الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نفق مضيق جبل طارق.. الواقع والتحديات

22 مايو 2007 00:32
افتتحت بمكتب شؤون الإعلام لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء فعاليات ندوة ''نفق مضيق جبل طارق'' بمشاركة نخبة من المختصين والباحثين العرب والأوروبيين وعدد من السفراء المعتمدين لدى الدولة· وبدأت أعمال الندوة بكلمة ألقاها سعادة محمد خليفة المرر المستشار الإعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء الذي قال: ''إن الهدف من تنظيم الندوة هو تعميق التواصل السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين الشعوب العربية والشعوب الأوروبية''، مشيراً إلى أن هذه الشعوب تنتمي إلى حضارتين كانتا منذ أقدم العصور فاعلتين في ازدهار العلم والمعرفة· ونوه بالمساعي التي تبذلها الحكومتان المغربية والإسبانية لبناء نفق يربط بين البلدين وبين القارتين الأوروبية والأفريقية عبر مضيق جبل طارق، لافتاً إلى أن إنشاء هذا النفق يأتي في إطار خطة الاتحاد الأوروبي للتوسع جنوباً نحو قارة أفريقيا وبناء شراكة اقتصادية واسعة مع دول شمال أفريقيا العربية وباقي الدول الأفريقية· وقدم المهندس فرانسيسكو روكا باناتش المسؤول عن برنامج العلاقات الخارجية وبرنامج الهندسة بالشركة الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق ورقة عمل قال فيها: ''إن الحكومتين الإسبانية والمغربية تعملان حثيثاً من أجل ربط أوروبا وأفريقيا جغرافيا من خلال إنشاء قناة عبر مضيق جبل طارق للتغلب على المسافة الفاصلة بين القارتين البالغة 14 كيلومتراً والتي شكلت تاريخياً عائقاً يفصل ضفتي المتوسط''، لافتاً إلى الإطار القانوني للمشروع الذي أسس على اتفاقيات ثنائية بين إسبانيا والمغرب أبرمت في نوفمبر ،1979 وأكتوبر،1980 وسبتمبر1989 بهدف دراسة مشتركة بين الطرفين المعنيين بالربط القاري بين أوروبا وأفريقيا عبر مضيق جبل طارق·وأوضح أن السلطة المعنية هي اللجنة الحكومية المشتركة لمشروع الربط القاري ووكالتان تملكهما الدولتان، حيث تقوم هذه الوكالات بتطوير الدراسات وفقاً لمخططات العمل التي أقرتها اللجنة المشتركة· وتناول الدراسات الجيولوجية الجارية لبناء قناة تشبه قناة المانش بعد أن تم التخلي منذ عام 1995 عن فكرة بناء الجسر داعماً شرحه بجداول ورسومات توضيحية، مبيناً أن الخصائص الجيولوجية لمضيق جبل طارق تبعث على الحيرة الشديدة وتشكل تحدياً هندسياً كبيراً· وأكد في هذا الصدد أن التغلب على هذه التحديات سيدشن مرحلة جديدة من الاندماج الاجتماعي والتنمية الاقتصادية، منوهاً بخصائص البيئة الفيزيائية للمشروع الهندسي الأولى والملامح الاجتماعية والاقتصادية المرتبة عليه· وقال: ''إن الحل الأساسي يكمن في بناء وتشغيل نفق عبر مراحل تتمثل الأولى في بناء نفق للسكة الحديدية، بالإضافة إلى رواق للخدمة، والمرحلة الثانية بناء نفق ثان للسكة الحديدية، كما بين أن التكاليف ستكون أقل لأن الاستثمارات ستوزع عبر فترة زمنية أطول''، لافتاً إلى أن هذا الحل يسمح بشحن السيارات بواسطة قطارات تسير بين محطتين نهائيتين على ضفتي المضيق، كما أن الطريق ستسير بمحاذاة عتبة المضيق وستصل المساحة من الساحل إلى الساحل ثمانية كيلومترات ويبلغ أعلى عمق المياه 300 متر، منوهاً بأن المسافة بين المحطتين النهائيتين هي 42 كيلومتراً، فيما يبلغ طول النفق الكلي 37,7 كيلومتر، أما طول النفق المار من تحت الماء فيبلغ 27,7 كيلومتر· وأضاف أن ارتفاع النفق فوق مستوى البحر هو 400 متر في عمق مائي يصل إلى 300 متر، أما الغطاء الفوقي للأرض فهو 100 متر، والمسافة من المدخل الشمالي تبلغ 21,7 كيلومتر، مبيناً عبر الرسومات