أحمد سعيد، وكالات (عواصم) - عقد الخبراء من إيران والدول الكبرى والوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أمس، اجتماعا يستمر حتى نهاية الأسبوع، لبحث تفاصيل تطبيق اتفاق جنيف المبرم في أواخر نوفمبر حول البرنامج النووي الإيراني. وفي نفس الوقت غادر وفد المفتشين التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران منهيا زيارته، فيما سيعقد الاجتماع الجديد بين طهران والوكالة يوم الأربعاء المقبل.
وذكرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أمس أن جولة المباحثات بين خبراء إيران والقوى الست والوكالة الذرية، قد يستمر حتى نهاية الأسبوع الجاري. ويترأس الوفد الإيراني المفاوض حميد بعيدي نجاد المدير العام للشؤون السياسية والدولية بوزارة الخارجية الإيرانية. وأضافت أنه يفترض أن يحدد موعدا لبدء التجميد الذي وعدت به إيران لبعض أنحاء برنامجها النووي وكيفية مراقبته.
وقال دبلوماسيون غربيون إن المحادثات بين الخبراء النوويين وخبراء العقوبات سوف تستغرق يومين على الأقل، وأضافوا أن إيران ومبعوثين من مجموعة (5+1) يريدون في أقرب وقت ممكن صياغة النقاط الفنية للاتفاق النووي. وقالوا إنه سوف يسند للوكالة مهمة التحقق من تنفيذ التزامات إيران بما في ذلك وقف تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى ووقف بناء مفاعل آراك الذي ينتج البلوتونيوم.
ويتوجب على إيران تقليص مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى نسبة أكبر من 20%، والتي يسهل تحويلها إلى استخدام عسكري والسماح للوكالة الذرية إجراء عمليات تفتيش أكثر توسعا أي زيارات يومية إلى نطنز وفوردو، بدلا عن الزيارات الأسبوعية الحالية وزيارات إلى مناجم اليورانيوم والمصانع التي تنتج معدات مخصصة للتخصيب.
وكان وفد المفتشين التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية أنهى زيارته إلى إيران وغادرها أمس. ونقلت قناة العالم الإيرانية عن الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي قوله إن زيارة المفتشين التي استغرقت يومين، اختتمت أمس بعد انتهاء مهمة تفتيش مصنع أراك.
وأضاف كمالوندي “عاد المفتشون إلى طهران من مدينة أراك (وسط) بعد أن تفقدوا مصنع أراك وغادروا العاصمة فجر الاثنين متوجهين إلى فيينا”. وأشار إلى أن الاجتماع الجديد بين الوكالة الدولية وطهران سيعقد الأربعاء المقبل لكنه لم يحدد مكانه، موضحا أن الجانبين سيتباحثان حول المواضيع الفنية في الاجتماع الذي سيستغرق يوما واحدا.
وفي السياق أعرب المتحدث باسم اللجنة الأمنية في مجلس الشورى الإيراني حسين نقوي عن قلق بلاده إزاء نهج المفتشين الدوليين وتساؤلاتهم حيال النشاط النووي الإيراني. وقال إن إيران باعتبارها عضوة في معاهدة (إن بي تي) ستواصل التعاون مع المفتشين الدوليين في إطار مقررات المعاهدة الدولية، لكن قلق إيران يكمن في الخوف من وصول المعلومات السرية عن نشاط إيران النووي إلى أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية من خلال المفتشين الدوليين.
وأكد النائب البرلماني الإيراني أن طهران تصر على الوكالة الدولية وطبق اتفاق جنيف على المحافظة على أسرارها النووية وفقا للقواعد الدولية، وأن يتعهد المفتشون الدوليون بعدم تزويد أجهزة التجسس الأميركية (سي آي أيه) والموساد الإسرائيلي بتلك المعلومات.
وأشار إلى أن اتفاق جنيف الأخير قد تطرق إلى هذا الموضوع، وأننا نقترح ضرورة أن تبقى المعلومات السرية في إطار الخبراء الدوليين.
وكان رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحي أكد للصحفيين أمس أن إيران تصر على الخطوط الحمراء لبرنامجها النووي ولن تتنازل عنها. وأضاف أن إيران ستواصل نهج المباحثات طبق الثوابت الإيرانية النووية.
وكان مستشار رئيس البرلمان الإيراني حسين شيخ الإسلام أكد أن هناك وفدا برلمانيا أوروبيا مؤلفا من 8 نواب سيصلون طهران يوم الجمعة المقبل، في زيارة لمدة 6 أيام تهدف للتباحث حول تطوير العلاقات البرلمانية بين إيران وأوربا.
وقال إن هذا الوفد يزور إيران تلبية لدعوة وجهها النائب كاظم جلالي رئيس مركز التحقيقات في البرلمان الإيراني، وأضاف أن الوفد الأوروبي سيلتقي رئيس البرلمان علي لاريجاني ورئيس لجنة الأمن القومي البرلمانية علاء الدين بروجردي، إضافة إلى النائب كاظم جلالي، وأن هدف الزيارة هو لدراسة العلاقات الإيرانية-الأوروبية.
وفي شأن متصل طالب 20 نائبا متشددا في البرلمان الإيراني الرئيس حسن روحاني بضرورة عزل وزير الخارجية محمد جواد ظريف. وقالوا في رسالة إلى روحاني أمس، إنه يجب إنهاء خدمات ظريف بسبب تصريحاته المثيرة للجدل ولقاءاته الطويلة والمستمرة مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
في السياق ذاته حذرت صحيفة (جوان) المقربة من الحرس الثوري روحاني بأن مصيره سيكون نفس مصير الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي.
في غضون ذلك أكد وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان أن الصواريخ الباليستية والبعيدة المدى المنتجة محليا تم تطويرها، بحيث أصبحت عالية الدقة وقليلة الخطأ في الإصابة حتى بلغ مدى خطأها مترين فقط، ومن المؤمل تطويرها لإيصال الخطأ فيها إلى الصفر. وأشار دهقان في حوار متلفز إلى تطور الصناعات الدفاعية في البلاد والمشاريع المنجزة. وقال إنه يتم حاليا العمل على توجيه الصواريخ بأشعة الليزر، حيث أنجز ذلك على صواريخ من طراز “تاو” التي يمكن إطلاقها أيضا من المروحيات.
وحول إنتاج الغواصات في البلاد قال إن إيران قادرة اليوم على إنتاج غواصات ثقيلة، حيث تم إنتاج غواصة “فاتح” التي ستدشن وتنضم إلى سلاح البحرية قريبا. ولفت إلى أن الصناعات الدفاعية الإيرانية نجحت في تطوير صواريخ جو-بحر حيث تم إنتاج طرازين منها وهي “قادر” و”بصير”. وحول مشاريع إنتاج طائرات بدون طيار، أشار إلى طائرة تم إنتاجها مؤخرا من طراز “فطرس”. ولفت إلى أن مشاريع تطوير الطائرات دون طيار جارية على قدم وساق حاليا.
عدد اليوم
