الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رئيسة وزراء تايلاند تحل البرلمان وتدعو لانتخابات

رئيسة وزراء تايلاند تحل البرلمان وتدعو لانتخابات
10 ديسمبر 2013 01:23
بانكوك (وكالات) - أعلنت رئيسة الوزراء التايلاندية أمس عن حل البرلمان وعن إجراء انتخابات “في أسرع وقت ممكن” لمحاولة الخروج من أزمة سياسية عميقة، لكنها عجزت عن تهدئة المتظاهرين المصممين على إسقاط حكومتها. ورد زعيم المتظاهرين سوتيب ثوجسوبان الذي يتمتع بموقع قوة أن “أنصاري يريدون أكثر من حل” البرلمان، فيما اجتاح حوالى 100 ألف متظاهر شوارع بانكوك. ولم يتراجع المتظاهرون عن مطلبهم إنهاء “نظام ثاكسين”، رئيس الوزراء الذي أطاحه انقلاب في 2006، ويتهمونه بأنه ما زال يشارك في الأمور السياسة عبر شقيقته ينجلوك. وشدد سوتيب على القول إن “المعركة ستستمر. هدفنا هو إسقاط نظام ثاكسين”. وقد تصدر سوتيب الذي يسعى جاهدا لاستبدال الحكومة بـ”مجلس للشعب” غير منتخب، صباح أمس عددا كبيرا من المواكب المتجهة الى مقر الحكومة وسط أصوات الصفارات، رمز الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من شهر. ووصل ظهراً، آلاف الأشخاص إلى أمام مقر الحكومة، في إطار أجواء احتفالية تقليدية ميزت بداية التظاهرات في تايلاند. وفي هذا التحرك غير المتجانس، يجمع الطبقة البورجوازية في بانكوك المقربة من الحزب الديموقراطي أبرز أحزاب المعارضة ومجموعات مؤيدة للملك، حقدها على ثاكسين وحرصها الشديد على تطور المجتمع. واتسع التحرك منذ نهاية نوفمبر لدى احتلال عدد كبير من الوزارات والإدارات ونزول 180 ألف متظاهر إلى الشارع. واشتد منذ أسبوع في سياق محاولات للسيطرة على مقر الحكومة التي تحولت مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين. واقترحت رئيسة الوزراء صباح أمس في كلمة نقلها التلفزيون حل البرلمان “على قاعدة إجراء مشاورات مع مختلف الأطراف” “لإفساح المجال أمام الشعب لاتخاذ قرار”. لكن هذا الإعلان أتى في وقت انتقلت الأزمة السياسية على ما يبدو إلى مستوى آخر بعد أسابيع من حوار الطرشان بين المعارضة والحكومة. ويتجلى آخر مظاهر المأزق السياسي بإعلان أكثر من 150 نائبا في البرلمان من الحزب الديموقراطي استقالتهم أمس الأول، فألقوا بذلك ظلالا من الشك على شرعية برلمان يتألف من 500 عضو حيث يشكل حزب بيوا تاي بزعامة ينجلوك الأكثرية. ولم يصدر ابهيسيت فيجاجيفا زعيم الديموقراطيين ورئيس الوزراء السابق أي تعليق صباح أمس على إعلان رئيسة الوزراء عن انتخابات جديدة، فيما ألمح حتى الآن إلى أن حزبه يمكن أن يشارك فيها. ويبدو من البديهي أن الحزب الحاكم سيفوز بها، فيما لم يفز الحزب الديموقراطي بالانتخابات خلال 20 عاما، ويعجز حتى الآن عن توسيع قاعدته الانتخابية المحصورة في بانكوك وجنوب البلاد. ومع استقالته الجماهيرية، عاد الحزب الديموقراطي مع ذلك إلى قلب الاحتجاج، بعدما توارى في الأسابيع الأخيرة خلف سوتيب الذي استقال من الحزب لتصدر التظاهرات. وقد اشتدت الأزمة أمس في أعقاب هدنة استمرت بضعة أيام للاحتفال بالعيد السادس والثمانين لميلاد الملك بوميبول الذي يعتبره عدد من التايلانديين نصف إله. وفي عاصمة معتادة على أعمال العنف السياسية، وضعت كتل إسمنتية جديدة حول مقر الحكومة. وتوعد سوتيب الذي تثير فكرته عن “مجلس للشعب” غير منتخب انتقادات بسبب طابعها غير الديموقراطي، بأن يكون أمس الاثنين “يوم حساب”. وقد فجر غضب المتظاهرين مشروع قانون عفو أتاح كما يقول منتقدوه عودة ثاكسين الذي كان منفيا للإفلات من السجن بسبب اختلاسات مالية مزعومة. ولم يؤد رفض المشروع في مجلس الشيوخ إلا إلى تأجيج التظاهرات. ويقسم هذا الميلياردير البلاد بين مجموعات ريفية ومدينية محرومة في الشمال والشمال الشرقي الذي تكن له الاحترام الكبير، وبين النخب في بانكوك التي ترى فيه تهديدا للملكية. وهذه الانقسامات المجتمعية العميقة ظهرت إلى العلن خلال أزمة ربيع 2010 التي أسفرت عن 100 قتيل و1900 جريح. وكان حوالى 100 ألف من عناصر “القمصان الحمر” أنصار ثاكسين احتلوا وسط بانكوك طوال شهرين للمطالبة باستقالة ابهيسيت، لكن الجيش شن هجوما وحرر وسط بانكوك. وقالت ينجلوك في كلمة عبر التلفزيون في الوقت الذي استأنف فيه المحتجون المظاهرات عبر بانكوك “في هذه المرحلة عندما يكون هناك كثيرون من جماعات كثيرة يعارضون الحكومة فإن أفضل وسيلة هي إعادة السلطة للشعب التايلاندي وإجراء انتخابات.. ومن ثم يقرر الشعب التايلاندي”. وقال سوتيب تاوجسوبان زعيم حركة الاحتجاج في تايلاند انه لن ينهي مظاهراته. وقال “اليوم سنواصل مسيرتنا نحو مقر الحكومة.. لم نحقق بعد هدفنا.. حل البرلمان ليس هدفنا”. ولم يفز الديمقراطيون بأي انتخابات منذ اكثر من 20 عاما. ويحث سوتيب الذي يدرك أن من المرجح أن تفوز ينجلوك في الانتخابات إذا تمت الدعوة لإجرائها على إنشاء “مجلس للشعب” من أشخاص يتم تعيينهم ليحل محل الحكومة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©