السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شباب يفضلون زوجات المستقبل من خارج نطاق العالم الافتراضي

شباب يفضلون زوجات المستقبل من خارج نطاق العالم الافتراضي
10 ديسمبر 2013 21:23
أشرف جمعة (أبوظبي) - أصبح للعالم الرقمي أهمية قصوى في الحياة اليومية، ومن يحاول الابتعاد أو الانفصال عنه، يدخل في دائرة مغلقة تجعله بعيداً عن ركب الحضارة ومنجزاتها الإنسانية، لكن على الرغم مما أضفته وسائل التواصل الاجتماعي من تجديد في إيقاع الأيام، إلا أن العديد من شباب هذا العصر يفضلون الزواج من فتاة ليس لها تجارب عميقة عبر هذه الوسائل، بل إن أكثرهم يفضلون زوجات المستقبل على نسق أمهاتهم في الطيبة والانكسار والخوف على عش الزوجية من أن تهدده عواصف الحياة حتى وإن كانت لا تشكل خطراً في مضمونها، وبهذه النظرة يصبح مطلب الزواج عسيراً في ظل استخدام الفتيات لوسائل التواصل الاجتماعي بصورة معتادة ومن ثم تشكيل علاقات إنسانية خارج أو داخل السرب. يبدو أن النظرة الأخلاقية، هي التي باتت تتحكم في جيل اليوم، الذي يبحث عن بناء أسري متين، لا يمنع عمل المرأة، ولا تواصلها مع الآخرين، لكن وفق حدود وضوابط، قد تكون خيالية وفق هذه النظرة، خاصة أن الحواجز بين مستوى تصرفات الرجل والمرأة تكاد تكون تلاشت تماماً، بعد أن حققت المرأة في هذا العصر مستوى من الحرية غير مسبوق. وعلى الرغم من ذلك فإن نظرة العديد من الشباب المقبل على الزواج لا تزال ترى أن الواقع الحالي مشرق، وأن الزواج من فتاة غير فيسبوكية أو تويترية أو انتستجرامية (نسبة إلى مواقع التواصل الشهيرة)، أو أي من المواقع التي تجعل العلاقات الإنسانية المشروعة وغير المشروعة قائمة ومتواصلة على الدوام، ليس مستحيلاً في ظل حفاظ الكثير من الأسر على تربية فتياتها على قيم أصيلة وراسخة. توتر مبرر حول المخاوف التي تنتاب العديد من شباب هذا العصر من الزواج بفتاة متعددة العلاقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يقول استشاري الطب النفسي، ورئيس قسم جناح العلوم السلوكية بمستشفى مدينة خليفة الطبية الدكتور أحمد الألمعي «من الطبيعي أن يصاب العديد من شباب الجامعات ببعض التوترات النفسية نتيجة اطلاعهم بشكل يومي على سلوك الزميلات في الجامعة، في ظل الحرية الواسعة التي أتاحتها وسائل التواصل الاجتماعي في تكوين علاقات بين الجنسين، وهذا لا يعني أن هذه الوسائل هي شر ما بعده شر لكن حسنها حسن، ورديئها رديء». ويلفت إلى أن جل المخاوف التي تنتاب الشباب في هذه الفترة قد تصل إلى الهلع ومن ثم تكوين نظرة متشائمة حول طبيعة سلوك الفتيات. ويضيف «أرى أنه ليس من العدل الإنصاف أن يؤخذ هذا الفرض على محمل الجد كون مجتمعاتنا الشرقية لم تزل متماسكة من الناحية الدينية والأخلاقية، وكذلك على مستوى الأسرة العربية التي تحافظ على تربية الفتاة على الخجل، ومن ثم التمادي في معرفة الآخر من دون ضرورة ملحة». ويتابع الألمعي «الأهواء تتحكم في مستوى تفكير بعض الشباب وتصور لهم أن كل فتاة تتواصل معهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي هي غير صالحة للزواج، ولا يمكن أن يعول عليها في بناء أسرة، ومن ثم استقرارها بسبب الخوف من أن تكون هذه الأدوات هي الخنجر الذي من الممكن أن يطعن ضمير العلاقة الزوجية من خلال استعادة الفتاة بمنتهى السهولة لعلاقة قديمة بضغطة زر واحدة أو بكلمة تطمئن فيها على صداقة وارتها السنين، أو قصة حب لم يكتب لها النجاح، ورغم هذه النظرة فإن الأمر ليس سوداوياً كما يتصور البعض، وعلينا أن نذكرهم بأن فترة المراهقة بكل تفاصيلها هي واقع ملموس في حياة كل فتى وفتاة وفور مرورها تتغير تلقائيا نظرة الفرد نحو المجتمع والحياة بشكل عام». حسابات وتواصل يعترف سعيد المنصوري أنه منذ عامين يبحث عن فتاة تتمتع ببعض السمات التي يتصورها دائماً في زوجة المستقبل، لكنه فشل إلى الآن في العثور