الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قرى المهاجرين في برلين!

21 ديسمبر 2014 23:20
لا يشعر الدبلوماسيون والمحامون والمشاهير الذين يقطنون في أغلى شوارع مدينة هامبورج الأكثر ثراء في ألمانيا بالسعادة، بسبب جيرانهم الجدد. فاللاجئون الفارون من مناطق الحروب يسكنون في مبنى للمكاتب فارغ الآن يقع بقرب طريق «هارفست هودر ويج» في هامبورج. وقد رفع السكان المحليون دعوى لمقاضاة البلدية مخافة أن تفقد ممتلكاتهم قيمتها.وقالت «باربارا» (70 عاماً): «من أين سيبتاع هؤلاء الناس بقالتهم؟ إن أرخص سوبرماركت يقع على مسافة بعيدة». وأضافت: «الأفضل أن تستثمر الحكومة المال في إنشاء مبنى جديد بمكان آخر» لإيواء اللاجئين.يذكر أن أعداداً قياسية من اللاجئين تفد الآن إلى أوروبا، ما يؤرق صناع القرار بشأن سياسات الهجرة ويلقي على كواهل المسؤولين المحليين مهمات صعبة لتوفير المأوى للمهاجرين، والتعامل مع حالة الاستياء التي تسود السكان المحليين. ويتوجه معظم اللاجئين إلى ألمانيا والسويد، حيث يتم إنشاء مساكن في أي مكان فيه مساحة، مثل المدارس الخالية ومواقع المخيمات، أو مركب على نهر، أو حتى صناديق الألومنيوم التي تشبه حاويات الشحن. وفي فرنسا وإيطاليا، ينتهي الحال بكثيرين في عرض الشارع. وقد تقدم نحو 345000 شخص بطلبات للجوء السياسي في دول الاتحاد الأوروبي خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2014، بزيادة 23% عن العام السابق وهي النسبة الأكبر منذ عام 2001. وتضم ألمانيا والسويد وفرنسا نحو ثلاثة أرباع إجمالي عدد اللاجئين، فقد بلغ عدد طالبي اللجوء في ألمانيا 113000، أي أكثر من عدد اللاجئين القادمين إلى الولايات المتحدة. وقد أثارت موجة تصاعد عدد اللاجئين الخطاب الشعبوي لدى بعض السياسيين المتطرفين وحركات الاحتجاج اليمينية. وقد سقطت الحكومة السويدية هذا الشهر بسبب معارضة الديمقراطيين لأي تشريع يشجع على الهجرة. وانضم النازيون الجدد للمظاهرات التي تعج بها برلين مطالبة بخروج الأجانب من البلاد، ويشتبه في قيامهم بإحراق ثلاثة منازل للاجئين خارج مدينة نورمبرج خلال هذا الشهر أيضاً. وفي مدينة هامبورج، تعد الاحتجاجات أكثر هدوءاً عموماً، على رغم اندلاع نقاش مثير في المجلس المحلي للمدينة عند الإعلان عن خطة لتحويل مبنى المكاتب المذكور إلى منزل للاجئين في منتصف 2015، بحسب ما ذكر عمدة المدينة «تورسين سيفيك». وقال «سيفيك»: «بالطبع هناك هوة اجتماعية بين أصحاب الملايين واللاجئين، ولكننا لا نتحدث هنا عن المستفيدين من الضمان الاجتماعي، فهناك رجال أعمال من كابول ومحامون من سوريا». وفي ظل قلة المعروض من المساكن، يقول المسؤولون إنهم يبذلون أقصى جهدهم، فقد أنفقت برلين 130 مليون يورو لإيواء اللاجئين في 2014، بعد أن وضعت موازنة تقدر بـ40 مليون يورو. وسيتم إنفاق 43 مليون يورو أيضاً على إنشاء «قرى لاستيعاب اللاجئين» في ست مناطق حول المدينة. وتتوقع دائرة الهجرة السويدية أن تنفق 1,5 مليار كرون (197 مليون دولار) لإيواء اللاجئين هذا العام، أي نحو ثلاثة أضعاف ما أنفقته في عام 2013. وفي ستوكهولم، يتم تأجير الغرف الفندقية التي تكلف نحو 350 كرون يومياً للشخص الواحد، شاملة الغذاء. وقد قال لنا محمد، 29، الذي فر من سوريا منذ عامين ويقيم في ألمانيا منذ شهرين: «في بلغاريا، يضعوننا في خيام وسط الغابات خلال فصل الشتاء». وهو الآن يتقاسم غرفة مساحتها 13 متراً مربعاً مع اثنين آخرين من السوريين في قرية للإيواء تقع على مشارف العاصمة برلين. ويقول: «هذه تعد قصراً مقارنة بالمناطق الأخرى التي أقمت فيها». ويعيش مئات اللاجئين في مثل هذه المباني في العاصمة الألمانية، وفي صناديق من الألومنيوم المموج مكدسة بعضها فوق بعض ومزودة بألواح من الجص ونوافذ ومطابخ ودور للحضانة. وتضم المباني في القرى الجديدة نحو 15 متراً مربعاً من المساحة المخصصة للإقامة.وفي 2010، تقرر هدم المخيم الذي يقيم فيه محمد، بسبب تداعي المبنى، حيث أصبحت المطابخ ودورات المياه بالية ولا تصلح للاستخدام.ويقول «كاي ويندل»، وهو من المدافعين عن اللاجئين بمؤسسة «بوتسدام» بألمانيا، إن هذه الظروف تضيف معاناة أخرى إلى محنة الضحايا المصابين جراء الحرب. ويوضح أن تعلم اللغة المحلية وإيجاد عمل وتكوين صداقات يصبح صعباً بشكل خاص في هذه الأحياء المهجورة التي تفتقر إلى وسائل المواصلات الكافية. داليا فهمي ونيكولاس ماجنوسون ونيكولاس بروتليخت - هامبورج ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©