الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نهيان بن مبارك: الإمارات تمتلك تجربة فريدة في التعايش والتسامح بين البشر

نهيان بن مبارك: الإمارات تمتلك تجربة فريدة في التعايش والتسامح بين البشر
28 مارس 2009 03:05
افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد، مساء أمس الأول المؤتمر العلمي الأول من نوعه على مستوى المنطقة، الذي نظمته جامعة زايد في فرعها بأبوظبي بالتعاون مع جامعة جنوب كارولينا بالولايات المتحدة الأميركية، و3 جامعات أندونيسية، بعنوان ''كلمة سواء: النظرية والتطبيق''· وحضر المؤتمر فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية، والدكتورعبدالله فدعق المفكر الإسلامي، والداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري، والشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان، والدكتور عبدالعزيز الحر مدير مركز التدريب والبحوث الإعلامية بقناة الجزيرة، والأسقف بول هيندر أسقف الكنيسة الكاثوليكية في الجزيرة العربية، والقسيس الإنجليكاني كليف ونديبانك بكنيسة القديس أندرو في أبوظبي، والسفير المصري محمد سعد عبيد، والدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد، والدكتور عبدالله الخنبشي مدير جامعة الإمارات، والدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، والدكتور فاروق حمادة المستشار بديوان سمو ولي عهد أبوظبي، والإعلاميان جورج قرداحي وتحسين الخياط· وأشار معالي الشيخ نهيان بن مبارك، في كلمته التي ألقاها خلال افتتاح المؤتمر عبر تقنية ''الفيديو كونفراس'' بالأقمار الاصطناعية بين الإمارات وأميركا وأندونيسيا، إلى أن دولة الإمارات تمتلك تجربة فريدة في التعايش بين البشر، من دون النظر إلى جنس أو عقيدة أو لون أو لغة، حيث تضم الدولة على أرضها جاليات تنتمي إلى أكثر من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم، ويعمل هؤلاء في مناخ من التسامح والوئام، مترجمين بذلك القيم الأصيلة لمجتمع الإمارات· وأكد معاليه إن قيم ومبادئ الشورى والديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون وتحمّل المسؤوليات للفرد والجماعة، لها جذور عميقة وراسخة في التراث العربي والإسلامي وسياقه الحضاري والمجتمعي، مشيرا إلى ضرورة الابتعاد عن استخدام العوامل الثقافية والدينية لتفسير ''الفجوة القائمة بين الإسلام والغرب''، وأن ''نركز بدلاً من ذلك على أسبابها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية''· ولفت إلى أنه ''من الملائم تماماً لجامعة زايد ولدولة الإمارات أن تساهم في رعاية هذا المؤتمر الهام الذي ضم إسهامات مهمة ومتطورة لنخبة مرموقة من الباحثين والمفكرين ورجال الدين، في إطارٍ إيجابي متّزن للحوار والتعايش بين أهل الأديان''، موضحاً أن سيرة وإنجازات مؤسس دولة الإمارات المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه''، جاءت في كافة جوانبها تأكيداً مستمراً لاعتقاد راسخ بوجود ''كلمة سواء بيننا وبينكم''· وأوضح معاليه أنه ''علينا أن نركز على تعريف قادة المجتمع في الشرق والغرب بهذه الأفكار ونفتح الطريق لتعليمٍ فعال نوضح من خلاله للغرب طبيعة الإسلام السمحة، وإسهاماته الكبرى في مسيرة البشرية وكيف أنه لا يمثل تهديداً لا لمجتمعاته، ولا للحضارة الغربية ولا لأي