أن المواصفات النهائية ستكون عبارة عن نفقين حديديين باتجاه واحد، إضافة إلى رواق الخدمة والسلامة، إلى جانب ممرات جانبية عند كل 340 متراً· وحول التنقيب الجيولوجي لفت المهندس فرانسيسكو روكا باناتش إلى أهمية دراسة البيئة الفيزيقية والجيولوجية للمضيق في البر والبحر معاً، وكذلك دراسة الخصائص الجيوتقنية للتربة التي سيمر النفق عبرها· موضحاً أن الأبحاث الأولية تشير إلى أن جميع التربة الموجودة بمحاذاة القناة ستكون عبارة عن طبقات متعاقبة ذات أحجام مختلفة من الطين الجبري ومن الحجر الرملي أو الحجر الجيري الأكثر صلابة منوها بأن الحملة البحثية التي أجريت عام 2005 أثبتت أن هذه الصخور توجد في عمق يزيد على 650 متراً من المستوى المتوسط لسطح البحر مما يعني أن القناة ستمر بها· ونوه بالأعمال الجيولوجية التجريبية التي أنجزت في البر وتتمثل في أسطوانة بولونيا في إسبانيا عام 1993 ورواق طريفة التجريبي في إسبانيا أيضاً عام 1995 وأسطوانة مالاباطا في المغرب من عام 1994 إلى عام ،1996 مشيراً إلى أن أهم الأعمال المنجزة تحت البحر تتمثل في إنجاز أربع عمليات حفر في أعماق البحر في أعوام،1995 و،1997 و،1998 و2005 مما مكن من الحصول على حوالي 2,025 متر من العينات، بالإضافة إلى الحملات التنقيبية حول الانعكاس الرجفي، والمسح السوناري الجانبي، وحفر قصير تحت الماء· وأشار المحاضر إلى بيان البيئة الاجتماعية الاقتصادية للمشروع، لافتاً إلى أنه بالتوازي مع دراسات الهندسة والبيئة الفيزيائية تم تطوير قاعدة بيانات حول المتغيرات الاجتماعية الاقتصادية وحركة المرور بين الاتحاد الأوروبي ودول اتحاد المغرب العربي· كما تم عام 1995 تطوير برنامج للتنبؤ بحركة المرور في مناطق للدراسة تشمل 11 دولة أوروبية على الشاطئ الشمالي، إضافة إلى دول الشاطئ الجنوبي للمتوسط، وكذلك المناطق المعنية بنقل السلع في 15 دولة أفريقية· وأوضح أنه في الفترة بين1997 و2003 تم إنجاز مسح يتعلق بالنقل البحري بين المغرب وإسبانيا شمل أكثر من 80 ألف شخص استُطلعت آراؤهم بشكل مباشر، وكذلك مسح حول النقل الجوي بين المغرب وأوروبا شمل أكثر من 29 ألف من الذين استُطلعت آراؤهم مباشرة، وتستخدم النتائج لموازنة برنامج التنبؤ وفي تطوير البرنامج الجديد الذي تقرر عام·2006 وألقى المحاضر الضوء على التنبؤات المتعلقة بحركة المرور، لافتاً إلى أنه سيتم تحديثها لتكون على درجة أكبر من الدقة، مبيناً أن أهم الأعمال التي تقررت عام 2006 تشتمل على مراجعة شاملة لـ''الحل الأساسي''على مستوى التصميم الأولي للمشروع، حيث ستضع المراجعة في اعتبارها المعلومات الجديدة التي تم الحصول عليها في السنوات الأخيرة خاصة المعلومات الجيولوجية إلى جانب إجراء المزيد من البحث الجيولوجي والجيوتقني ووضع نموذج جديد للتنبؤ بالحركة للحصول على دقة أكبر، علاوة على مراجعة جميع الدراسات الاجتماعية والاقتصادية المتصلة بالموضوع، فضلاً عن دراسة جديدة للتأثيرات البيئية وأخرى تقييمية جديدة لتحديد تكاليف المشروع وديمومته الاقتصادية، مشيراً إلى أن حدوث تغييرات تؤثر في المكون الهيكلي والتكاليف وعناصر أخرى يُعد أمراً وارداً· وتحدث شفيق الجيلالي الكاتب العام للشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق في ورقته عن الإطار المؤسساتي والتعاوني لدراسة وإنجاز مشروع الربط القاري عبر مضيق جبل طارق، مشيراً إلى أن الحلول المقترحة لعملية الربط الجغرافي بين أوروبا وأفريقيا تمحورت في البداية بإنشاء جسر معلق على دعامات ثابتة بطول 28 كيلومتراً أو بطول 14كيلومتراً· ونوه بأنه تم التوصل إلى صياغة خيار النفق الحديدي كحل أساسي للمشروع عام 1996 لوجود خصائص تقنية حول وجود منشآت