حكم ونصائح وتوجيه بقصد الوعي من الغفلة فهناك مخلوق إنساني بجلد إنساني وعقل إنساني·
وهناك مخلوق إنساني بجلد إنساني وعقل حيواني وأذكر لكم بعض ما قاله وما أدركه الحكماء المخلصون من تحليلاتهم النفسية ماذا قالوا:
في باب العلم:
قال رجل لخالد بن صفوان: ما لي إذا رأيتكم تتذاكرون الأخبار، وتتدارسون الآثار، وتتناشدون الأشعار، وقع عليّ النوم؟ قال لأنك لست بإنسان·
ويقال: التفقه على غير علم كحمار الطاحونة يدور ولا يبرع·
ويقال: قال سفيان: تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل، وفتنة العالم الفاجر·
قال بعض الحكماء: لا ينبغي لأحد أن ينتحل العلم - فإن الله عز وجل يقول: ''وما أوتيتم من العلم إلا قليلا'' سورة الاسراء -85
ومن العقل:
قالوا: ثق بذي العقل والكرم واطمئن إليه- وواصل العاقل غير ذي الكرم، واحترس من سيئ الخلق وانتفع بعقله·· وواصل الكريم غير ذي العقل وانتفع بكرمه وانفعه بعقلك، واهرب من اللئيم الأحمق·
كان ابن السماك يقول في كلامه:
لقد أمهلكم ولم يهملكم - أما تستحيون من الله من طول ما لا تستحيون·
وقال عمر بن الخطاب:
إياك ومؤاخاة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك·
قيل لبُزُر جمهر:
ما بالكم لا تعاتبون الجهلة؟ قال: لأنا لا نريد من العميان أن يبصروا·
وعن الدين:
دخل عتبة بن عمر على خالد القسري فقال خالد يعرض به: إن ههنا رجالاً يدانون في أموالهم فإذا فنيت أدانوا في أعراضهم - فقال عتبة: إن رجالاً لا تكون مروءاتهم أكثر من أموالهم فيدانون على سعة ما عند الله فخجل خالد وقال: إنك منهم ما علمت·
قال أبو الدرداء:
أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث: أضحكني مؤمل الدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك ملء فيه ولا يدري أراض الله عنه أم ساخط عليه، وأبكاني فراق الأحبة محمد وحزبه، وهول المطلع، والوقوف بين يدي الله يوم تبدو السرائر، ثم لا أدري إلى الجنة أو النار·
وخطب زياد بن أبي سفيان فقال:
استوصوا بثلاثة منكم خيراً: الشريف، والعالم، والشيخ، فوالله لا يأتيني شيخ بشباب قد استخف به إلا أوجعته، ولا يأتيني عالم بجاهل استخف به إلا نكلت به، ولا يأتيني شريف بوضيع استخف به إلا انتقمت له منه·
ويقول معاوية بن أبي سفيان فيما أنشأ:
يا أيها السائل عما مضى ··· وعلم هذا الزمن العائب
إن كنت تبغي العلم أو أهله ··· أو شاهداً يخبر عن غائب
فاعتبر الأرض بسكانها ··· واعتبر الصاحب بالصاحب
وبإذنه سأنقل لكم المزيد مما تعلمته·
إبراهيم بوقفل- رأس الخيمة
عدد اليوم