حضارات أخرى''· وأكد أن التعليم هو الوسيلة المثلى للتخلص من الفجوة القائمة بين الشرق والغرب، فالتعليم وسيلة فعالة لتحقيق الصفاء والتفاهم والتقدم والاستقرار، وللتعليم دور مهم في تعريف المجتمعات الغربية، بما يتسم به العالم الإسلامي من ثراء في القيم والمبادئ والتاريخ بينما للتعليم في الوقت نفسه دور مهم أيضاً، في تعريف المجتمعات الإسلامية، بما في الغرب من أفكارٍ وموجهات· ولفت معاليه إلى أنه ''علينا ونحن نبحث عن المعرفة أن نبحث أيضاً عن العدالة والتسامح والتفاهم والسلام، وعلينا أن نُعيد النظر في الأفكار والاتجاهات السائدة، حول الظروف القائمة في العالم وأن نعمل على تحقيق التنمية الشاملة في مجتمعاتنا بما في ذلك القضاء على الفقر، وإتاحة الفرص الاقتصادية أمام الجميع، وأن ندرك أن التطرف لدى البعض ليس مقصوراً على منطقة دون أخرى''، مؤكداً ''أننا في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي جامعة زايد، ندرك تماماً وجود فجوة بين الشرق والغرب، ولكننا في الوقت نفسه على قناعة كاملة بإمكانية وجود حلول ناجحة وناجعة لمواجهتها ووضع نهاية لها''· ولفت معاليه إلى ما أشار إليه العالم إسحق نيوتن من أن ''الإنسان يقوم ببناء العديد من الأسوار، دون اهتمام ببناء جسورٍ كافيةٍ لعبورها''، مؤكداً أن لهذا القول مصداقيته، ولكن له خطره في الوقت ذاته، لذلك فإن ''هدفنا في هذا المؤتمر أن نكون نحن بناة جسور: نسعى بصدق وجدية إلى إيجاد وسائل تعمّق روح الأمل والتفاؤل في علاقات شابها الشك وعدم الثقة ولمدة طويلة· إننا نأمل سوياً أن نخرج من هذا المؤتمر بآراء وأفكار بنّاءة تسهم في اقتراح سُبل ناجحة وحلول فعالة لهذه المشكلات التي استعصت على الحل وبدت صعبة ومعقدة لأزمان طويلة''· وأضاف ''يقال إن عوامل الثقافة والدين هي المسؤولة عن الأوضاع الحالية للمجتمعات الإسلامية، وأن القضايا التي تشمل انتشار الفقر وانخفاض النمو الاقتصادي ومكانة المرأة، ووجود العنف والصراعات، ونظم الإدارة غير الفعالة، والعِداء للغرب ـ كل هذه القضايا، يزعمون أنه يمكن تفسيرها كنتيجة للعوامل الثقافية والدينية، حيث يُنظر إلى الإسلام في بعض دوائر الغرب على أنه لا يتفق مع متطلبات الحداثة، كما يُنظر إلى المسلمين أنفسهم باعتبارهم غير مساهمين في نهضة العصر''، موضحاً ''أؤكد أن هذه النظرة الغربية خاطئة تماماً، لأنها تهمل العوامل الاقتصادية والاجتماعية بل والتاريخية التي هي أساس المشكلات التي نواجهها الآن''· من جانبه، أكد فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية في كلمته التي ألقاها في المؤتمر، أن الدعوة للحوار بين الأديان لم تكن تجد لها مكاناً بين الأمم في الماضي، لافتاً إلى أن ''الحوار بات ضرورة عقلية ومصلحية للجميع لإيقاف انزلاق البشرية نحو التوحش، خاصة أننا أصبحنا نعيش في جوار مستمر وفي عالم رفعت فيه الحدود عن طريق الاتصالات والمواصلات والتقنيات الحديثة''· وأوضح فضيلة المفتي أن ''الحوار فيه نوع من أنواع الاستكشاف، فيه نوع من أنواع طلب البيان، وهذا أساس مهم من أسس الحوار''، مضيفاً ''لا أظنني مبالغاً في القول بأن مبادرة ''كلمة سواء'' أصبحت المبادرة الأبرز عالمياً في الحوار بين المسلمين والمسيحيين على وجه الخصوص''· ولفت إلى إن الباعث ''الذي يحركنا بكل أمانة هو السلام، إننا نرمي