الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اضطراب أعصاب الجهاز الهضمي يسبب «تهيج القولون»

اضطراب أعصاب الجهاز الهضمي يسبب «تهيج القولون»
9 ديسمبر 2013 21:22
أبوظبي (الاتحاد)- كثير من الناس لديهم شكوى مزمنة من مشاكل «القولون»، فسرعان ما يشعرون بعدم الراحة بعد تناول الوجبات، أو إثر تناول وجبة معينة، حتى ينغص القولون راحتهم، ويمضوا الساعات في معاناة من التشنجات أوالغازات المكتومة، أو الإسهال. وفي أحيان أخرى تتبدل شكواهم إلى «إمساك» مزعج. وعدم الإحساس بالراحة يصبح سيد الموقف في الحالتين، وتتلخص الأعراض في تقلصات بطنية وإسهال وإحساس بالانتفاخ. هذه الحالة عادة ما تعرف بـ «متلازمة الأمعاء المتهيجة» التي تصيب 10% إلى 22% من البالغين الأصحاء، أغلبهم من النساء، وتبدأ هذه الحالة في معظم الأحوال في فترة مبكرة من مرحلة البلوغ. الأسباب والأعراض الدكتورة هند الموسوي، أخصائية الأمراض الباطنية، تقول إن أكثر من يعانون من هذه المتلازمة لا يعرضون أنفسهم على الطبيب، وأسباب الأمعاء المتهيجة غير واضحة، إلا أن هناك بعض الدلائل على وجود اضطرابات في وظيفة الأعصاب أو العضلات في الجهاز الهضمي، ووجود معالجة غير طبيعية من جانب المخ للأحاسيس الخاصة بالقناة الهضمية. فقد يصاب المريض بتقلصات في أسفل البطن مع انتفاخ، وهذا يكون مصحوباً بالإسهال أو الإمساك أو الاثنين معا، وقد يحدث نزول مخاط كثيف غير مدمم مع البراز، مع الشعور بأن المستقيم لم يفرغ تماما من محتوياته بعد كل عملية إخراج. وأحياناً يتراوح بين الطفيف والشديد، ويمكن أن يعوق الأنماط الطبيعية لتناول الطعام أو للنوم، وقد يزول مؤقتاً بعد التبرز أو إخراج الغازات، كما يمكن أن يحدث غثيان أو دوار وإغماء في بعض الحالات. وتضيف الموسوي: إن تشنج جدران الأمعاء هو المسؤول الأول عن الأعراض لأنها مبطنة بطبقات عضلية تتقلص وتسترخي للمساعدة على تحريك الطعام من المعدة إلى الأمعاء قبل أن تصل إلى المستقيم. وفي الحالات الطبيعية، تتقلص العضلات وتسترخي بوتيرة طبيعية. أما عند الإصابة بمرض تهيج الأمعاء، فيحدث خلل في عملها، فتتقلص لوقت أطول، وبقوة أكبر من العادة، مسببة الألم. وهكذا يُدفع الطعام عبر الأمعاء بصورة أسرع، مسبباً الغازات والانتفاخ والإسهال. وفي بعض الأحيان يحدث العكس. إذ يتباطأ مرور بقية الطعام، مؤدياً إلى براز صلب وجاف. وبالرغم من أنّ مرض تهيج الأمعاء لا يهدد حياة المصاب، إلا أنه يسبب إزعاجاً محدوداً. أما عندما تبلغ الحالة أقصى حدتها، فمن شأن الألم والعوارض المصاحبة له أن تفوق احتمال المريض. والملاحظ أنّ معظم الأشخاص يعانون من عوارض طفيفة. بينما يواجه البعض عوارض معتدلة الحدة، متقطعة ولكنها قد تعوق المريض. وثمة قلة من المصابين بهذا المرض يعانون من عوارض حادة. العلاج تكمل الموسوي: عادة نرى أن النساء أكثر عرضة من الرجال مرتين أو ثلاثا للإصابة بالمرض، ويعتقد الباحثون أن التغيرات الهرمونية قد تؤدي دوراً في ذلك. وقد ينجم مرض تهيج الأمعاء عن مرض آخر. فأول ما يعاني البعض من هذا المرض بعد نوبة حادة من الإسهال. غير أنّ مرض تهيج الأمعاء غير مرتبط بأمراض الأمعاء الالتهابية. وقبل تشخيص مرض تهيج الأمعاء، يتوجب وجود علامات وعوارض معينة. وأهمها هي ألم بطن أو إسهال أو إمساك متواصل لمدة ثلاثة أشهر. وثمة معايير إضافية لتشخيص المرض تشتمل على اثنين على الأقل من العوارض التالية، وذلك في 25% من الحالات على الأقل، وهي: التبرز لمرات أكثر أو أقل من المعتاد. وتعاقب البراز الصلب واللين. والضغط لإخراج البراز. وخروج مادة مخاطية مع البراز. وشعور بالانتفاخ. وأول خطوة في العلاج تكون غذائية في العادة، فإذا لاحظ المريض أن الأطعمة أو سوائل معينة تثير الأعراض فعليه تجنبها، ومن المثيرات الشائعة هي الكافيين، وبعض أنواع العلك، والمشروبات المحتوية على السوربيتول، والخضراوات المنتجة للغازات «مثل البقول والكرنب والقرنبيط»، ومنتجات الألبان، والكحول، والفواكه النيئة، والأطعمة الدهنية. لذا فإن إضافة الألياف إلى الطعام ستسهل وتسرع من تحرك الأمعاء، وتنفع في تخفيف حالة الإمساك والألم البطني. لذا ينصح بإضافة الألياف بالتدريج لأنها يمكن أن تزيد الأعراض سوءاً قبل أن تبدأ في تخفيفها. النظام الغذائي والواقع أنّ اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام يمثلان نقطة انطلاق جيدة. فهما يسهلان على الجهاز الهضمي تأدية وظائفه ويخففان بالتالي من حدة العوارض. ولكن على المريض أن يتذكر أن الجسم قد لا يستجيب فوراً للتغييرات التي تطرأ على العادات اليومية. وعوضاً عن ذلك، عليه البحث عن علامات تحسن تدريجي. فالهدف هو التوصل إلى الحل طويل الأمد لا المؤقت. كما يجب أن يلاحظ المريض أن الدهون تحفز تقلصات الأمعاء الغليظة «القولون»، مضاعِفةً عوارض مرض تهيج الأمعاء. وليس من الضروري التوقف نهائياً عن تناول الدهون، بل تحديد كمية استهلاكها إن كانت تؤدي إلى تفاقم الألم والإسهال. وأفضل طريقة لتقليص معدل الدهون في الغذاء هي زيادة استهلاك الأطعمة النباتية. فالأطعمة النباتية، من فواكه وخضراوات ومأكولات محضرة من الحبوب الكاملة، تحتوي على فيتامينات ومعادن ومركبات تمنع الإصابة بالسرطان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©