الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منطقة الدفاع الجوي الصينية… و«المحور الآسيوي»

9 ديسمبر 2013 23:18
ما مدى جدية أوباما في سياسته الخارجية المتعلقة «بمحور آسيا»؟ نائب الرئيس جو بايدن الذي قام بجولة في المنطقة حاول تهدئة الشكوك وسط الحلفاء الرئيسيين هناك فيما يتعلق بالتزام أوباما بأن «يعيد توازن» اهتمام وموارد الولايات المتحدة، لتنتقل من الشرق الأوسط، وتتحول إلى آسيا الصاعدة. وانصب الاهتمام الأساسي لزيارة «بايدن» على اليابان والصين وكوريا الجنوبية. والسبب الحالي للقلق في طوكيو وسول وعواصم آسيوية أخرى هو إعلان الصين في الآونة الأخيرة عن منطقة دفاع جوي فوق قطاع واسع من الأراضي يضم مناطق متنازعا عليها إقليمياً في بحر الصين الشرقي. ويقول محللون متخصصون في الشأن الآسيوي إنه بالإضافة إلى أن بايدن سعى لتهدئة المخاوف بشأن الرد الأميركي على أحدث التحركات الصينية تصدر قائمة أولويات الزيارة، فإنه كان يتعين على نائب الرئيس الأميركي أيضاً معالجة القلق الأعمق فيما يتعلق بمدة جدية الاهتمام الأميركي بالمنطقة في الوقت الذي تبرز فيه الصين كقوة اقتصادية وعسكرية مهيمنة. وذكر «بروس كلينجر» الباحث البارز في قضايا شمال آسيا في مؤسسة هيرتيج في واشنطن أن «شكوك الحلفاء الآسيويين في أميركا تزايدت تجاه عزم الولايات المتحدة تنفيذ سياستها في المحور الآسيوي ومواردها لذلك... والآن مع تصاعد الثقة الصينية كما نشاهدها في إعلان منطقة للدفاع الجوي، فإن هذا يجعل كل هؤلاء الحلفاء أكثر توترا». ورفضت الولايات المتحدة دون إبطاء ادعاء الصين بحقها في المجال الجوي وبعد إعلان بكين بأنه يتعين على الطائرات التي تدخل هذا المجال الجوي أن تخطر السلطات الصينية، ردت الولايات المتحدة بإرسالها طائرات «بي-52 ستراتوفورترس» الحربية إلى المنطقة دون إخطار. وأشار وزير الدفاع الأميركي تشاك هيجل إلى أن الولايات المتحدة تعتبر هذا التطور «محاولة لزعزعة الاستقرار لتغيير الوضع القائم في المنطقة». وفي الوقت نفسه أشار مسؤولون أميركيون سراً إلى أن إعلان منطقة دفاع جوي لا يعادل إعلان السيادة على المنطقة. وبينما يتوقعون أن يبرز «بايدن» الاختلاف بين الأمرين فإنهم يؤكدون على أن إعلان الصين لا يؤدي إلا إلى تصاعد التوترات القائمة بالفعل بسبب المزاعم المتصارعة لحقوق السيادة على مناطق في بحر الصين الشرقي. والمنطقة التي تطالب بكين بحق السيادة عليها تتداخل بشكل كبير مع النطاق الجوي الذي تقول اليابان إنه خاضع لسيادتها وتتداخل أيضاً بدرجة أقل مع النطاق الجوي الذي تزعم كوريا الجنوبية سيادتها عليه. وتغطي المنطقة أيضاً مجموعة من الجزر غير المأهولة التي تسميها اليابان «سنكاكو» وتسميها الصين «دياويو»، والتي يطالب كلا البلدين- بالإضافة إلى تايوان- بحق السيادة عليها ومثلت الجزر مصدراً للتوترات الإقليمية في الآونة الأخيرة. ونصحت واشنطن الطائرات التجارية بأن تخطر السلطات الصينية بخطط الرحلات لكنها، وضحت في مطلع الأسبوع أن النصيحة لا تعني قبولاً أميركياً بالمنطقة التي أعلنتها بكين. ويوم الثلاثاء قبل الماضي الذي زار فيه «بايدن» اليابان جددت الولايات المتحدة القول بأن طوكيو وواشنطن ترفضان الخطوة التي اتخذتها بكين لإقامة منطقة الدفاع الجوي الجديدة. كما دخلت طائرات عسكرية أميركية ويابانية وكورية جنوبية منطقة الدفاع الجوي الصينية دون إبلاغ بكين مسبقاً منذ أعلن إنشاء هذه المنطقة في 23 نوفمبر الماضي. كما أبلغت اليابان وكوريا الجنوبية شركات طيرانهما بتجاهل القواعد الجديدة. وذكر محللون إقليميون أن الصين التي التزمت الهدوء النسبي العام الماضي فيما يتعلق بقضايا مشتعلة تتعلق بالسيادة على أراض في ظل انشغالها بعملية انتقال القيادة السياسية، تصعد الآن جهودها في تطبيق سياسات الأمن. وأشار المحللون إلى أن الصين مازالت تعتقد أن أمامها نافذة للهدوء الإقليمي تستطيع من خلالها أن تركز على القضايا المحلية لكنها قلقة بأن فترة الهدوء تواجه تحديات من عدد من الجبهات منها التحركات الأميركية التي تستهدف تعزيز مكانتها كقوة في المحيط الهادي. وينبه «مايكل جرين» نائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية لشؤون آسيا بأن أبحاثاً سياسية ووثائق أخرى صدرت عن الحكومة الصينية خلال الآونة الأخيرة «أكدت استمرارية صلاحية النهج الاستراتيجي الصيني- وهو تقدير يتمثل في أن الصين لديها فترة وفرصة استراتيجية تمتد عبر عام 2020 تسمح فيها البيئة الأمنية الخارجية بأن تركز البلاد على تنميتها الداخلية، وهذا يعني أن هذه الدراسات تشير أيضا إلى أن فترة الفرصة الاستراتيجية تتعرض لضغوط غير مسبوقة، وأن استراتيجية إعادة التوازن الأميركية مصدر لهذه الضغوط». وذكر «كلينجر» من مؤسسة «هيرتيج» أن آخرين قلقون في المنطقة أيضاً بشأن «إعادة التوازن» لأسباب مختلفة فحسب، فقلق اليابانيين والكورييين الجنوبيين وآخرين سببه أن محور آسيا سيكون ضعيفاً جداً و»شعاراً أكثر منه واقعاً». وأضاف «كلينجر» أن «بايدن» يستطيع أن يقدم كل التأكيدات التي في حقيبته لكن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة يعلمون مثل الآخرين بشأن خفض الولايات المتحدة لميزانية إنفاقها على الدفاع، وما يعنيه مثل هذا الخفض على الأرجح من تأثير على تخصيص موارد أميركية للمنطقة. وأشار «كلينجر» إلى أن «قسطاً كبيراً من زيارة بايدن سيتضمن طمأنة حلفائنا بشأن صلة الولايات المتحدة بالأمر وتأثيرها والدعم الأميركي في الرد على هذه التهديدات». لكن مع الأخذ في الاعتبار واقع الموارد الأميركية المخصصة للمنطقة واحتمالات الوجود الأكثر كثافة، فإن «هؤلاء الحلفاء بعيدون عن الطمأنينة». هاورد لافرانشي واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©