السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فن الاستمتاع» كيف تكون ناجحاً وسعيداً وقوياً ؟

«فن الاستمتاع» كيف تكون ناجحاً وسعيداً وقوياً ؟
27 فبراير 2010 20:21
أنجز الدكتور توفيق أحمد القصير بحثاً معمقاً عن السعادة، استغرق فيه 8 سنوات من البحث والتأمل، فألف كتاباً تحت عنوان «فن الاستمتاع: كيف تكون سعيداً وناجحاً وقوياً؟ يقول على المرء أن يكون سعيداً في كل يوم، فلربما ليس هناك غد، وأن لا يشكو من الماضي، ولا يقلق على المستقبل، فإذا كان مستمتعاً، أصبح منتجاً وراضياً، يسعد بذلك من هم حوله، وكذلك أقرباءه وجيرانه ومجتمعه وصولاً إلى جميع من يحيط به. هل يمكن أن نتحدث عن هالات قوية وهالات ضعيفة؟ يجيب القصير عن هذا التساؤل ويقول: نعم، فعندما تكون طاقة الإنسان إيجابية، تكون هالته كبيرة وذات ألوان زاهية وشكل جميل، ويكون هذا الإنسان مريحاً خلال التعامل معه، أو حتى الاقتراب منه حتى ولو لم يحصل تعامل أو يتم حديث وخلال حياتنا فإننا نختلط بأناس مريحين يكسبوننا طاقة إيجابية، كما أن هناك أشخاصاً غير مريحين وقد لا تعرف سبب ذلك، إلا أن هؤلاء الأشخاص تحيط بأجسامهم، عادة، هالات سيئة ذات ألوان داكنة، وأشكال ضامرة وأسطح متعرجة. وهؤلاء عادة يحملون طاقة سلبية تؤثر على من يختلطون معهم ويجلسون بالقرب منهم. لذلك نجد أن الدين يحث على مجالسة الأشخاص الصالحين والعلماء، لأن هؤلاء عادة يملكون طاقة إيجابية كبيرة ومفيدة، يكتسب من يجالسهم ويعيش بالقرب منهم طاقة إيجابية مؤثرة ومريحة تبعث على الطمأنينة والراحة والأحاسيس الإيجابية والبهجة، وتبعد الكآبة والانقباض. ويلاحظ أن المريض يشعر بارتياح وبارتفاع بمعنويته وطاقته عندما يكثر زواره، حيث يكسب منهم الطاقة الإيجابية التي تعينه على تحسين مسارات الطاقة لديه. وهذا التدفق الطاقي في أعضاء جسمه يساعده على الشفاء ويزيد عنده الشعور الإيجابي المحمود الذي يساعد على التعافي السريع مما يلم به من أعراض. ويضيف القصير: إن الوجه في كثير من الحالات هو مرآة للتفاعلات التي في داخل الإنسان، وانعكاس لمدى سعادته أو تعاسته، وحزنه أو فرحه، رضاه أو غضبه إلا أن هناك نوعا من البشر، قد لا يبدو على وجوههم ما يعتلج في أعماقهم، ففي هذه الحالة نحتاج لمعرفة نوع الهالات التي تغطي جسم هذا الإنسان وذلك من خلال البصيرة وليس البصر، وبذا يمكن التعرف عليه بدقة أكبر. فالإنسان السليم ذو الطاقة الإيجابية تدور لديه أسطوانتا الدوافع والسلوك بالاتجاه المناسب وبالسرعة المناسبة أيضاً، وينتج عن ذلك تكون الهالات الثلاث، الجسمية والعقلية والروحية. ويكون الإنسان متفاعلاً مع نفسه ومنسجماً سلوكه مع دوافعه. ويكون طيف الاتصال بالطاقة الكونية وطيف الاتصال بالطاقة الأرضية بوضع سليم. ولدى الإنسان الشعور التام بأنه جزء من هذا الكون الفسيح ومتصل بالبيئة المحيطة به ومرتبط بشبكة الطاقة الكونية والأرضية. هذا الإنسان سعيد ومستمتع في حياته وبأعماله المختلفة، وقدرته على تنمية الاستمتاع ممكنة من جانبين، الأول من خلال ترسيخ وتقوية منظومة الدوافع الواردة في الكتاب، وهذا يؤدي بالضرورة إلى تنمية منظومة السلوك الإنساني. وهذان يؤديان إلى تحسن شكل وألوان الهالات الثلاث المحيطة بالجسم. والجانب الثاني، من خلال زيادة