الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

طلاب السمالية الربيعي.. على خطى الآباء

طلاب السمالية الربيعي.. على خطى الآباء
23 ديسمبر 2015 00:22
أشرف جمعة (أبوظبي) يواصل ملتقى السمالية الربيعي الوطني فعالياته في جزيرة السمالية وسط حضور كثيف لطلاب المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، ويستمر الملتقى لمدة ثلاثة أسابيع تزخر بعديد من الأنشطة التراثية التي تقام على أرض الجزيرة مثل رياضة الفروسية والهجن بالإضافة إلى الورش المتخصصة في الموروث الشعبي. واللافت أن الملتقى الذي يختتم أسبوعه الأول غداً استضاف أحد الشعراء الذين يعزفون على الربابة وسط استجابة حارة وتفاعل كبير من الطلاب الذين استمعوا للحكايات القديمة والأناشيد التراثية مصحوبة بالعزف على الربابة فضلاً عن اندماجهم في الكثير من الفعاليات والورش البحرية، ورحلة السفينة التراثية، وهو ما يؤكد سعي الملتقى إلى ترسيخ القيم التراثية والحفاظ على التقاليد والعادات الأصيلة. مفردات التراث ويقول مدير إدارة الأنشطة في نادي تراث الإمارات والمشرف العام على ملتقى السمالية الربيعي سعيد علي المناعي: يتميز الملتقى هذا العام بزخم أنشطته التي تحفز الطلاب على التعرف إلى تراثهم العريق ومن ثم تتلمس خطى الآباء والأجداد وهو ما يمنحهم القدرة على الاستفادة من المعاناة التي عاشها الجيل القديم والتي أهلتهم إلى استغلال كل ما هو موجود في بيئتهم ومن العمل في البحر الذي كان يعد مصدر الرزق في أحايين كثيرة، ويبين أن جزيرة السمالية التي تحتضن هذا الملتقى في هذا الوقت من العام، حيث الأجواء الشتوية الدافئة تمثل مركزاً مشعاً لتعليم مفردات الموروث الشعبي الأصيل. بيوت قديمة ويذكر المناعي أن الجزيرة تحتوي على بيت الصقور بإشراف كامل للمدربين التراثيين الذين يدربون الطلاب ويقدمون لهم الورش التراثية المختلفة بالإضافة إلى وجود البيوت التراثية القديمة وعلى رأسها بيت علي حسن الذي بني على نسق البيوت القديمة التي تجمع جمال العمارة البسيط وتفي بكل مستلزمات الإنسان في جميع فصول السنة، مشيراً إلى أن كل شيء في الجزيرة يأخذ طابعاً تراثياً محضاً مثل محولات الكهرباء التي لا يمكن للزائر أن يكتشف طبيعتها لأنها موضوعة داخل أعمدة تأخذ شكلاً تراثياً كاملاً ويرى أن بيوت العريش والحظيرة وغيرها من البيوت التراثية تغري الطلاب بالتعرف إلى طبيعة البيوت القديمة واستخداماتها والمجالس التي كانت تقام في بعضها. سياحة داخلية ويؤكد المناعي أن هناك اتجاهاً لفتح أبواب جزيرة السمالية أمام الزوار والسياح نظراً لما تتمتع به من فنادق وشاليهات مطلة على البحر ومبنية على الشكل التراثي وتتمتع بكل الخدمات كنوع من التشجيع على السياحة الداخلية خصوصاً، وأن السمالية تستضيف الطلاب في معسكرات قصيرة من داخل هذه الفنادق والشاليهات والأماكن المخصصة للإقامة. ويبين المناعي أن الجزيرة تتمتع بكل عوامل الأمان وبها حياة خصبة تمثل البيئات التراثية القديمة جميعاً. تبادل الأدوار إلى ذلك يقول مدير ملتقى السمالية راشد خادم الرميثي: حرصت إدارة الأنشطة على إقامة الفعاليات في مكان واحد بحيث يتمكن الطلاب من المشاركة في جميع الأنشطة والتنقل بينها بيسر وسهولة فحضرت الهجن والفروسية مع وجود المدربين التراثيين وجميع كوادر إدارة الأنشطة لتأخذ نصيبها من المسؤولية ومن ثم إدارة الفعاليات بكفاءة عالية لذا فإن كل يوم من الملتقى يشهد مديراً جديداً للأنشطة في نوع من تبادل الأدوار مع وجود مشرفي المراكز والمدربين التراثيين، وهو ما يمثل نوعاً من التكامل والالتفاف حول المصلحة الوطنية وأداء رسالة نادي تراث الإمارات في إكساب الطلاب المهارات اللازمة التي ترسخ لديهم مبادئ المواطنة الصالحة. مهارات حياتية ويوضح علي السبوسي مدير مركز سويحان أن