الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غطاء الفتنة

21 ديسمبر 2014 22:59
حازت جريمة الريم نصيباً من استغراب المجتمع واستنكار أفراده ما لم تسبقها إليه جريمة، فدولتنا نظيفة مدللة في ذاتها، مدللة لمن وطئت قدماه ترابها، لم تدنس بالدماء البريئة يوماً، ولم يؤخذ على غرة فيها مواطن كان أو مقيما أو زائرا، فمنذ يوم الجمعة الأول وهي تتربع على عرش أعمدة الصحفيين ومقالاتهم وتحقيقاتهم وآرائهم المتفقة على بشاعة الجريمة والمختلفة على أدواتها لاسيما النقاب، حتى بات النقاب بمنطقة حرب كلامية لا مبرر لها في وجود شيوخ علم يلفظون كلمة الدين في أصل النقاب ليقطعوا دابر الخلاف عليه (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، ومع احترامنا لجميع الصحفيين الذين أدلوا بدلائهم في موضوع النقاب، وكذلك المغردين المنكرين لما قاله الصحفيون، فليس هؤلاء ولا أولئك أهل ذكر أو مؤهلين للقول الفصل فيه.أحد لم ينكر ثمة مشاعر رهبة باتت تنتاب المجتمع النسائي في الأماكن العامة ما أن تظهر المتنقبة، وإن سترت بذلك النقاب جمالها وما من الله عليها من ملامح بريئة لا تضمر غير الخير لرب العالمين وعباده، وما هو مضحك مبك أن المنقبة ذاتها تراقب غيرها من المنقبات حذراً وحيطة لئلا تكن إحداهن ممن بيتت شراً مستطيراً، رغم أن الحالة الفردية لجريمة الريم لا تمثل ظاهرة ولا يمكن تعميمها على المنقبات.أما من يرى في النقاب هدأة لجموح غيرته على نسائه لأسباب فحولية مجتمعية بعيدة عن الدين، فكم من منقبة تلفت النظر وتثير الفتن بإبراز عينيها المرسومتين وتضييق عباءتها المزينة الملونة أكثر من محجبة كشفت وجهها الطاهر من ملوثات التجميل وارتدت عباءتها الفضفاضة الخالية من الفتن ومما يشد الأبصار ويلفت الأنظار.وما يحرك سكون أفكارنا كبسطاء الناس وعامتهم، ما الذي يدعو بارتداء النقاب في عرس نسائي قبل دخول المعرس قاعة العرس؟ وما سبب ارتدائه في الحمامات النسائية التي تخلو من العناصر الذكورية؟ وهل للنقاب مبرر في بيت عزاء خصص مكانه للنساء وفي مجتمع تحترم فيه الأماكن النسائية ويجتنب رجاله الاقتراب منها؟ لا تشكيك فيمن فعلت إنما حتماً ستسهم من تزيله بين النساء في ردع من يختبئ وراءه لأغراض أجار الله بلادنا ومن عليها وكذلك بلاد المسلمين من عواقب تحقيقها. نورة علي نصيب البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©