سرعة دوران الأسطوانتين الطيفيتين، وذلك بمزيد من التواصل والتدفق الطاقي لكل من مركز الطاقة الرأسي ومركز الطاقة الأساسي. وهذا سيؤدي إلى نمو الهالات الثلاث المحيطة بالجسم، وزيادة الطاقة الإيجابية، وتمتع الإنسان بالهدوء والطمأنينة والرضا، وظهور ذلك على ملامحه وتصرفاته، وتمكنه من العيش بسعادة واستمتاع. الدعاء وقراءة القرآن يقول القصير: إن الدعاء وقراءة القرآن مع تحقق الخشوع حالة رائعة من حالات التواصل الروحي بين الإنسان وخالقه، والتي يمكن من خلالها أن يصل المرء إلى حالة من الهدوء والطمأنينة النفسية، التي تهدأ بها نفسه، ويحس بالسعادة والسلام والنور، الذي هو من نور الله الذي وسع كرسيه السماوات والأرض: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} (النور- آية35). والخشوع هو الوسيلة الوحيدة لإعطاء الروح دورها الكافي للتفاعل والنماء، وتوجيه تفكير وأحاسيس وتصرفات الإنسان وتفاعله مع نفسه ومع من حوله من بشر وكائنات وبيئة، فكلها مخلوقات تسبح الله ولكن كل بطريقته. وبدون الخشوع، يفقد ذلك الاستمتاع الراقي بالعبادات، وإن كثرت هذه الممارسة وامتدت في الزمان. فبدون الخشوع يقل العائد المطلوب من العبادات على روح الإنسان وشفافيته وطاقته. وقد كان بعض الصحابة والسلف الصالح، يتمتعون بقدرة متميزة على الخشوع في صلواتهم، وكانوا فعلاً يتواصلون مع خالقهم بحالة انسجام روحاني عجيب، يجعل للصلاة طعماً وفعلاً مؤثراً على حالة الإنسان ومشاعره وتفكيره وتساميه الروحي وتفاعله مع الكون بشموله وتعدد مكوناته. والتأمل عند ممارسة العبادات والدعاء لا يمكن أن يتحقق بدون تدريب ومجاهدة وتمعن، حيث لا يمكن تحقيق حالة الخشوع عن طريق المصادفة ولا بالتمني ولا بالتظاهر وإن بدا المرء خاشعاً ناسكاً. وبقدر الخشوع تتضاعف الفائدة والعائد من أعمال الإنسان، وتزداد سعادته، وقدرته على التنعم بالهدوء والروحانية والطمأنينة وقوة الروح وتواصلها بعوالم الكون وطاقته العظيمة التي خلقها الله الذي هو مصدر الروح والطاقة والنور. والخشوع يمنح الإنسان الصفاء ويقضي على الاضطراب والتذبذب، ويصبح الإنسان القادر على الخشوع سواء حين أداء العبادات، أو خلال الخلوة النفسية والتأمل في الذات، والتواصل الروحي مع خالق الأكوان، ونافخ الروح في الإنسان، فيتحقق التسامي، والقدرة على التركيز في أعماق الروح، والاستمتاع بهذه الرحلة التأملية، وإسباغ فضائل ونتائج الخشوع على جوارح الإنسان وأحاسيسه وتفكيره. «قل الروح من أمر ربي» هل يمكن أن تُفصل لنا بعض أمور الروح كما فصلتها في كتابك؟? يجيب عن هذا السؤال ويقول: «إن الروح هي الجزء الغامض والمعقد من الإنسان، والذي لم ينل من البحث والتقصي ما نالته بقية الأجزاء مثل الجسم والعقل. والروح حقيقة هي أكبر تحد يواجه الإنسان، وذلك للتعرف على كنه الروح، وطريقة عملها، وكيفية ارتباطها بالأجزاء الأخرى من الجسم وموقعها، ومدى تأثيرها وتأثرها بكل من الجسم والعقل. ومن المؤكد علمياً بأن خروج الروح من الجسم هو الموت الحقيقي، حتى لو استمرت عضلة القلب بالحركة انبساطا وانقباضا. وعندما يتوقف دماغ الإنسان عن العمل وتتوقف الإشارات الكهربائية الصادرة عن المخ فإن معناه أن الروح قد خرجت من الجسم، وأن الإنسان يعتبر قي هذه الحالة في عداد