ملتقى السمالية واحة مضيئة ومكان ظليل يجمع الطلاب على تعلم كل ما يفيدهم في حياتهم العامة من خلال الموروث الشعبي الأصيل، الذي يعد مدخلاً حقيقياً لبناء الشخصية القوية التي تتمتع بالمهارات الحياتية اللازمة لخوض تجربة التميز التي تتبناها الإمارات منذ قيام دولة الاتحاد. ميدان السباق ويقول مدرب الفروسية علي راشد: منذ بداية ملتقى السمالية الربيعي الوطني ونحن ندمج الطلاب في الورش التي بدورها تعدهم إلى أن يخوضوا ميدان سباق الفروسية بكل ثقة وأمان، خصوصاً وأن ميدان الفروسية في جزيرة السمالية على تعريف الطلاب بالأقسام المختلفة للفروسية من اسطبلات وعيادة بيطرية وأماكن تنظيف الخيل مع الاندماج في برنامج التقرب من الخيول ثم تبدأ مراحل أخرى منها طريقة التعامل مع الخيل، ويتم ذلك بتطبيق عملي إلى أن يصل الطالب إلى مرحلة التمكن من إسراج وركوب الخيل ويلفت علي راشد إلى أن ترويض الخيل من المهارات التي يجب أن يتعلمها الطلاب وهو ما نحرص عليه خلال أيام ملتقى السمالية الربيعي الوطني. سفينة تراثية ويشير مدير مركز أبوظبي أحمد مرشد الرميثي إلى أن جميع المركز المنتسبة إلى نادي تراث الإمارات حضرت الملتقى منذ انطلاقه وهي مستمرة حتى نهايته إذ بلغت المشاركة في الأسبوع الأول أكثر من 1000 مشارك ومن الطبيعي أن ترتفع نسب الحضور في الأيام المقبلة، خصوصاً وأن الأنشطة البحرية جذبت الطلاب للمشاركة في ورشة فلق المحار والتعرف إلى البيئة البحرية ومن ثم أخذ جولة بالسفينة التراثية. شاعر وربابة بين ثنايا إحدى خيم المهرجان جلس الشاعر أحمد الحاج علي، وبين يديه ربابته ومن حوله بعض طلاب المراكز المنتسبة لنادي تراث الإمارات وأخذ يشرح لهم تاريخ الربابة ومما تصنع، موضحاً أن الربابة آلة موسيقية وهي من ضمن الآلات الأولى التي كان لها حضور في الحياة القديمة ويصنع هيكلها من الخشب وجلد الحيوان أما أوتارها فهي من شعر الحصان العربي الأصيل، ثم بدأ يدندن لحنه وينشد والطلاب يرددون ما يقول وهم في حالة من النشوة العارمة والسعادة البالغة، إذ إن هذا اللون من الفن كان له حضوره في المجالس القديمة والتي كانت تدار فيها أكواب القهوة العربية، حيث يحلو السمر وتعلو فيها نبرة الحماس على صوت الشاعر وجمال إيقاعه وحسن حكاياته المغناة التي كانت تتماهى مع الحكمة الخالصة ويرى الشاعر أحمد الحاج أن الربابة من الموروثات الشعبية الأصيلة في الإمارات والأقطار العربية. فروسية طفل أثناء صعود الطفل حمد البلوشي على صهوة حصان في ساحة الأنشطة المطلة على البحر مباشرة في جزيرة السمالية أصر على أن يأخذ بعض الإرشادات من مدرب ومسؤول ركن الفروسية في جزيرة السمالية علي راشد، حيث حفز راشد البلوشي على تعلم مبادئ الفروسية وأن يزيل الخوف من صدره خصوصاً وأن الخيل مخلوق يحتاج إلى قائد يسير به ويمتلك القدرة على تطويعه ومن ثم السير به والعدو وقفز الحواجز وإصابة الأهداف بالرمح وهو ما بث في نفس الطفل الراحة والطمأنينة وأقبل على تعلم مبادئ الفروسية مع زملائه. فلق المحار في إحدى الخيام التراثية المنتشرة على شاطئ جزيرة السمالية، جلس المستشار التراثي حبثور الرميثي يقدم ورشة فلق المحار والطلاب من حوله من أجل التعرف إلى حياة البحارة الإماراتيين وأساليب الغوص والبحث عن اللؤلؤ وهو ما أتاح لهم أن يطرحوا بعض الأسئلة، واللافت أن الرميثي كان يجيبهم بكل ترحاب إذ لفت إلى أنه وهو في سن العاشرة كان والده يدفعه دفعاً إلى الغوص ويلقي به في البحر وهو ما جعله يحب حياة البحارة ويبرع في عمليات صيد اللؤلؤ، وبعد انتهاء هذه الورشة استكمل معهم الوالد حبثور ورشة أخرى على سطح سفينة تراثية كانت تجوب المياه المحيطة بجزيرة السمالية حتى يستشعر الطلاب حياة البحارة ويتفاعلوا معها بطريقة عملية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©