الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواطن يصمم هياكل دراجات نارية على طريقة الـ «ستريت فايتر»

مواطن يصمم هياكل دراجات نارية على طريقة الـ «ستريت فايتر»
11 ديسمبر 2013 11:20
منذ الطفولة وجد نفسه في عالم الدراجات النارية، خاصة أن معظم أفراد أسرته من النوع الذي يحب ركوب الدراجات، فمجرد رؤيتها يمعن النظر في شكلها الخارجي، يراقب أدق تفاصيل صنعها، لكن مع مرور الزمن، دخل إلى عالم الدراجات النارية ليتوغل في أسرار تصنيعها من الألف إلى الياء، ويحول تلك الهواية من حلم إلى واقع، حيث حول جزءا من ساحة منزله إلى ورشة لصناعة “هياكل الدراجات النارية” تنتج أشكالا جميلة بألوان زاهية. في وقت فراغه يعمل الشاب الإماراتي عمر الكاش، موظف حكومي، على تصنيع هياكل الدراجات النارية، بدءا من تجميع أجزائها الداخلية وصولاً إلى التصنيع الخارجي، وتصليحها بمختلف أنواعها مهما كان العطل بها، وقد بدأت الفكرة لديه بهواية، ثم تطورت مع مرور الوقت لتتعدى حدود الاحتراف، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، بل ليزيد جمالا للدراجة، فقد أضاف فن الرسم بـ”Airbrush” على الدراجات أيضا. بصمات خاصة بدأت فكرة العمل اليدوي في صنع هياكل الدراجات النارية لدى الكاش منذ عام 2004، وكانت أولى الدراجات التي قام بتغييرها من نوع دراجة ستريت فايتر 900، التي وضع بصماته الخاصة عليها من حيث تغيير مظهرها الخارجي وتطويرها، مضيفا رتوشه الخاصة من حيث لون الصبغ مع إضافة الكرومات. في السياق ذاته، يعترف الكاش بأن هذه الهواية لم يدعمها بالدراسة بل هي هواية وجد نفسه يحبها، ويستطيع من خلالها أن يعمل بها بأنامله التي تبدع الكثير من الأشكال الجديدة والمميزة للشكل الخارجي للدراجات النارية. ويوضح أنه حين يبدأ بالعمل على تغيير شكل الدراجة تتوارد إليه الكثير من الأفكار فيعمل على ترجمتها على الدراجة لتظهر بشكل مغاير يحمل بصمته. وقد دفعته رغبته الشديدة في الدخول في تحد مع ذاته، إلى فتح ورشة خاصة به في منزله بمساحة 6 أمتار في 3 أمتار، تضم الكثير من أدوات تصنيع الدراجات بمختلف الأشكال والأحجام، وهو المكان، الذي يقضى فيه كل وقته بعد العودة من العمل، وقد يستغرق العمل في الورشة، أحيانا ساعات طويلة وربما أياما، خاصة حين تكون تلك الدراجات مشاركة في سباق ما. ورشة صغيرة بالمنزل في هذا الشأن، يقول “حبي لهذه الهواية دفع بي إلى فتح ورشة صغيرة بالمنزل، حيث أصنع قطع الدراجات بنفسي، وأصمم فكرة لكل دراجة، وتأتي معظم تصاميمي من موضة “ستريت فايتر”، التي بدأت في أوروبا وانتشرت في جميع أنحاء العالم. وهي دراجات تعود لشبان عملوا على تصميم دراجاتهم الخاصة بأنفسهم، ولكن وكالات الدراجات أعجبت بتصاميمهم وتبنتها”، مضيفا “ما يميز عملي هو أنني أصنع الكثير من قطع الدراجات بنفسي، أما التي أعجز عن تصنيعها فأذهب بها إلى ورش الخراطة، وأعتقد أن ما يميزني أيضا أن جميع القطع التي أستخدمها محلية الصنع، إلى جانب أنني أقوم بتعديل وتصميم دراجاتي فقط، إضافة إلى دراجات أصدقائي المقربين، فالموضوع