الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الوشـق».. رحالة يستكشفون التاريخ والطبيعة

«الوشـق».. رحالة يستكشفون التاريخ والطبيعة
2 مارس 2017 09:05
هناء الحمادي (الفجيرة) فريق كرس نفسه لاكتشاف العمق التاريخي والأثري للإمارات، بحثا عن كنوز الأجداد، وتوثيقا لحكايات الأماكن خوفا عليها من الضياع. ويبدو فريق «الوشق» مسكونا بالرغبة الحثيثة في معرفة التاريخ المحلي، رغم المنعطفات الجبلية والصعوبات التي تواجه الأعضاء أثناء رحلاتهم إلا أن رغبتهم الجامحة في التعرف إلى المناطق وأسرارها يدفعهم للمضي قدما. هدف سام تقول رحاب الظنحاني، قائد فريق الوشق الإماراتي للمغامرات، إنه منذ البدايات لم تكن لديها وسائل وأدوات لعرض زياراتها واكتشافاتها الأثرية، إلا أنها كانت تلجأ للصور والفيديوهات القصيرة التي كانت تسجل بكاميرتها للاحتفاظ بها في أرشيفها، لكن منذ عام وثقت تجارب الفريق عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة «الانستغرام» عبر حساب «uae_discovery» لنقل تفاصيل المغامرات، وزيارات الجبال، والبحث عن الآثار التاريخية. وتضيف «الحفاظ على مرتكزات التاريخ والهوية الإماراتية هدف «الوشق» حيث زرنا الكثير من الأماكن التاريخية والأثرية وتعرفنا إلى معالم وتضاريس الإمارات». والتجول والتنقل والبحث عن المزيد من المواقع والوديان والمرتفعات هو شغل الشاغل لـ»الوشق»، لكن التوغل في تلك المناطق ينطوي على خطورة بالغة. وتقول الظنحاني «مغامرات الفريق دائما محفوفة بالمخاطر، فقد نصادف العقارب والثعابين، لذا فالحذر مطلوب». وتعترف بأن المهمات والمغامرات، التي يقوم بها الفريق ليست سهلة، بل تحتاج إلى الكثير من الحذر خاصة في المرتفعات الجبلية والمسارات الضيقة، كما أنهم يضطرون أحيانا للبقاء في أماكن موحشة حتى منتصف الليل من أجل البحث والاستقصاء ومحاولة الإحاطة بمعالمها ومعرفة تاريخها، متمنية أن يكون هناك دعم حقيقي من الجهات المختصة المهتمة بالمواقع الأثرية والسياحة لتسهيل مهمات الاستكشاف، وتسخير آليات لتوثيقها وصيانتها ورعايتها بشكل احترافي. أبرز المواقع عن أهم الأماكن التي زارها الفريق، توضح أنه زار دبا الفجيرة، التي تتميز بجبالها الخلابة الغنية بموارد الحياة، وكانت وما زالت مأهولة بالسكان، ومن جبالها المعروفة «جبل ظنحا» الذي يتميز بوقوعه وسط سلسلة من الجبال الشاهقة، ذات الألوان المختلفة، والتي تكثر فيها الأدوية والمنحدرات الرأسية التي لا تخلو من جمال الطبيعة الخلابة. وتضيف «يقع جبل ظنحا بين جبال وم وجبال الحمري وصولا إلى الحدود الفاصلة بين الإمارات وسلطنة عمان، وأهم ما يميز المنطقة وجود مواقع أثرية موثقة، ووجود قرية قديمة جدا يقدر عمرها بأكثر من 100عام، بحسب رأي الأهالي، وعدد من بقايا البيوت القديمة التي كانت تستخدم في فصل الصيف المسمى بـ»المقيض» وفصل الشتاء المسمى بـ»الينز»، والتي تختلف في طريقة بنائها من حيث المواد المستخدمة». وتقول «في هذه المنطقة سكنت قديما قبيلة الظنحاني في قرية ظنحا، لذا نسبوا لها وتم تسميتهم بقبيلة الظنحاني، مشيرة إلى أنه من حرف أبناء هذه المنطقة الزراعة ورعي الأغنام ورعي الإبل، والحطابة، والبحث عن العسل في الجبال. وتتابع «خلال البحث عن مواقع سياحية ومياه طبيعية تعرفنا إلى «بركة وادي قاوي»، وهي عبارة عن مجموعة برك مياه عذبة وصالحة للشرب مترابطة في سلسلة جبال شيص، ويتشعبها شلالات صغيرة ومجار متفرعة»، مشيرة إلى أن المكان يعتبر موقعا سياحيا تابعا لإمارة الشارقة. وتضيف «من الأماكن التي تم التعرف إليها أيضا «غب السحار»، وهو حوض ماء جبلي عميق يصل عمقه إلى نحو 6 أمتار بطريقة دائرية العمق، وهو يشبه شكل الأناء العميق، ويظهر وكأنه بركة ماء من دون الشعور بعمقها وتشكيلتها الجبلية الدائرية». رسوم تاريخية حول مغامرات الفريق، يقول محمد البادي اليماحي أحد أعضائه «خلال تنقلات الفريق في الجبال والمواقع الأثرية شاهد النقوش التاريخية والكتابات مثل التي شاهدناها في «وادي سهم»، الذي يبعد نحو 20 كم من الفجيرة وعبر طريق جبلي متعرج صعود وهبوطا يمتد لنحو 13 كم»، لافتا إلى أن قرية وادي سهم الجبلية تقع وسط طبيعة جبلية رغم وعورتها إلا أنها لا تخلو من جمال الطبيعة. ويتابع «قرية وادي سهم تتميز بهدوء شديد وصفاء جو وسحب تغيم على المنطقة في معظم أوقات السنة حتى في عز الصيف»، مضيفا «تحيط بالقرية مجموعة من الجبال الضخمة وأشهرها جبل شعبة المسيطيح في الغرب، وجبل شعبة سرور شرقا، وجبل شعبة الشعاب التي تعلوه آثار حصن قديم، ويشتهر الوادي بوجود عدد من بقايا القلاع والكتابات والنقوش التاريخية والأبراج القديمة المحيطة بالقرية والمبنية من الحجارة الصخرية والطين المطعم بالحصى التي استخدمها أهل القرية قديما للحراسة والدفاع عن المنطقة من الأعداء ولمراقبة مزارعها ويقدر عمرها بنحو 200 عام».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©