إلى نشر السلام والوئام بين المسيحيين والمسلمين في العالم كله، ليس من خلال الحكومات والمعاهدات، ولكن عبر الصعيد الأكثر قبولاً وشعبية، من خلال القيادات الشعبية الأكثر نفوذًا وتأثيرًا وأعني بهم رجال الدين''· وخاطب فضيلته المشاركين في المؤتمر، قائلاً إنه ''ليس المقصود من كلمة سواء - كما فهم البعض فهماً خاطئاً - خداع المسيحيين أو فرض العقيدة الإسلامية عليهم ولا حتى إدخالهم في دين الإسلام، ولم يُقْصد بكلمة سواء التدني بمستوى أدياننا إلى الوحدة المصطنعة بناء على الوصيتين، وإنما كانت محاولة لإيجاد أرضية مشتركة جوهرية موجودة، وراسخة الجذور في التراث الإبراهيمي المشترك''· ولفت إلى أن ''كلمة سواء'' لا تعني استعداد المسلمين للانحراف أو الحيد قيد أنملة عن معتقداتهم في سبيل إقامة علاقات مع المسيحيين، ولا أعتقد العكــس كـــذلك، و''لنعلنها واضحة: كلمة سواء مبادرة عن السلام لا عن الاستسلام''· وأوضح فضيلته أن ''ما نتحدث عنه هنا يقودنا إلى العناوين المقصودة في هذا السياق على سبيل المثال لا الحصر: تعاون القيادات الدينية في مجال رعاية البيئة، وهذا الباب مفتوح للتعاون الإسلامي - المسيحي أيضاً؛ نظراً لاهتمام الكنيستين الشرقية والغربية بهذا الأمر، وتعاون القيادات الدينية في مجال مكافحة المخدرات وانحراف الشباب، وفي مجال أخلاقيات الإعلام وحماية الشباب من حملات الفساد والانحلال، وهي مشكلات مشتركة تعاني منها المجتمعات البشرية، وتعاون القيادات الدينية في التوعية الصحية ومكافحة الآفات السارية والإفادة من القواعد والضوابط الدينية الإسلامية والمسيحية التي تحـــرم الزنـــا وكل أنواع الانحراف''· من جهته، أكد القس وليام جريج مساعد راعي أبرشية ديوسيس بكارولينا الشمالية أن مبادرة ''كلمة سواء'' تهدف إلى ''مساعدتنا على فهم اختلافاتنا بشكل بناء، كما تقدم لنا المبادرة عددا من الفرص تسمح لنا بالعمل المشترك وكيفية تفهم ديانتينا بطريقة تتسم بالشفافية، حيث إن ''كلمة سواء'' تتيح لنا الفرصة للتعلم من بعضنا البعض بدقـــة لننطلــق من العلم المادي إلى العالم غير المادي''· كما تناول المؤتمر الأسس النظرية والتطبيقات العملية لمفاهيم ''حب الله'' و''حب الجار'' وانعكاسات ذلك على العلاقات بين الدول والمجتمعات في كل ما يتعلق بالتحديات الدولية مثل التنمية والبيئة وحقوق الإنسان، الأمر الذي تجاوز الأطر التقليدية لدراسة الدين والأخلاق إلى تناول التحديات المشتركة التي تواجه الإنسانية في بداية القرن الحادي و العشرين· وشمل المؤتمر 6 جلسات نقاش مفتوحـــة حـــول قضــايـــا البيئة والمتغيرات المناخية، وحقوق الإنسان والأخلاق، والتنمية، والعقائد، والممارسات الصوفية أو الإشراقية، والرؤى الغيبية· وتناولت جلسة النقاش حول قضية البيئة والمتغيرات المناخية، والتي شارك فيها عبر الأقمار الاصطناعية (بتقنية ًّvideo conference)) دوجلاس ماكلين من قسم الفلسفة بجامعة كارولينا الشمالية، ووليد الأنصاري من قسم دراسات الأديان بجامعة كارولينا الجنوبية وسينامون كارلين من كلية الحقوق بجامعة كارولينا الجنوبية، قيم وأخلاقيات التعامل مع البيئة الطبيعية في سياق عالم حديث متعثر في مشكلات التغيرات المناخية العالمية، وطرحت الجلسة مجموعة من التساؤلات حول التنمية في ظل العولمة المتزايدة حالياً، وتطرقت الجلسة إلى