هواية بالنسبة لي، ولا يمكن أن يتحول إلى عمل، بدليل أني رفضت عروض الكثير من الشبان الذين قصدوا ورشتي”. تفاصيل فنية حول ما دفع الكاش للقيام بتصنيع القطع بنفسه، يوضح أن دراجات “ستريت فايتر”، هي الوحيدة التي لم يتوافر لها أي قطع غيار، ومن هنا جاءت الفكرة عندما اضطر لصنع القطع بنفسه وهذه تعد ميزة، فأغلب الشبان الذين يقومون بتعديل الدراجات يطلبون القطع جاهزة من الخارج عادة. وعن هياكل الدراجات، يؤكد الكاش “نظرا لدقة الرسومات وتفاصيلها الفنية الكثيرة، أعمل جاهدا على انتقاء التصاميم المميزة والرسومات المناسبة للهيكل، وعمل “سكتشات” خاصة، وتكون هذه الأفكار وليدة اللحظة”. وعن الأفكار التي يدخلها الكاش على الدراجات، يقول إنه “يحضر غالبا دراجة مستعملة ويطبق عليها أفكاره وتصاميمه الجديدة، وهناك أفكار مجنونة أخرى كأن يستخدم فيها قطع غيار السيارات من أجل الدراجات، أو قطع مهملة لا قيمة لها، ليضيف لها قيمة خاصة بوضعها في الدراجة بطريقة مبتكرة”. دراجته محلية ومن الأشياء التي استعان بها، يوضح الكاش أنه استخدم إطار سيارته في دراجته الخاصة وسعى إلى صنع دراجة كاملة بقطع محلية، لافتا إلى أنه يملك حتى الآن من الدراجات النارية سبع دراجات مختلفة الأشكال والأحجام والتصاميم، وكل واحدة لها ميزة تختلف عن الأخرى من حيث قوة المحرك والسرعة والتصميم واللون. ويضيف “لدي درجات بقوة 1200، و1100، و900 حصان، وأصغر دراجة أمتلكها حاليا هي “هوندا مونكي 50 سي سي”. وفتح عشق الكاش لعالم الدراجات النارية وتميز شكلها أمامه مجال المشاركة في الكثير من المعارض والمهرجانات ليعود محملا بشهادات التقدير وأوسمة التميز في كل مرة. حول تلك المشاركات، يقول الكاش “هوايتي دفعت بي إلى المشاركة بالكثير من المعارض والمهرجانات المقامة في الإمارات، وقد حصلت على جوائز في كل مشاركاتي التي تجاوزت حدود الوطن إلى الكويت وقطر وعمان حتى وصلت إلى أوروبا”. ويضيف “حصلت على المركزين الأول والثاني في الكويت، وكنت مشاركاً بتصميم دراجتين، وفي أوروبا شاركت في معرض بألمانيا عام 2010 مع أصدقائي وحصلنا على المركز الثاني حينها، كما حصلت على المركز الأول في مسابقة مثيلة أقيمت في بريطانيا عام 2011”. وعن آخر مشاركاته، يذكر كاش أنها كانت خلال الاحتفال بفوز دبي في استضافة معرض إكسبو 2020، حيث قام بتصنيع دراجة نارية من الألف إلى الياء على مرأى من الجمهور الغفير الذي حضر لمشاهدة طريقته في تركيب هيكل الدراجة النارية، على مدار 3 أيام. قيادة الدراجات.. متعة وفن يؤكد عمر الكاش أنه يجد في قيادة دراجاته متعة لا تعادلها متعة فهي أقرب إلى الانطلاق في الهواء، خصوصاً إذا التزم القائد بتعاليم السلامة وإرشادات الطرق. ويقول “من أراد أن يستمتع بالدراجات النارية فهذا في متناول يده، وهي مثلها مثل الخيل، إلا أنها وسيلة سريعة، وهواية راقية، وأصبح لها العديد من المريدين من المهندسين والأطباء والأساتذة وأصحاب الشهادات العلمية ممن يقودنها بمتعة وفن”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©