السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ندوة حوارية تفتح دفاتر الذاكرة الفنية

ندوة حوارية تفتح دفاتر الذاكرة الفنية
22 ديسمبر 2014 00:11
عصام أبو القاسم استعادت جلسة حوارية نظمت مساء أمس الأول بالمباني الفنية لمؤسسة الشارقة للفنون تجارب رائدة ومواقع وأساليب ونظرات كما طرحت أسئلة حول المسارات والمحطات التأسيسية لحركة الفنون في الإمارات، وشهدت الحوارية أيضاً ملاحظات نقدية حول غياب المجلة أو الدورية التي يمكن أن ترفد الأبعاد النظرية للممارسة الفنية المحلية كما جرى الحديث عن اقتصار حركة الأرشفة والتوثيق على الجهود الفردية. وضمت الجلسة: محمد أحمد إبراهيم، ومحمد كاظم، وعبد الرحيم شريف، وحسن شريف. وقد أدار الحوارية المنعقدة في إطار البرنامج التمهيدي الداعم للدورة الثانية عشرة من بينالي الشارقة، الناقد الثقافي والمؤرخ السوداني يوسف عيدابي، وقد عمد في تقديمه إلى إبراز مساهمة الفنانين الأربعة في مشهد البدايات، كما تطرق إلى علاقة التجارب الفنية الإماراتية الأولى بالمؤسسة الرسميّة وبحركة المجتمع، المنفتح والمتطور. وأسهب في تمييز الخصائص الأسلوبية والشواغل الفكرية التي ارتبطت ببعض التجارب في ثمانينات القرن الماضي، واستذكر طائفة واسعة من الأسماء الثقافية والتشكيلية التي كان لها دورها المهم في النهوض بالتجربة الفنية في الدولة وفي مقدمتها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. كما لفت عيدابي إلى النقلة العصرية التي أحدثتها الفنانة الشيخة حور القاسمي في بينالي الشارقة، باعتبار البينالي جزءاً أساسياً في تاريخ الفن الإماراتي المعاصر، كما تكلم عيدابي عن عطاءات عبد القادر الريس وأحمد الأنصاري وسواهما، مبيناً أدوارهم في دفع وتطوير التجربة الفنية الإماراتية، لافتاً إلى أن المتكلمين في الندوة ـ إضافة إلى عبد الله السعدي ـ بنوا المشهد التشكيلي الجديد في الدولة وعززوا بمبادراتهم الشخصية وبتفاعلهم مع مؤسسات الثقافة والتعليم والأندية الاجتماعية، خلال عقود عدة، مكانة الفن والفنان في المجتمع، مشيراً إلى أنهم كانوا شكلوا جماعة فنية عرفتها الساحة الفنية الإماراتية في وقت سابق تحت اسم «مجموعة الخمسة» وقد تميزت تجاربهم بالاستمرارية والتطور على مدى الوقت، كما نوّه إلى تيارات أخرى في الشارقة وأبوظبي ودبي كان لها إسهامها التأسيسي أيضاً. مرسم المريجة من جانبه، تحدّث الفنان الرائد حسن شريف عن «مرسم مريجة» الذي أقامته مجموعة من الفنانين والشعراء الإماراتيين 1984، وذكر في هذا السياق مجموعة من المبدعين الإماراتيين الذين تشاركوا همّ تدعيم تلك التجربة ومنهم: أحمد راشد ثاني «1962ـ 2012» ونجوم غانم وعبد الرحيم سالم وخالد بدر، وقال: أردنا تخليص الفن من النزعة البصرية التي طغت حينها وتطعيمه بالشعر والقصة، وكنا نكتب ونترجم ونحاول تأكيد وإظهار هذا المنحى في أعمالنا وأقمنا معرضين في تلك الفترة وكنا ننفتح على مجالات وفضاءات جديدة لعرض أعمالنا مثل الأسواق و»السكيك». إن مرسم المريجة له علاقة قوية بتطور الفن في الإمارات». وتطرق الفنان محمد كاظم إلى التأثيرات النوعية التي أحدثها الجيل الأول للفنانين التشكيليين الإماراتيين بخاصة أولئك الذين ابتعثوا للدراسة في بغداد والقاهرة، وقال إن ذلك الجيل انخرطوا بعد عودتهم في الإشراف على الورش التدريبية وفي نشر وإشاعة ثقافة إنتاج وتلقي الفنون في كافة إمارات الدولة، كما تكلم كاظم عن دور المراسم التدريبية التي كانت تقيمها جمعية الإمارات للفنون التشكيلية التي تأسست 1980، وأنهى كاظم مداخلته مبيناً الدور التعليمي الذي أسهم به الفنان حسن شريف في تلك الفترة. اما الفنان عبد الرحيم شريف فتركزت مداخلته على ما لاحظه من نقص في العناية بحفظ أعمال الفنانين الإماراتيين الأوائل وذكر في هذا الاتجاه بعض المبادرات الشخصية التي بذلت من طرف فنانين على وجه الخصوص، وتطرق إلى تجربته الخاصة في إنتاج الأفلام التوثيقية الخاصة بحركة الفنون التي تهدف إلى استعادة بعض التجارب الرائدة واتاحتها للمهتمين للحوار والتأريخ والاحتفاء. وتطرق الفنان محمد أحمد إبراهيم الذي أسهم بشكل كبير في النشاط الفني في مدينة خورفكان إلى التنوّع الذي عرفته التجارب الفنية الإماراتية المعاصرة، مشدداً على دور المؤسسات في رعاية ودعم وحض الفنانين على الابتكار والتجديد وهو تكلم عن دور بينالي الشارقة والجاليرهات والجماعات والمناسبات الفنية الأخرى التي تنظم في بقية الإمارات وقال إنها مجتمعة تمخضت عن تلك الجهود الفنية الأولى كما أسهمت في تطوير وترسيخ الممارسات الفنية الراهنة. تنظيروتداخل في الحوار الفنان هشام المظلوم ـ رئيس مجمع الشارقة للفنون والآداب ـ ونوّه في مداخلته إلى المساهمات النظرية التي رافقت تجارب البدايات وبخاصة عبر الملحق الثقافي لجريدة الخليج الذي كان يشرف عليه الدكتور عيدابي، كما ذّكر المظلوم بعشرات المطبوعات والمنشورات التي أصدرتها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة وقال إنها تمثل ذاكرة قرائية نوعية لحركة التشكيل في الدولة والعالم. يشار إلى أن بينالي الشارقة 12 ينطلق في الخامس من مارس المقبل تحت شعار «الماضي، الحاضر، الممكن»، وتنجز الدورة الجديدة من تقييم أُنجي جو.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©