وجود حاجة ملحة لتطور اقتصادي جديد يتعامل مع الطبيعة بشكل أخلاقي· اجتماع وزراء التعليم العالي بدول التعاون الاثنين المقبل في دبي السيد سلامة دبي - يعقد وزراء التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية برئاسة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي اجتماعهم الرابع عشر بعد غد الاثنين في دبي، بينما ينعقد غدا الاجتماع التمهيدي بحضور وكلاء وزراء التعليم العالي والبحث العلمي في دول ''التعاون''· و تبدأ غداً فعاليات الاجتماع الرابع عشر للجـنة وكلاء وزراء التعليم العالي والبحث العلمي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث يناقش الاجتماع عدداً من الموضوعات التي تهم مسيرة التعليم العالي في دول المجلس وفي مقدمتها دراسة الآليات الخاصة بزيادة المخصصات المالية لقطاع التعليم العالي بما يمكنه من مجابهة التحديات التقنية والعلمية التي تعترض سبيله· وأشار الدكتور سعيد حمد الحساني مدير عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى أهمية هذا الاجتماع الذي يمثل حجر الزاوية في مسيرة تطوير قطاع التعليم العالي بدول المجلس، حيث يعقد هذا الاجتماع بصورة دورية سنوياً في إحدى دول المجلس ويتم من خلاله استعراض المستجدات على صعيد قطاع التعليم العالـي، مشيراً إلى أن جدول أعمال اجتماع لجنة وكلاء الوزارات الذي سيعقد غداً في مدينة دبي سيناقش جـدولاً مفصلاً لعدد من الموضوعات المرتبطة بالقضايا التعليمية والأكاديمية وفي مقدمتها استحداث لجنة للمسؤولين عــن التعليم العالي الأهلي والتعليم العالي الأجنبي فــــي وزارات التعليم العالي بدول المجلس· كما سيناقش المجتمعون مذكرة الأمانة العامة لدول المجلس بشـأن طلب وزراء الصحة بدول المجلس تعديل دراسة البرامج الطبية، وكذلك تشجيع التواصل التعليمى بين المؤسسات الأكاديمية ومراكز البحث العلمي في دول المجلس، وتبادل الزيارات الطلابية وأعضاء هيئة التدريس، وإنجاز مشاريع بحثية مشتركة لمعالجة عـدد من القضايا والمشكلات التي تهم عملية التنمية في دول المجلس· وفي هذا الإطار، لفت الحساني إلى أن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان سيترأس اجتماع لجنة وزراء التعليم العالي بدول المجلس بعد غد الاثنين، حيث يناقش معالي وزراء التعليم العالي والبحث العلمي بدول المجلس عدداً من القضايا الأكاديمية، وفي مقدمتها التحديات العلمية والتقنية والمالية التي تواجه مؤسسات التعليم العالي بدول المجلس خلال الفترة الراهنة، والاعتماد الأكاديمي العالمي بالبرامج الدراسية المطروحة بدول المجلس· وأوضح الحساني أن الاجتماع سيناقش أيضاً التجارب والمشاريع الأكاديمية الجديدة التي تم تطبيقها خلال الفترة الحالية في جامعات ومراكــــز البحوث لدول المجلس مع مناقشة آليات الإفادة منها بصورة تخدم الانطلاق بالتعليم تقارن القرن الواحد والعشرين ، وفى مقدمتها الدراسة التي تجريها جامعة زايد لاستقطاب طلاب وطالبات من المقيمين في الدولة وكذلك من أبناء دول مجلس التعاون· وأكد الحساني أن لجنة وكلاء الوزارات ستطلع على مشروع جامعة زايد الخاص بفتح أبواب القبول لهؤلاء الطلبة وفقا لمعايير علمية دقيقة وبما يضمن لهم نوعية متميزة من التعليم العالي الذي تشتهر به الجامعة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©