الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيادة الرواتب.. وتجارة التأشيرات!

21 مايو 2007 02:12
زيادة رواتب الموظفين في إمارة أبوظبي خبر أسعد الكثيرين ورسم الابتسامة على الوجوه وكان بمثابة بلسم وضوء أخضر لحياة افضل واستقرار أكثر وراحة واطمئنان للمواطنين والوافدين·· خبر زيادة الرواتب ليس بالخبر المفاجئ أو الجديد أو الغريب فنحن نعيش في (دار زايد) لذلك الأمر طبيعي طالما من اولويات القيادة في دولتنا هو الشعب الذي يجب ان يشعر بالراحة والاستقرار والرفاهية والحياة الكريمة· الزيادة لا اعتبرها مجرد زيادة ولكني اعتبرها (الدواء) وربما يكون (العلاج) لسلبيات وظواهر خطيرة يعاني منها مجتمعنا منذ سنوات عديدة مضت ولكن أتمنى من خلال هذه الزيادة ان تقل وتتلاشى هذه الظواهر التي من أجلها اقيمت الندوات والمحاضرات والارشادات وحتى التحذيرات ولكن رغم كل ذلك تطل علينا تلك المقولة الشهيرة وهي (لا حياة لمن تنادي) ربما لأن الواقع لدى البعض اصعب أو مستحيل فيلجأ الى تلك الظواهر الخطيرة التي يرمي من خلالها بنفسه في (التهلكة)!! اتذكر انني في سنة 1996 كتبت موضوعا في جريدة ''الاتحاد'' ومن خلال هذا المنبر بعنوان (تجارة التأشيرات وخراب الذمم) والتي من خلالها كنت أتحدث عن ظاهرة الاتجار بالتأشيرات من بعض ضعاف النفوس الذين يجلبون العمالة الوافدة مقابل بضعة آلاف من الدراهم نعم للأسف الشديد يبيع مبادئه وذمته مقابل حفنة من الدراهم والنتيجة جلب عمالة وهمية تبقى بدون عمل ومن الطبيعي جدا ان يدفع الوطن والمجتمع الثمن لأن هذا القادم من وطنه تراوده في مخيلته طموحات وأحلام وردية في انه سوف يجد ذلك العمل في انتظاره ولكنه سرعان ما سوف يكتشف الحقيقة المؤلمة بأن الأمور صعبة ولم تصبح مثل السابق في ظل قوانين صارمة اعادت الانضباط لبعض سلبيات وثغرات كنا نعاني منها في الزمن السابق ومن الطبيعي جدا ان يلجأ ذلك الوافد الآسيوي في البحث عن لقمة عيشه من خلال الطرق غير المشروعة كالسرقة والقتل وغيرها من الجرائم الدخيلة على مجتمعنا والتي اصبحت مسلسلا مستمرا نشاهده بأنفسنا ونقرأ عنه في وسائل الإعلام المختلفة وما خفي كان اعظم فالحقيقة مؤلمة ومحبطة وتحتاج الى وقفة من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه لكي نحافظ على سلامة الوطن والمواطن ونعيش في مجتمع ينعم بالأمن والاستقرار· ومن هنا سوف اربط قرار زيادة الرواتب بهذه القضية وهذه الظاهرة الدخيلة والخطيرة والتي بها تبعات وعواقب وخيمة وسلبيات عديدة مختلفة على الوطن والمجتمع وحياتنا واخلاقنا وسلوكياتنا· مجرد سؤال نسأله: لماذا يلجأ البعض الى التجارة بالتأشيرات رغم التشديد في العقوبات والغرامات؟ لماذا يدخل في معمعة ومخاطر فقط لمجرد ستة آلاف أو سبعة آلاف أو حتى عشرة آلاف درهم أو أكثر طالما هي دراهم يمشي بها حاله لأيام معدودة ومن ثم يفلس ماديا ومعها يشعر من خلال ما اقترفه انه ايضا مفلس اخلاقيا ونفسيا لأنه سوف يشعر بالقلق نتيجة هذا التصرف وايضا لن يشعر بالراحة بسبب هم التفكير بهذا العامل (البايت) في الشوارع بدون عمل والاحتمال الاكبر انه سوف يلجأ الى الجريمة والتي من خلالها يدفع (الكفيل) الثمن نتيجة عدم احساسه بالمسؤولية لأنه خان ثقة وطنه ومجتمعه بثمن رخيص جدا· زيادة الرواتب هل سوف تحد من هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا والتي نتمنى ان تنتهي وتتلاشى، نتمنى ذلك لأنه احيانا يلجأ البعض الى (المر) لأن هناك ما هو (امر) منه وهي الظروف الصعبة وهذا ليس بعذر حتى يقترب الخطأ ولكن يبقى هذا السبب من الأسباب الرئيسية فهناك من يمارس هواية (تجارة التأشيرات) وهو لا يشعر بتأنيب الضمير والبعض الآخر يلجأ الى هذا التصرف (الأحمق) لأنه يشعر بقرارة نفسه انه محتاج والحلول امامه ضيقة فالراتب لا يكفي والحياة قاسية والظروف لا ترحم·· أتمنى ان تكون زيادة الرواتب هي الخير للمواطن والوافد والمجتمع حتى يشعر الجميع بالراحة والاستقرار والسعادة والرفاهية التي لا تجعله يطرق الطرق الملتوية وغير المشروعة والتي تسيئ له كمواطن يجب ان يحافظ على كبريائه وكرامته التي هي أكبر من بضعة دراهمز ؟ همسة: طالما ان الله سبحانه وتعالى أنعم علينا هذا الخير·· فعلينا ان نشكره على هذه النعمة وفي نفس الوقت ونحن نعيش هذا الاستقرار والراحة والخير يجب ألا ينسينا ذلك من هم في حاجة لنا من الفقراء والمحتاجين من هم ظروف صعبة وقاسية وتبكي لها جبال·· يجب ان نعي دائما أن الخير والنعمة التي نعيشها هو اختبار لنا في كيفية ان نستغله ونتصرف به· علي موسى
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©