعة ما بين الأردن وإسرائيل وتحاول التقليل من شأنها، وفي كل محفل تعلن رفضها، وتطالب الحكومة الأردنية بفض تلك المعاهدة مع من يرونه عدواً ملطخةً يديه بدماء الفلسطينيين، بل لا تعترف بإسرائيل بل تؤثر قول: ''الكيان الصهيوني''· تلوم الأحزاب والنقابات المهنية الحكومة الأردنية على دعوتها لأولمرت في الوقت الذي تصعد فيه عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة متجاهلة الذكرى الـ59 لنكبة فلسطين والآلام التي عاناها ويعانيها الفلسطينيون جراء اجتياحات الجيش الإسرائيلي لمناطق السلطة الفلسطينية، ورفعوا لافتات تطالب بحق عودة اللاجئين حقاً مشروعاً وعدم التنازل عنه· وهنا جدير بالذكر أن أولمرت أوضح أن حق العودة لن يتم حله في إطار عودة اللاجئين إلى إسرائيل، بل في إطار قيام دولة فلسطينية تستقبل اللاجئين العائدين من غربتهم، وهنا وضع أولمرت العثرة، أو الأصح، الشرط المسبق للتفاوض حول المبادرة، وليبين للرأي العام العالمي أن حكومته حكومة سلام في الوقت الذي يظهر فيه للرأي العام الإسرائيلي أنه لا يتنازل عن ثوابته ليكون زعيمه التاريخي في هذه اللحظة· إسرائيل تعاني حالة انغماس في الفساد والفضائح، وما يعانيه أولمرت من تبعات تقرير لجنة ''فينوغراد'' ومواجهة المطالبات باستقالته، فإسرائيل الآن ليست على استعداد لتقديم تنازلات جوهرية للتطبيع مع العرب، فهي تعاني حالةً انهزاميةً داخليةً تتطلب تبعاً لذلك القيام بنصر خارجي للفت الأنظار عن الأزمة الداخلية، وليس تقديم المزيد من التنازلات· حق العودة للاجئين سيؤجل تنفيذه أو التفاوض بشأنه، وذلك مقابل إحلال السلام لتكون مفاوضات حق العودة في مرحلة متقدمة، وليست حالية، فإسرائيل تسعى في ظل المبادرة العربية لتحقيق هدفين: شطب أو تعديل، أو إرجاء المسائل الجوهرية كعودة اللاجئين، مع التركيز على جملة القضايا الثانوية المتعلقة بالمعابر، إضافة إلى التطبيع الكامل مع الدول العربية، دون التقيد بالانسحاب من كامل الأراضي العربية المحتلة، بذريعة أن التطبيع يبث روح الثقة، ويساعد في الوصول إلى حل الصراع· أولمرت استغل مؤتمر ''نوبل'' لإظهار حسن نواياه ''النظري'' في مقابل أن نواياه الحقيقية تطبق على أرض الواقع في غزة وجنين ونابلس!!·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©