الأموات. وبالنسبة للمسلمين، فإن الروح من أمر الله سبحانه وتعالى، فيمكن اعتبار الروح هي الطاقة التي أودعها الخالق سبحانه وتعالى في جسم الإنسان ليكون إنساناً واعياً مسؤولاً عما يعمل، وعنده القدرة الفطرية على التمييز بين الخير والشر. وليست هناك معلومات متراكمة عن الروح، إلا كتب محدودة، ولكنها جميعا لم تتمكن من إعطاء تصور واضح عن الروح، ودورها وموقعها من جسم الإنسان. وعن إمكاناتها في الهيمنة على الأجزاء الأخرى وهي الجسم والعقل، وهل لها سلطة مطلقة في القرار، وهل لها قدرة على فرض إرادتها، وهل بالإمكان التعامل والتواصل معها.. وهل يمكن تغييرها أو تسخيرها للقيام بأعمال جوهرية لتغيير طبيعة الإنسان.. وكيف، وقد كان وما زال تفسير الآية في النص القرآني: {يسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} (سورة الإسراء- آية 85) سبباً كافياً لتحجيم وتقليص العمل الذي يمكن أن يقوم به علماء المسلمين للبحث في الجوانب المحيطة بالروح، بينما الآية قد أوضحت أن تركيب الروح أو كنه الروح من أمر ربي وبذا فإن علماء المسلمين لم يقدموا الكثير للبحث في هذا الموضوع المهم والحيوي. إلا أن هناك علماء من شعوب أخرى ومنهم خصوصاً علماء في الصين والهند قد عملوا بعض الدراسات والأبحاث منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة من خلالها اكتشفوا وسائل لتنشيط الطاقة، والاستفادة من ذلك لتحقيق قدرات فائقة في إمكانات الإنسان وتفاعله مع البيئة المحيطة به، وكانت غالبية هذه الممارسات تعتمد بالدرجة الأولى على رياضة التأمل، والتركيز والبعد عن الضوضاء الخارجية، وضوضاء الفكر والأفكار، ومحاولة التعمق في داخل الإنسان وإعطاء الفرصة للروح كي تنتعش وتتواصل. يقول القصير: إن الروحانية ولا شك، مصدرها الإيمان واليقين وخشية الله الخالق العظيم. وكلما ازداد علم الإنسان بقدرة الله وبديع خلقه زاد إيمانه ويقينه، ومن ثم ازدادت روحانيته. وكلما ازدادت التقوى، زادت قدرات الإنسان في تعلم وإدراك أشياء كثيرة: ولزيادة الروحانية يمكن ممارسة الأعمال الآتية: الصلاة: مصدر هائل ومتكرر ومتاح وموزع على أوقات اليوم، وتعتبر وسيلة جيدة للتواصل الروحي، والحصول على الطاقة الإلهية، وعلى الإنسان التركيز فيها، وإبعاد الأفكار والهواجس والنشاط العقلي خلال أدائها، والتأمل فيما يقرأ فيها من آي الذكر الحكيم. وما لم يتحقق الخشوع في الصلاة، فهي لا تفي في الحصول على الروحانية، ولكن يكون أداؤها فقط لتطبيق فرض وعبادة من العبادات المفروضة على الشخص المسلم البالغ المميز. الصيام: وسيلة جيدة للخشوع والتواصل الروحي مع الخالق العظيم، واكتساب الطاقة الروحانية، ولكن شريطة استحضار التركيز والهدوء والطمأنينة، في عمل يحقق التواصل والتدفق الروحي للإنسان وإنعاش قواه الجسمية والعقلية والروحية. وبما أن الصيام يرفع من قدرة الإنسان على استشعار حالة الغير، فإنه يحدث تواصلاً إيجابياً ورحمة، وهذا مما يساعد في تركيز القوة الروحانية. قراءة القرآن: في تأمل وفي أماكن هادئة بعيدة عن الضوضاء، ودون تعجل، والتأمل العميق في الآيات والعبر وقدرة الله، وكمال آياته، وعظمته في خلق الجبال والسماء والأرض والكواكب والأجرام السماوية والبحار، والمخلوقات التي نراها والتي لا نراها. والقرآن