"الجيش اللبناني" يدك مخيم البارد.. و "فتح الإسلام" تتوعد

بيروت-الاتحاد ووكالات الانباء: تواصلت الاشتباكات العنيفة بالاسلحة الرشاشة والمدفعية الثقيلة بين الجيش اللبناني وجماعة ''فتح الاسلام'' عند مختلف اطراف مخيم نهر البارد شمال لبنان امس لليوم الثاني على التوالي وسط غموض وتضارب في حصيلة القتلى والجرحى بسبب صعوبة دخول فرق ''الصليب الاحمر'' الى داخل المخيم الذي اكد سكانه وجود الكثير من الجثث وعشرات المصابين من المدنيين· وتركزت المعارك الضارية عند مدخلي المخيم في العبدة وسكة الحديد، حيث تعرضت مواقع ''فتح الاسلام'' لقصف مدفعي عنيف من قبل الجيش مما ادى الى سقوط 9 قتلى و45 جريحاً· فيما اسفرت هدنة لمدة نصف ساعة فقط عن اجلاء الصليب الاحمر 17 جريحا من تخوم المخيم· وقال مصدر عسكري لبناني ان الجيش بحاجة الى 36 ساعة على الاقل للسيطرة على الوضع الامني بعد احكامه الطوق المشدد على جميع مداخل المخيم، لكنه نفى وجود اي توجه لاقتحام المخيم قائلا ان هذا الامر يحتاج الى قرار سياسي اولا، ولافتا الى اتصالات لتسليم عناصر ''فتح الاسلام'' انفسهم الى الجيش الا انها لم تثمر حتى الآن· وعمد متطرفو ''فتح الاسلام'' الى شن هجمات مكثفة على مواقع الجيش حول المخيم مستخدمين الاسلحة الصاروخية في محاولة لفتح ثغرة تمكنهم من الفرار الى خارج المخيم لكنهم لم ينجحوا· فيما اشارت مصادر امنية الى ان عددا من سيارات الاسعاف التابعة للصليب الاحمر احتجزت داخل المخيم بسبب كثافة النيران، واضافت ان شدة القصف اشعلت الكثير من الحرائق داخل المخيم عجزت فرق الدفاع المدني عن اخمادها· وقدرت المصادر الامنية عدد قتلى المتطرفين الى الآن بنحو 30 اضافة الى 90 جريحا على الاقل· لكن ابو سليم المتحدث باسم الجماعة اشار فقط الى سقوط 5 قتلى و9 جرحى، وحمل الجيش مسؤولية زيادة حدة العنف وهدد باشعاله في مناطق اخرى ونقل المعركة الى خارج طرابلس· فيما قدرت مصادر فلسطينية داخل المخيم عدد القتلى من المدنيين بـ9 مما يرفع عددهم منذ بدء المعارك الى 15 اضافة الى 70 جريحا على الاقل مما يرفع العدد الى 112 بينهم سائق يعمل في وكالة ''اسوشيتد برس''· فيما بلغت خسائر الجيش اللبناني على مدى يومين 27 قتيلا و40 جريحا، وقال المتحدث باسم الجيش ان معارك الامس لم تؤد الى وقوع اي خسائر في صفوفه· فيما اشارت مصادر بقوات الامن الى ان بين قتلى المتشددين بنجاليين وآخرين من اليمن وسوريا ودول عربية اخرى· واحكم الجيش اللبناني سيطرته الكاملة على جميع مداخل المخيم لا سيما الجهة الشمالية والتلال المشرفة على طريق عام طرابلس العبدة، كما جابت زوارق حربية للجيش الساحل مقابل نهر البارد لمنع وصول الامدادات الى المتشددين بحرا· فيما اعربت مصادر فلسطينية عن تخوفها من ارتفاع حصيلة القتلى داخل المخيم قائلة إن بعض المصابين يعانون من جروح خطيرة ويحتاجون إلى علاج مناسب في المستشفى وإلا سيموتون· كما اعربت وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين ''اونروا'' عن قلقها من تدهور الاوضاع الانسانية في المخيم، وقال المدير العام ريتشارد كوك في بيان ''اننا قلقون للغاية من جراء الازمة الانسانية المتفاقمة لا سيما من جراء الخطر على المدنيين··لقد قتل العديدون وعدد الجرحى مرتفع''· وفي مخيم البداوي القريب من مخيم نهر البارد اكد ممثلو الفصائل الفلسطينية ان القذائف ادت الى قتل وجرح اكثر من خمسين شخصا، وناشدوا الحكومة التدخل الفوري والسريع من اجل حماية المدنيين والسماح للصليب الاحمر والهلال الاحمر بالدخول لاخلاء الاصابات، وقال يوسف الاسعد مسؤول الهلال الاحمر ان ثمة معلومات لم تتأكد بعد عن وجود ثلاثة اشخاص على الاقل تحت الركام وثمة جثث اخرى ما تزال في ازقة المخيم''· وقالت فرجينيا ديلا جارديا المتحدثة باسم الصليب الاحمر ''نطلب وقف القتال وفتح ممرات انسانية لكي نعالج الجرحى ونجلي القتلى''·وانعكست اشتباكات الشمال على مخيم عين الحلوة للاجئين في صيدا بالجنوب اللبناني وسط تخوف من احتمال انتقال التوتر الى هناك حيث توجد تنظيمات متطرفة بينها ''جند الشام''، كما اقفلت المدارس في مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا جنوب لبنان احتجاجا على القتال في الشمال· وقالت مصادر فلسطينية ان مقاتلي ''جند الشام'' استنفروا في المخيم· فيما اتخذ الجيش اللبناني اجرءات احترازية ووقائية حول مراكز ومواقع انتشاره حول المخيم فضلا عن تعزيز دورياته في الساحات العامة والشوارع الرئيسية والفرعية·