السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تهنئة بانتهاء اليوم الدراسي

22 مايو 2007 00:39
بين ليلة وضحاها تطالعنا الصحف اليومية بمآس لا حصر لها حول الميدان التربوي، ومنذ ايام قلائل وبين تلاميذ احدى المدارس تطاولت ايدي التلاميذ بالسكاكين ولكن هذه المرة بعيدا عن اعناق معلميهم وكانت المذبحة والمعركة بين بعضهم البعض ووصل الى مسامعي ان احد الطلاب قتل وهو يصارع الموت في العناية المركزة وحمد المعلمون ربهم وصلوا ركعتي شكر لله تعالى ان هذه الحادثة كانت خارج اسوار المدرسة وإلا لتحولت ساحة المدرسة الى مذبح ومسلخ والقصابين فيها هم طلبة التربية والعلم· هذه الحوادث المؤلمة والأفعال المقززة والدخيلة على مدارسنا وعاداتنا وتقاليدنا ومجتمعاتنا أمن اسبابها الرئيسية بتر ايدي المعلم وضياع هيبته بين تلاميذه؟ أم عدم قدرة اولياء الأمور على السيطرة على تصرفات ابنائهم واخفاقهم في تربيتهم التربية الصحيحة؟ أم الحداثة والتقنيات العصرية والثقافات الغربية المستوردة وما تحمله من وباء على حياتنا عامة وفلذات اكبادنا خاصة؟ أم عدم بتر التربية للمشكلة من بدايتها بالبحث الدقيق عن أسبابها وسبل الخلاص منها والقضاء عليها دون تهاون أو شفقة حتى لا تتحول الحالات الفردية الى ظاهرة مدمرة وتتحول مدارسنا الى مذابح؟ وهناك من المعلمين - اصحاب الايادي المبتورة - من يطمئنون على بعضهم البعض بعد انتهاء الدوام المدرسي اليومي ويهنئون بعضهم البعض بالسلامة ويحمدون الله على انتهاء اليوم الدراسي دون شكوى أو لطمة أو جلطة· فللمدارس دور التربية قبل التعليم ولا نستطيع ان ننهض علميا مهما طورنا من مناهج أو أساليب للتعلم أو استخدمنا من وسائل تقنية أو اخترنا أكفأ المعلمين أو·· أو·· إلا اذا دققنا البحث فيما وراء هذه المشكلة التربوية الهامة من جانب التربويين وأولى العلم للوقوف على أسبابها ونتائجها السلبية وسبل علاجها وبترها من مدارسنا·· وعلى أولياء الأمور المزيد من اليقظة والمتابعة لفلذات أكبادهم وان يعطوهم جزءا من اوقاتهم في البيت والشارع والمدرسة وان يدركوا تماما انهم احد المحاور الرئيسية في نجاح العملية التربوية والتعليمية وان توفر لهم وزارة التربية والتعليم الفرصة والوقت المناسب لزيارة ابنائهم لمن يشتكون ضيق الوقت وتلزمهم بمتابعة ابنائهم بحيث تكون المتابعة المنزلية أحد الموازين التي يتم بناء عليها تقييم التلاميذ· محمود عبدالباقي - أم القيوين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©