مفعم بهذه الآيات والإشارات لمن كان له قدرة على التركيز والتأمل والتفكير المنضبط. إرضاء الوالدين: يساعد كثيراً في الحصول على طاقة إيجابية منهما وبرضا الخالق العظيم. مجالسة العلماء الربانيين والعبّاد والزهّاد: ومحاولة التركيز على ما يقولون ويفعلون، وفتح القلب والبصيرة وإدراك مغزي ذلك. التذكر الدائم بأن هذه الدنيا بكل ما فيها فانية، وأن الإنسان له عمر محدود، وأن الإنسان مهما طال عمره فإنه محاسب على الخير والشر، فلا بد أن يعي دوره وحدوده. أن لا يشعر بالقوة أو الغرور والتعالي أو أن يظلم الآخرين، ويعلم أن هناك قوة أكبر منه، فهو مهما أوتي من جاه ومال وسلطة فهو ذو قدرة محدودة، ويعيش على كوكب محدود، يعتبر هباءة عندما نحسب أحجام وأبعاد الكواكب والأجرام والعوالم الأخرى في هذا الكون الفسيح. يزور المرضى في المستشفيات ويرى كيف أن الإنسان ممكن أن يكون مقعداً أو عاجزاً لأسباب مختلفة، وبصورة مفاجئة، وبعض الأحيان لأسباب غامضة. أن يركز على المخلوقات المتناهية الصغر، وكيف أن لها نظاماً دقيقاً وحياة خاصة وتواصلا، يرى ذلك في النحل وفي النمل، ويعلم أن هذه المخلوقات لها خالق، والذي علمها كيف تعيش، وأودع فيها أيضاً قدرة على البقاء. أن يتذكر أن الله هو الذي منحه الجسم والعقل والروح، وأنه ينعم بصحبتها... ولكن يوماً ما سيفارق هذه الأشياء، فتذهب الروح إلى خالقها الذي وهبها له، ثم يتوقف العقل عن العمل لتلاشي الطاقة المحركة في الإنسان، ويتحلل الجسد، ويعود مرة أخرى إلى مواده وعناصره الترابية المعدنية التي تكون منها. هذه أفكار مختصرة ومحددة، يمكن أن تساعد الإنسان على اكتساب الروحانية وتأصيل الإيمان واليقين ومن ثم العيش بسعادة واستمتاع وطمأنينة. من لا يعرف السعادة يعش مريضا وعن كيفية انعكاس عدم الشعور بالسعادة على الحالة الصحية للإنسان؟ يقول القصير: إن البديل عن السعادة هو اليأس والقنوط والتعاسة، وهذه المشاعر السلبية هي جواز السفر لكثير من الأمراض الفتاكة والقاتلة. والإنسان العاقل الواعي والمنطقي يبحث عن السعادة ويعمل على أن يعيش سعيداً. نعم نحن نرى أناساً يضيعون صحتهم ليجمعوا المال، ثم يصرفون هذا المال ليستعيدوا الصحة مرة أخرى وقد لا يستطيعون. ونرى من يفكرون بالمستقبل بقلق بالغ، وينسون الحاضر، فلا يعيشون الحاضر ولا المستقبل. إن كثيراً من الناس في حاجة ماسة لعدم مقارنة أنفسهم مع الآخرين، وأن يتعلموا التسامح ويجربوا الغفران، وأن لا يكتفوا بأن يسامح بعضهم الآخر، بل عليهم أن يسامحوا أنفسهم أيضاً، فهم في حاجة أيضاً لهذا التفاهم والتآلف مع الذات. أهم أمراض المجتمع أمراض فقدان السعادة ثمة بعض الإحصائيات المقلقة عن أمراض خطيرة زادت نسبتها في مجتمعنا في السنوات الأخيرة بصورة مخيفة، كما ازداد عدد صغار السن والشباب من الجنسين الذين يدخلون في (نادي) هذه الأمراض بصورة متزايدة، وفيها: أمراض الدم وهي أمراض كثيرة ومتفاوتة في خطورتها، وتهديدها للحياة، ونختار منها ما يهدد حياة الإنسان أحياناً ويقلق راحته: مرض السكري، يعاني الآن منه ما نسبته 11.2% من الرجال و10.2% من النساء في أمريكا. وينفق على العلاج من هذا المرض سنوياً مبلغ لا يقل عن 80 بليون دولار. ونسبة الذين يموتون متأثرين بهذا المرض 60 % من المصابين