الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غرفة الأطفال تحلّق بأفكار الصغار وتثري مخيلتهم

غرفة الأطفال تحلّق بأفكار الصغار وتثري مخيلتهم
9 ديسمبر 2013 21:21
خولة علي (دبي) - غرفة الطفل ليست محطة للنوم فقط، وإنما أضحت منصة ثرية بالمهارات التي يمكن أن يمارسها الطفل منطلقا بأفكاره ومخيلته عالياً ليعانق سماء الإبداع، فهي محطة يمكن أن يقال إنها متعددة الأغراض، فهي تظل المساحة التي خصصت له، ليمارس فيها نشاطه وهواياته وفق عالمه الخاص بعيدا عن القوانين والأوامر التي تطبق عليه خارج حدود غرفته، التي تحد من التجارب والمحاولات التي يقوم بها من باب الفضول أو الرغبة في استكشاف ما حوله، وأيضاً قد تحد من عطائه. الكثير من تصاميم غرف الأطفال، نجدها مبتكرة في شكلها بعيداً نوعاً ما عن النمط الاعتيادي، والتي تعكسها عناصر الديكور الداخلي، فكل قطعة منها إنما وضعت لفكرة أو هدف معين، هي إبعاد الطفل عن الأجواء الرتيبة والمملة، المتمثلة في قطع الأثاث التي لا تحمل في مدلولاتها أبسط أنواع الإثارة والمفاجأة والحيوية التي دائما ما يبحث عنها الطفل في محيطه، وحتى يقبل على غرفته بشكل كبير، ويستلهم منها الكثير من الأفكار، نجد مصممي الديكور قد أبدعوا في تصميم غرف تحلق مع عالم الطفولة البريء، منطلقين من نهج خلق بيئة محفزة على الإبداع، وعلى إثرها ينطلق الطفل في رحاب الخيال الذي صنعه هو، وفق ما هو معقود على مساحة من هذا الفراغ. منصة للإبداع للمزيد حول هذه التصاميم الطفولية، تحدثنا مع مصمم الديكور بشركة «ذا ون» توماس لونجرين، حول ابتكار قطع ومفردات الديكور التي تمهد الطريق نحو الانطلاق في فضاء الإبداع محققة مبدأ سهولة التعاطي مع مفردات الأثاث بصورة أكثر حرية وتفاعلا. وهو الأسلوب الذي عادة ما يخلقه المصمم في فراغات غرفة الأطفال التي يجب أن تكون مسرحاً لعطاء الطفل ومنصة لإبداعه وانطلاقه نحو عوالم مختلفة. يقول لونجرين: «قبل الشروع في البحث عن غرفة ملائمة للطفل لابد أن نكشف عن ميول الطفل واهتماماته، فرأي الطفل جد هام في انتقاء الغرفة التي يجد فيها عالمه، فمن الصعب جداً على أي طفل أن يوضع في مكان لا يجد فيه ما يحقق بعض الاهتمامات، أو أن يجبر على أن يكون جزءاً من فراغ بعيد عن عالمه المفضل. فلحظة التعرف على شخصية الطفل واهتماماته هنا لابد أن يتوقف الوالدان عندها محاولين استقراء تلك العلامات التي لربما يجدها الوالدان عادية، إلا أنها بكل تأكيد تشكل للطفل أهمية بالغة. فلابد أن يكون للطفل رأي في رسم ملامح غرفته، ونشاركه في هذه المهمة فقد يتولد فيه الكثير من الجوانب الإيجابية ونجعل منه شخصية واثقة مميزة، تستطيع أن تكون مسؤولة عن تصرفاتها. هذه الخطوة، على حد قول لونجرين، تعد خطوة أولية نحو بناء شخصية إيجابية، وعند التعرف على رأي الطفل، هنا لابد من الحوار وتبادل الأفكار ومحاولة عرض الفكرة من جوانب عدة، في محاولة لإقناع الطفل ببعض الجوانب التي قد تؤدي إلى عملية تشويه في التصميم أو تأتي بنتيجة عكسية عليه كالألوان