مصطفى الديب (أبوظبي)
تعد رحلة سباق فولفو للمحيطات العالمي، واحدة من الرحلات الصعبة على صعيد التحديات، التي تواجهها اليخوت المشاركة في الحدث، والتي تمر بأربعة محيطات وست قارات على مستوى الكرة الأرضية، وتتطلب الرحلة الطويلة فريق عمل مميزاً في ورشة الصيانة، لاسيما أن هناك العديد من الخسائر التي تتعرض لها اليخوت، وتتطلب معالجة سريعة للعودة إلى اللحاق بركب المنافسة، وتعد ورشة الصيانة أحد أهم المحطات التي تدخلها اليخوت بعد كل محطة من محطات الماراثون البحري الطويل.
في أبوظبي، تصل مدة وقوف اليخوت في ورشة الصيانة إلى 12 يوماً، من أجل الوقوف على كل الأعطال التي تعرضت لها اليخوت خلال الرحلة من مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، إذ دخلت اليخوت في الخامس عشر من الشهر الجاري عملية الفحص الشامل والوافي قبل الدفع بها مجدداً في مياه الخليج في السابع والعشرين من الشهر الجاري لتواصل رحلة المنافسة في عباب البحار والمحيطات، لا سيما مع سباق الميناء المستضيف الذي سوف يقام في الثاني من الشهر المقبل، على أن تغادر الفرق الستة المشاركة، أبوظبي في الثالث من الشهر نفسه متجهة إلى مدينة سانيا الصينية في واحدة من أطول مراحل الحدث العالمي.
وبدلاً من أن تسبح اليخوت في الماء، تبقى معلقة في الهواء لمدة 12 يوماً، وهذا هو الواقع حالياً في ورشة العمل بقرية سباق فولفو للمحيطات على كاسر الأمواج في العاصمة أبوظبي، حيث تقبع اليخوت معلقة على أوناش كبيرة، من أجل الكشف عنها بشكل دقيق، ويقف اليخت «عزام» في مقدمة اليخوت، ويعقبه يخت فرق برونيل، ثم فريق دونفينج، والثلاثة يتشاركون في صدارة الترتيب العام بأربع نقاط.
وتحدث الجنوب أفريقي ريتشارد بين أحد أعضاء فريق عمل ورشة الأشرعة عن محطة الصيانة، قائلاً: من المؤكد أن التوقف في ورشة الصيانة واحدة من أهم خطوات الحفاظ على اليخوت المشاركة، لا سيما أن الكشف عنها بشكل دوري عقب كل جولة أمر غاية في الأهمية. وأضاف: تختلف كل جولة عن الأخرى من حيث قائمة الفحوص، التي تعرض لها اليخوت، فيما عدا الأعطال المفاجئة التي يتعرض لها البعض بشكل مفاجئ، مشيراً إلى وجود فريق عمل محترف على أعلى درجة من الاحترافية، لأداء هذه الوظائف. وأكد ريتشارد أن هناك العديد من الأقسام، حيث يتخصص كل فريق في إصلاح جزء معين من اليخت، فهناك فريق الأشرعة، وهناك فريق لحامل الأشرعة، وآخر لجسم اليخت نفسه، إضافة إلى الفريق التقني الذي يشرف على أداء الماكينات التي تحرك اليخوت.
وأشار إلى أن هناك عملاً شاقاً ينتظر فريق عمل الصيانة عقب كل محطة، خصوصاً أن إخراج اليخوت من الماء يعد عملاً صعباً بحد ذاته، وضرب مثالاً بالأشرعة، وقال: وزن الشراع الطبيعي يصل إلى 700 كجم، وعقب السباق يصل وزنه إلى أكثر من ألفي كجم بسبب احتوائه على كمية كبيرة من الماء، الأمر الذي يتطلب عملاً شاقاً لإعادته إلى وزنه الأصلي. وأكد أن هناك بعض اليخوت التي تتطلب تصنيع شراع جديد في حال كانت الرياح عاتية والأمواج لا يمكن تحملها، الأمر الذي قد ينتج عنه كسر في حامل الشراع أو قطع في الشراع نفسه.
وأشار إلى أن فترة الـ 12 يوماً التي تتوقف خلالها اليخوت في ورشة الصيانة تكاد تكون مناسبة تماماً، خصوصاً أن هناك أعطالاً تتطلب عملاً لمدة أسبوع أو عشرة أيام، وأخيراً تمنى التوفيق للجميع في الرحلة المقبلة، مشيداً بأداء جميع أعضاء الفرق الستة المشاركة في السباق، ودلل على قوة المنافسة بوجود ثلاثة فرق في صدارة الترتيب العام.
ووجه ريتشارد التحية إلى هيئة أبوظبي للسياحة على استضافة الحدث، مؤكداً أن محطة العاصمة الإماراتية أبوظبي تعد واحدة من أهم محطات السباق، خصوصاً أن الجميع يعرف مدى قدرة أبوظبي على تنظيم مثل هذه الفعاليات، وأشار إلى أنه هو شخصياً استمتع كثيراً بالتواجد في أبوظبي، خصوصاً أن الأجواء ممتعة للغاية، والقرية التراثية تعد واحدة من أكبر القرى، التي تُقام على هامش السباق، وأمتعها على الصعيد الجماهيري.
ترويسة:
أكد الجنوب أفريقي ريتشارد، أحد أعضاء فريق عمل ورشة الأشرعة. أن الفعاليات المصاحبة. سواء الرياضية أو الفنية. أو حتى الاجتماعية من أمتع النشاطات.
«روح أبوظبي» يشارك الجماهير الفرحة اليوم
أبوظبي (الاتحاد)
تحت عنوان «روح أبوظبي»، يقام اليوم حفل الفنان حمدان العبري، على المسرح العائم بالقرية الراثية لسباق فولفو للمحيطات، ويبدأ الحفل في الثامنة مساء ويستمر لمدة ثلاث ساعات، ومن المتوقع أن يشهد الحفل إقبالاً جماهيرياً كبيراً، لا سيما أن جماهير السباق اعتادت الوجود في الحفلات الموسيقية التي تم تنظيمها منذ بداية الحدث.
ويتواصل اليوم البرنامج الترفيهي لزوار القرية، حيث يبدأ باللياقة البدنية على الشاطئ في الثانية عشرة ظهراً ويستمر حتى السابعة مساء ويتخلله عدد من العروض على رأسها الرجبي عند الغروب والرماية بالقوس. أما عشاق البحر، فسوف يكونون على موعد من تجربة الإبحار الشراعي التي تتيح للحضور خوض تجربة على يد مدربين متخصصين، وتبدأ في الواحدة ظهراً وتستمر حتى السابعة مساء.
إقبال كبير على «البحث عن نيمو»
أبوظبي (الاتحاد)
شهد مساء أمس إقبالاً جماهيرياً كبيراً خصوصاً على قاعة السينما التي عرضت فيلماً، تحت عنوان البحث عن نيمو، وهو أحد الأفلام المتخصصة في سباقات فولفو للمحيطات، والذي استعرض تجربة السباق بمختلف مراحله، والصعوبات التي يواجهها البحارة على متن اليخوت خلال الرحلات التي تستمر لفترات طويلة في المياه، خصوصاً وأن الحدث يمر بأربعة محيطات، وست قارات على مستوى الكرة الأرضية.
ووجه محمد الزعابي من هيئة أبوظبي للساحة الدعوة لجماهير العاصمة أبوظبي للاستمتاع بأجواء قرية سباق فولفو للمحيطات، مؤكدا أن هناك العديد من الأحداث والفعاليات الشائقة.
عدد اليوم