عليها. ويذكر أن السبب في ذلك أنه في سنوات الجامعة الأربع استطاع أن يكون علاقات صداقة متعددة مع فتيات الدراسة من جنسيات مختلفة، واكتشف أنهن جميعاً لديهن حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعضهن أخبرنه بأنهن لا يستطعن العيش من دون التواصل مع الآخرين، ومن يومها أصيب بالهلع من فكرة الزواج بهذا النوع من الفتيات. ويؤكد أن الذي زاد الطين بلة أن فتاة، كان يعرف عنها الخجل، تزوجت، ثم في أثناء بحثها عنه عبر الفيسبوك دفعت له برسالة تطلب فيها التواصل للاطمئنان عليه ما جعله يشك في كل شيء، ويطلب من الله أن يهبه زوجة مثل أمه غير تواصلية اجتماعياً، وليس لديها دوافع لاستعادة علاقات قديمة. وينظر طلال الجنيبي لتواصل الفتيات عبر الفيسبوك وغيره من المواقع الأخرى بشيء من الواقعية، ويتهم الشباب المقبلين على الزواج بالرجعية واستباحة هذه المواقع لأنفسهم وتحريمها على غيرهم. ويوضح أن «التزام الأسرة يبدأ من الرجل ومنذ أن أصبح هذا الرجل يعيش على هواه وأشرك معه المرأة في هذا الهوى والمجتمع يسقط في زوايا تشكل خطراً اليوم». وينصح الجنيبي الشباب بألا يظلموا الفتيات وأن يغضوا الطرف عن مرحلة ما قبل الزواج لأن هذه المرحلة بحلوها ومرها يعيشها الطرفان بكل ما فيها من أخطاء. ويختم حديثه بالإشارة إلى أنه خطب فتاة منذ شهرين واتفقا على أن يشطبا ماضيهما لكي تبدأ بينهما حياة خالية من مواقع التواصل الاجتماعي، وتبعاته المؤلمة التي ليس ببعيد أن تهدد عرش الحياة الزوجية. ولا يخفي فاضل المنشاوي أنه لم يفقد الأمل تماماًِ في أن تهيأ له الظروف الالتقاء بفتاة طيبة ليس لها علاقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ فهو يحلم بمراة «فاضلة أغلى من اللآلئ». ويقول «مع الأسف لقد استخدمت المرأة الحرية على نحو خاطئ، وراحت تتمثل الرجل في كل شيء وهو ما أفقدها حيويتها ومكانتها بين الشباب المقبل على الزواج»، مضيفا «العصر أزال الحواجز بين البشر ما جعل المرأة تتخلى عن الخجل الذي تتمتع به امرأة مثل أمي». ويرى أنه «من الأفضل أن نعود إلى قيمنا الرشيدة وأن يبحث العالم عن حلول لكي لا تتسع عنوسة الرجال والنساء معاً بسبب مغريات العصر التي أفسحت المجال إلى الابتعاد عن الجوهر الحقيقي للحرية». بناء صحيح يؤكد استشاري الطب النفسي ورئيس قسم جناح العلوم السلوكية بمستشفى مدينة خليفة الطبية الدكتور أحمد الألمعي أن الصدق هو أقرب طريق لنجاح العلاقات الإنسانية، والشاب لديه مرحلة رائعة تتمثل في الخطوبة التي من الطبيعي أن يضع من خلالها النقط على الحروف، ومن ثم يتفق مع خطيبته على الأسس التي يريد عبرها بناء عش الزوجية وإذا كان من الضروري أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي لها حضور في حياة الزوجين الجديد؛ فمن الممكن أن يتفق كلا منهما على أن تكون بينهما حسابات مشتركة لكي تتهاوى الخصوصية، ويصبح كل واحد منهما على اطلاع كامل بتصرفات الآخر، لكن يبقى أن يحمل كل طرف شعار الصدق والإخلاص والتمسك بالقيم الدينية لكي يستقبل هؤلاء الشباب حياتهم الزوجية بشيء من التفاؤل والأمل في بناء حياة زوجية متماسكة. تجربة فاشلة من الذين اكتووا بنار مواقع التواصل الاجتماعي حسن سعيد، طالب في السنة الرابعة بجامعة الإمارات، الذي أصر والده على أن يزوجه فور الانتهاء من الدراسة الجامعية، وبعد أن استقر حسن على اختيار زوجة المستقبل، وهي طالبة تصغره بعام في الجامعة نفسها، وخطبها بالفعل اكتشف أنها لا تستطيع الاستغناء عن التواصل مع زملائها وزميلاتها والأشخاص الذين يرتبطون معها بعلاقة صداقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والطريف أنها في أثناء الجلوس معه تستجيب فوراً لأي رسالة طارئة من أصدقائها وتجيب في الحال، ما دفعه إلى فسخ الخطبة والبحث عن فتاة لا تهوى التواصل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©