به. ارتفاع ضغط الدم، ويعاني من هذا المرض أعداد كبيرة، حيث بلغت نسبة المصابين به في اميركا 65 مليون. ونسبة الذين يموتون متأثرين بهذا المرض 5 % من المصابين. أما في المملكة العربية السعودية فإن نسبة المصابين بهذا المرض تبلغ 28% من الرجال و24% من النساء. زيادة الكولسترول، يعاني منه ما نسبته 14 %. وينفق على علاج هذا المرض حوالي مبلغ 10 مليارات. ونسبة الذين يموتون متأثرين بهذا المرض 11 % في الولايات المتحدة الأميركية. أما نسبة المصابين بمرض ارتفاع الكوليسترول في المملكة العربية السعودية فإنها 54% بصورة عامة للفئة العمرية 30-70 سنة. وزيادة الكوليسترول تتسبب في جلطة الدماغ وجلطة القلب. أمراض الجهاز الهضمي وهي أمراض كثيرة على امتداد الجهاز الهضمي في الإنسان، وتسبب الكثير من الأعراض المؤلمة، وبعضها تصبح مزمنة مما يزيد من خطورتها، وآثارها على حياة الإنسان فمن هذه الأمراض: أمراض القولون العصبي ويعاني من هذا المرض الآن حوالي 5 ملايين شخص أو 1.84% في الولايات المتحدة الأميركية. ويعتبر من الأمراض المرتبطة تماماً بالجهاز العصبي، ويتأثر مباشرة بالغضب والانفعال. أمراض القولون العضوي يعاني من هذا المرض الآن في الولايات المتحدة الأميركية أكثر من نصف مليون شخص، ويعتبر من الأمراض المزعجة المقلقة للراحة. أمراض الجهاز العصبي وقد يتعرض الجهاز العصبي لأمراض كثيرة غالبيتها بسبب القلق وعدم الإحساس بالراحة أو الأمان بسبب أو لآخر. وبعض هذه الأعراض تؤدي إلى الجنون أو إلى الوفاة. ومن هذه الأمراض: انفصام الشخصية وهو مرض خطير يتعرض له أعداد غير قليلة من الناس، وفي أعمار متفاوتة ومن الجنسين، حيث تبلغ نسبة المصابين بالفصام في اميركا 2.2 مليون. الصداع النصفي وهو أحد أنواع الصداع الشديد يصيب جهة من جهتي الرأس بآلام شديدة تشبه المطرقة، ويصاحبها قيء أحياناً، وعدم القدرة على التركيز أو القيام بأي جهد ذهني أم جسماني. والتعرض للضوء والأصوات، يزيد من حدة الألم. وينفق على علاجه مبالغ كبيرة، وهو غير محدد الأسباب، إلا أن للقلق وشدة الانفعال آثارا كبيرة على تطور واستمرار الإصابة بهذا النوع من الصداع الحاد المؤلم. ونسبة المصابين به في الولايات المتحدة الأمريكية 28 مليون. الصرع وهي حالات مزعجة ومؤلمة، يعاني منها أشخاص كثيرون بغض النظر عن العمر أو الجنس. ويؤثر عليه كثيراً القلق والانفعال. وتبلغ نسبة المصابين بالصرع 2.5 مليون في اميركا ويتوفى منهم ما بين 8-17 %. وما سبق ذكره هو بعض الأمراض التي ازدادت نسبتها في السنوات الأخيرة، وترجع في الغالب إلى كثرة القلق وسرعة الغضب، وشدة الانفعال، وإلى انصراف الإنسان إلى التفكير بالأسوأ، والنظرة إلى الحياة بمنظار أسود قاتم، وكثرة اليأس والإحباط والحزن. وغالبية هذه الأمراض، كان بالإمكان تجنبها من خلال اقتناع الإنسان بأهمية أن يكون سعيداً، وأن يفكر بإيجابية، وأن يعمل ويتصرف بانفتاح.. ويسعى بكل سلوكه وأعماله إلى الاستمتاع، وأن يعمل على تأسيس الدوافع المهمة لجلب السعادة في أعماقه، وأن يؤمن بها إيماناً عميقاً، وأن يتأكد أن ليس هناك بديل عن السعادة إلا التعاسة والقلق والمعاناة، وربما الانتحار البطيء أو السريع بالأمراض التي مر ذكرها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©