وغيرها من عناصر الديكور، هذا التشاور من شأنه أن يفتح مجالا للطفل كي يعبر عن رأيه أو حتى يقنع الآخرين بوجهة نظره في الأمر، ولكن لابد أن تتحقق النتيجة في إرساء دعائم غرفة مناسبة وملائمة للطفل». مناسبة للأميرات ويكمل لونجرين قائلاً: «من خلال مجموعة ذا وون للأثاث، أردنا أن يكون للطفل بيئته المفضلة، بيئة يستطيع أن يبدع من خلالها وينتج، وليست مجرد مكان للنوم فقط، من خلال وجود الكثير من عناصر وأدوات التحفيز، فكل قطعة من عناصر الديكور التي تم اعتمادها مناسبة للأميرات والأمراء الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات و16 سنة. هذه المراحل التي تعتبر في طور النشاط والحركة. ولو عرضنا سرير الطفل، فنجد أن القطعة بسيطة في شكلها إلا أنها توفر الراحة التي يحتاج الطفل إليها، حيث اعتمدنا النمط الكلاسيكي الذي يظل عند الطفل من مرحلة الطفولة إلى المراهقة، ليدوم طويلا نظرا لمتانة صنعه، فلا يكون نمط الغرفة عرضة للكسر نتيجة إهمال الطفل وتصرفاته العبثية. فيمكن أن تنفرد الفتاة عن الفتى من خلال رسم الأجواء حول هذا النمط من الأثاث، وفق طبيعة كلا الجنسين». اللون الأنثوي ويضيف لونجرين، أن غرفة البنت نجدها تبحر في روايات الأميرات، فيتجلى فيها اللون الأنثوي خاصة الزهري والمشمي، المطبوع على مساحة من الجدران، كما حاولنا الابتعاد عن إضفاء لون بعينه على الأثاث، وعملنا على إيجاد لون محايد كالبيج البني، وانطلقنا في تلوين الفراغ، من خلال الرتوش الأنثوية، المتمثلة في ورق الجدران ونقوشه الزهرية الناعمة، أو الموشحة بأشكال وأنغام مستلهمة من شخصية الفتاة والتي قد تميل إليها، في حين كانت غرفة الفتى معبرة صراحة عن عوالم علمية وابتكارات تحلق في أرجاء المكان كمجسمات لطائرات تحلق في سقف الغرفة أو خريطة للكنز ملصقة على خلفية السرير، والتي تعكس روح المغامرة، أو أبرز الألعاب الرياضية التي عادة ما تشغل ذهن الفتى، وكذلك بعض المنحوتات الخشبية، التي تحاكي اهتمامات الطفل، والتي يمكن أن تكون جزءاً من هذه الغرفة، مع محاولة جلب كل قطعة لنرسم بها عالم الطفل المرح. كما يمكن أن تكون هناك مكتبة تضم بعض الكتب المفيدة التي يستعين بها الطفل لدعم بعض الأفكار العالقة في ذهنه، ليجد في المكتبة المتعة التي تثري خياله». ورشة خاصة بالطفل يقول توماس لونجرين: يمكن أن يخصص حيز أو منطقة في الغرفة تكون بمثابة ورشة خاصة بالطفل تضم بعض القرطاسيات وأدوات تعليمية، تعينه على إظهار ما في ذهنه لإبراز موهبته. ولكن في وقت يجب أن يراعي الآباء أهمية تنشئة الطفل منذ الصغر على عملية التنظيم والترتيب، من خلال العمل على توفير بعض الوسائل لحفظ أدوات الطفل وألعابه كصناديق الألعاب التي تعتبر الحل العملي والسريع، حيث يمكن أن يخرج الطفل ألعابه، حيث يقوم هو بنفسه بإعادتها مجددا فلا تأخذ منه أي جهد أو وقت، ما يجعله يتمتع بقدر من الانضباط والترتيب مع الأيام، ليبقي على غرفته منظمة بعد أن ينتهي من اللعب واللهو.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©