شهد صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان صباح أمس افتتاح مؤتمر “الحماية القانونية لحقوق الملكية الفكرية” الذي نظمته الجمعية العلمية لكليات الحقوق العربية بجامعة عجمان ويستمر لمدة يومين.
حضر الجلسة الافتتاحية الشيخ أحمد بن حميد النعيمي ممثل حاكم إمارة عجمان للشؤون المالية والإدارية رئيس دائرة التنمية الإقتصادية رئيس سلطة منطقة عجمان الحرة، والشيخ عبدالعزيز بن حميد النعيمي رئيس دائرة الثقافة والإعلام في عجمان، والدكتور سعيد سلمان رئيس شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا و24 عميدا لكليات الحقوق بمختلف الجامعات العربية. وتساءل الدكتور سعيد سلمان رئيس شبكة جامعة عجمان في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر لماذا حقوق الملكية الفكرية؟.
وأجاب بقوله: “ من ضرورات براءات الاختراع -كما تعلمون- سيادة الدستور والقوانين نصًّا وروحاً، وعندما أقول “روحاً” أستحضر العدالة والإنصاف والتجرد وعدم تولية المفضول على الفاضل بحق من يُنسب له الإبداع ومن تُسجل بحقه ملكية الفكر وفكر الملكية في الابتكار والإبداع “ .
وأضاف: “ من دواعي سرورنا بهذه المناسبة أن نعلن إطلاق مبادرة شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا في تأسيس كل من: مركز دراسات الملكية الفكرية ومركز جامعة عجمان الدولي للتحكيم والاستشارات”.
من جهته قال الدكتور محمود كبيش عميد كلية الحقوق جامعة القاهرة والأمين العام للجمعية العلمية لكليات الحقوق العربية وأمين عام المؤتمر إن المؤتمر يتناول موضوعا هاما من الموضوعات المطروحة على الساحة المحلية والدولية وهو موضوع الملكية الفكرية عموما وما يتصل بالتقدم التقني الحاصل في العالم كله الآن وهذا التقدم التقني اذا تركناه نهبا للقرصنة فانه لن تبقى حقوق لأصحاب براءات الاختراع والعلامات التجارية مما سيعيق حصول أصحاب الحقوق المشروعة على حقوقهم.
وأضاف أن أهمية هذا المؤتمر تعود إلى أنه يناقش سبل الحماية القانونية لحقوق الملكية الفكرية، ولا يناقش فقط المسائل القانونية البحتة، فهو يناقش بالتعاون مع مركز التحكيم في الشارقة المسائل الفنية وكيفية الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية حتى يستطيع القانونيون مواجهتها بسن تشريعات تحد منها.
وقال الدكتور الشهابي إبراهيم الشهابي عميد كلية الحقوق بجامعة عجمان ومقرر المؤتمر في كلمته: لم تعد الملكية الفكرية تقتصر على مجال دون آخر أو موضوع دون غيره، بل صارت هي المحرك الأهم لكل تقدم وازدهار في أي مجتمع، وفي جميع المجالات: الصناعة والتجارة والأدب والفنون وعلوم الطب والزراعة والبيولوجيا والهندسة والهندسة الوراثية والصناعات الدوائية وغيرها، فلم يعد مجال يتحقق فيه تقدم أو ازدهار إلاّ ومن ورائه قوانين الملكية الفكرية تحمي إبداعات وابتكارات مبدعيه من التعدي والقرصنة.
ولعل مؤتمر الخلايا الجذعية الذي قامت شبكة الجامعة بتنظيمه الأسبوع الماضي ، وما أثاره من تساؤلات حول حماية الملكية الفكرية لابتكارات الخلايا الجذعية، وكيف نحقق الموازنة بين تلك الحماية ومصلحة المجتمع في الاستفادة من تقنيات العلاج الحديثة، لهو أقرب دليل على ذلك.
وأشار إلى أن الأرقام مفزعة نتيجة الجهل بأهمية الملكية الفكرية، فعشرات الآلاف من الابتكارات لا يعلم أصحابها بأنها تدخل في نطاق الحماية وبالتالي لم تسجل لها براءات اختراع، ويلجأ المحترفون الآن بل المنحرفون حقيقة إلى أخذ تلك الإبداعات وتسجيلها ثم العودة على مبتكريها ومستخدميها دون حمايتها لمطالبتهم بالتعويضات لأنهم تعدوا على حقوق الملكية الفكرية المسجلة لهؤلاء.
وأوضح أن حماية الملكية الفكرية لو لم تكن مطلبا اقتصاديا فهي بلا شك مطلب شرعي، وقد جاء في قرارات المجمع الفقهي الإسلامي في دورتيه التاسعة والخامسة، وفي فتوى هيئة كبار العلماء السعودية، ما يؤكد أن : الاسم التجاري، والعنوان التجاري، والعلامة التجارية، والتأليف والاختراع أو الابتكار هي حقوق خاصَّةٌ لأصحابها، أصبح لها في العرف المعاصر قيمة مالية معتبرة ، وهذه الحقوق يعتدُّ بها شرعاً، فلا يجوز الاعتداء عليها، سواءً كان صاحبها مسلماً أو غير مسلم “.
عدد اليوم
