السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«السلطة»: أفكار كيري تقود إلى فشل عملية السلام

«السلطة»: أفكار كيري تقود إلى فشل عملية السلام
10 ديسمبر 2013 01:20
رام الله (وكالات) - أعلن ياسر عبد ربه مساعد الرئيس محمود عباس أن أفكار وزير الخارجية الأميركي كيري حول أمن إسرائيل ستؤدي إلى الفشل الكامل لمفاوضات السلام، فيما وردت أنباء عن نية إسرائيل تأجيل الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى، وأن كيري أبلغ الجانب الفلسطيني بذلك، كنوع من الضغط على عباس لقبول التواجد الأمني الإسرائيلي في غور الأردن، وعلقت الرئاسة الفلسطينية على هذا بأنه لن يكون هناك اتفاق سلام دون الأسرى. وقال ياسر عبد ربه لإذاعة صوت فلسطين إن “هناك أزمة حقيقية مع الجانب الأميركي فيما يتعلق بالمفاوضات الجارية مع إسرائيل”. وأوضح أن “هذه الأزمة سببها أن كيري يريد إرضاء إسرائيل بإقرار الاستيطان في القدس والضفة الغربية، ويقر “مطامعها التوسعية في الأغوار بحجة الأمن”. وأكد أن أفكار الأمنية حول غور الأردن التي تقدم بها خلال لقائه الأخير مع الرئيس الفلسطيني ستقود “جهود وزير الخرجية الأميركي إلى الفشل الكامل لأنه يتعامل مع قضايانا بدرجة عالية من الاستهانة”. وأضاف أن هذا “ثمن إسكات الإسرائيليين عن صفقة أميركا مع إيران، ولإظهار أن هناك نجاحا وهميا في المسار الفلسطيني الإسرائيلي، على حسابنا بالكامل”. ورفض عبد ربه أن يكون هدف التواجد الإسرائيلي في الأغوار لحفظ الأمن قائلاً إن هذه “أفكار واهية يدحضها حقيقة أن العديد من المصادر بما فيها الإسرائيلية أكدت أن حجة الأمن مجرد ذريعة لاقتطاع أجزاء واسعة من الضفة الغربية”. وأضاف “الحديث يدور عما يسمى اتفاق إطاري، وهو في حقيقة الأمر اتفاق غامض للغاية وعام للغاية، يتناول الحقوق الفلسطينية بشكل عام ومفتوح وغير محدد، وتحت عناوين ذات طابع إنشائي أكثر منها سياسي”. وتابع أنه “بالتالي سيؤدي أي اتفاق مرحلي إلى التفاوض لاحقاً بشأن هذه الحقوق وليس تلبيتها، بينما المطالب الإسرائيلية يتم التعامل معها بشكل محدد للالتزام بها وتطبيقها فوراً”. واستأنف المسؤولون الإسرائيليون والفلسطينيون محادثات السلام بوساطة أميركية في 29 يوليو بعد توقف استمر نحو 3 سنوات. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما في منتدى بمعهد بروكنجز في واشنطن أمس الأول “أعتقد أنه من الممكن خلال الأشهر المقبلة التوصل لإطار عمل لا يعالج كل التفاصيل، ولكن يجعلنا نصل لنقطة يدرك فيها الجميع أن التحرك للأمام أفضل من الرجوع للخلف”. وأوضح أنه إذا “تم التوصل لاتفاق إطاري العام المقبل فإنه سيظل هناك الكثير من العمل ينبغي القيام به”. وترك أوباما الباب مفتوحا أمام استبعاد قطاع غزة الذي تحكمه حركة “حماس” من عملية السلام. وقال “إذا كان هناك نموذج في الضفة الغربية يمكن للشبان الفلسطينيين التطلع إليه ويرون أن بوسعهم العيش فيها بكرامة، فقد يصبح ذلك ما يريده الشبان في غزة أيضاً”. وتساءل عبد ربه “من قال إننا نريد اتفاقا إطاريا يحدد مبادئ للحل والتسوية مرة أخرى خارج إطار الشرعية الدولية وخارج إطار القوانين والقرارات الدولية؟”. وقال إن الحديث عن حلول انتقالية “يناقض كلياً ما وعد به وزير الخارجية الأميركي في بداية العملية، خاصة فيما يتصل بالابتعاد عن أي حلول انتقالية أو جزئية والتركيز على حل نهائي وشامل متوازن وقابل للتنفيذ لكل قضايا الوضع النهائي”. وأضاف “وفي المقدمة القدس واللاجئون والاستيطان وضمان حدود الدولة الفلسطينية على أساس خط الرابع من يونيو 67 بعاصمتها القدس”. وتابع أن “هذا هو جوهر الخلاف والتناقض الدائر الآن الذي كان يراد إخفاؤه عن الرأي العام بوسائل عديدة من بينها الحديث عن سرية المفاوضات، والسرية هي التي تكفل تمرير أفكار واقتراحات من هذا النوع”. ويرى عبد ربه أن “الرأي العام هو الضمانة عندنا وفي كل مكان وعلى المستوى العالم العربي والدولي لحماية هذه الحقوق من أي تعامل سلبي معها على الطريقة التي جرت في الأيام السابقة”. ودعا عبد ربه الولايات المتحدة إلى إرضاء إسرائيل على حساب مصالح أميركا وليس مصالح الشعب الفلسطيني. على الصعيد نفسه، قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أمس نقلاً عن مسؤولين فلسطينيين، إن مكتب كيري أبلغ المفاوضين الفلسطينيين أنه سيتم تأجيل إطلاق سراح الدفعة الثالثة من الأسرى في السجون الإسرائيلية لشهر واحد في إطار مفاوضات السلام الجارية. وقالت الصحيفة إنه لم يكشف عن سبب التأخير لكن يعتقد أنه نوع من الضغط على الرئيس الفلسطيني لقبول المقترحات الأميركية حول الأمن في غور الأردن كجزء من أي اتفاق سلام مع إسرائيل. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” عن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة قوله “لن نقبل تأجيل إطلاق سراح الأسرى، ولن يكون هناك أي اتفاق بدون الأسرى والقدس وكافة قضايا الحل النهائي”. كما رفض كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أي تأجيل لإطلاق سراح الأسرى من واشنطن قائلاً “نرفض رفضاً مطلقا أي تأجيل لإطلاق سراح الدفعة الثالثة من الأسرى التي يجب أن تتم في الـ29 من الشهر الجاري”. من جانبه، أكد وزير الأسرى والمحررين لدى السلطة الفلسطينية عيسى قراقع أمس أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض محاولات سابقة لتأجيل إطلاق سراح الأسرى، مشدداً على أن السلطة الفلسطينية متمسكة بضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه. وهدد قراقع بأنه إذا لم تلتزم إسرائيل أو تنصلت من الاتفاق فإن ذلك سينعكس على استمرار المفاوضات وربما تتوقف إذا أوقفت الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©