متشابهة يمكن الارتكاز عليها مثل المانش وسيكان وأخرى اقتصادية، مشيراً إلى أن كلفة النفق أقل بكثير من كلفة الجسر وملاءمة لمبدأ الإنجاز التدريجي ، وأيضاً لأسباب قانونية وهو عدم عرقلة النفق لحركة المرور وما قد ينجم على ذلك من وقوع حوادث اصطدام البواخر، إلى جانب مراعاة واحترام البيئة البحرية· واعتبر أن مشروع الربط القاري حلقةً ضروريةً في تصميم شبكة النقل البرية بين أوروبا وأفريقيا ، مبيناً أن هناك مجموعةً من الأشغال جارية ضمن أنشطة اللجنة الأوروبية لتنمية النقل بمنطقة المتوسط· وقال: ''إن عبور المضيق يطرح مشكلات هندسية استثنائية تتجلى في تزاوج المسافة الطويلة الفاصلة بين الضفتين وعمق المياه التي ستعبرها المنشأة، وكذا في التركيبة المعقدة للوسط الفيزيائي، إضافة إلى الصعوبات الاستثنائية التي تطرحها التقنيات في عمق البحر''· وقدم المحاضر شرحاً حول الطبيعة الطوبوغرافية للمضيق وقال: ''يتصف مضيق جبل طارق بوجود ممرين لهما مميزات خاصة حيث يعتبر الممر الأول الأقل مسافة ويربط بين رأس سيرس بالمغرب ورأس كناليس بإسبانيا على طول 14 كيلومتراً ويبلغ أقصى عمقه 900 متر أما الممر الثاني وهو الأقل عمقاً فيربط رأس ملابطا بالمغرب، ورأس بالوما بإسبانيا على طول 28 كيلومتراً ويبلغ أقصى عمقه 300 متر''، لافتاً إلى أن الممر الثاني يُعتبرالصيغة الأنسب من حيث العمق وطول المسافة لإقامة الربط القار عبر مضيق جبل طارق· وقال: ''إنه تم إعطاء الانطلاقة الفعلية للدراسات حول المشروع من طرف الراحل الملك الحسن الثاني وخوان كارلوس ملك إسبانيا في يونيو ،1979 كما تم إبرام اتفاقية التعاون للدراسات الأولية لمشروع الربط القار في أكتوبر 1980 إلى جانب تشكيل لجنة مختلطة مغربية إسبانية تعد بمثابة الجهاز الإداري المكلف فعليا بإدارة المشروع، فضلاً عن إنشاء شركتين حكوميتين إحداهما بالمغرب والأخرى بإسبانيا عهد إليهما تنفيذ برنامج الدراسات المقرر من طرف اللجنة المختلطة المغربية الإسبانية· وفي يوليو 1989 تم إبرام اتفاقية تكميلية عززت دور اللجنة المختلطة والشركتين وفتحت آفاقاً أمام البلدين لإنجاز المشروع بإشراك دول أخرى ومؤسسات مختصة، فضلاً عن إشراك المعاهد الوطنية المختصة وعدد من الخبراء المرموقين للرفع من مستوى البحث العلمي وتطوير الدراسات''· وتطرق الجيلالي إلى منهجية الدراسات التي أجريت على المشروع، مبيناً أنه في الفترة1980-1993 تم جمع وتحليل المعطيات حول الموقع والقيام بالدراسات الأولية المتعلقة بجمع المعطيات وتحليلها والقيام بدراسات أولية حول معطيات الموقع والدراسات الهندسية والسوسيو- اقتصادية والقانونية والعلاقات الخارجية إلى جانب إنجاز دراسات أولية بالحلول الممكنة كافة حول السد والنفق المحفور والنفق الموضوع على قعر البحر والنفق المغمور والجسر المعلق على دعامات ثابتة والجسر المعلق على دعامات عائمة، علاوة على القيام بدراسة مقارنة بين الحلول الممكنة· مضيفاً أنه تم ما بين 1994-2005 اختيار الصيغة الأساسية المناسبة للنفق الحديدي المحفور والقيام بأبحاث جيولوجية وإنجاز منشآت تجريبية على ضفتي المضيق لدراسات التكوينات الجيولوجية وإنجاز جولات بحرية للتنقيبات الجيولوجية بواسطة أسبار عميقة، مبرزاً أنه تمت دراسة الجانب التقني والبيئي والسوسيو- اقتصادي والقانوني والقيام بدراسة تقويمية شاملة خلال عامي2006 و·2007 وقال: ''إن تكلفة المرحلة الأولى من نفق جبل طارق تصل إلى ستة مليارات دولار''، منوهاً بأنه عند الانتهاء من هذه المرحلة سيتم تحديد الكلفة الإجمالية للمشروع ككل، لافتاً أن المغرب وإسبانيا ستقومان بتمويل هذه المرحلة· وام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©