بيروت-الاتحاد ووكالات الأنباء: أكد زعيم الأكثرية النيابية في لبنان سعد الدين الحريري أمس أنه ليس أمام عناصر ''فتح الإسلام'' التي غدرت بالجيش اللبناني سوى تسليم نفسها، وقال خلال زيارة تعزية بشهداء الجيش شملت كلا من وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش ميشال سليمان: ''ليس أمامهم (فتح الإسلام) سوى تسليم أنفسهم··الجيش لن يسمح لهذه المجموعة من الإرهابيين بأن تبقى ويجب نبذها والتخلص منها''· وأضاف الحريري الذي رافقه في الزيارة الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط :''أتينا للتعزية بشهداء الجيش الذين استشهدوا في سبيل حماية كل لبناني وكل زائر للبنان··إخواننا الفلسطينيون في المخيمات هم قضيتنا الأولى والتاريخية لكن المساس بالجيش وقتل جنودنا غدراً ليس له علاقة بالقضية الفلسطينية''·
الى ذلك، اتهم رئيس الهيئة التنفيذية لـ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع أمس الاستخبارات السورية بإدارة جماعة ''فتح الإسلام''، مشيراً الى أن زعيمها شاكر العبسي كان معتقلاً في سوريا ومطلوباً من قبل السلطات الأردنية ومع ذلك اطلق سراحه في العام 2005 بعد الانسحاب السوري من لبنان· وأعرب خلال مؤتمر صحافي عن أسفه لأن المعارضة اللبنانية واصلت هجومها على الحكومة رغم دقة المرحلة وخطورة المعركة بدل التشديد على التضامن اللبناني، متسائلاً كيف باستطاعة الحكومة العمل ورئاستي الجمهورية والبرلمان تعرقلانها·
وأكد جعجع على التنسيق التام بين الأجهزة الأمنية بشأن ما يحصل في مخيم نهر البارد، وحذر من خطة لاعادة الوضع الى ما كان عليه في العام 1975 وقلب الأوضاع الى ما كانت عليه قبل العام ،2005 وشدد على أن الحل هو في تعقب الجيش اللبناني للمجموعة الإرهابية والقضاء عليها تماماً واعتقال آخر فرد منها· مشيراً الى أن لا علاقة للفلسطينيين بـ''فتح الإسلام''· وحذر من تعطيل استحقاق رئاسة الجمهورية لأن ذلك يعتبر جريمة بحق الوطن لأنه الأمل الوحيد على المدى المنظور لإعادة بناء الدولة·
اما نائب الأمين العام لـ''حزب الله'' نعيم قاسم فقد استنكر الاعتداء على الجيش اللبناني، لكن دعا الى عدم زجه في المشاكل الأساسية لأن دوره حماية السلم الأهلي ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وقال خلال احتفال لـ''حزب الله'' لمناسبة عيد التحرير: ''نعيش في أجواء سياسية معقدة وصعبة في لبنان والحكومة غير الشرعية تتحمل مسؤولية الأفق المسدود للحلول واستمرار التوتر السياسي والأخطاء المتتالية ومحاولات التدويل لتضييع لبنان''، ودعا الحكومة الى الاعتراف بأن المعارضة تمثل ثلثي الشعب اللبناني والا فلتحصل انتخابات نيابية مبكرة تحدد الأكثرية والأقلية ومن يربح يتسلم السلطة·
ورأى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بدوره أن الإعتداءات على الجيش والقوى الأمنية في الشمال والتفجيرات التي طالت الأمنيين وهددت استقرارهم في بيروت بداية لمرحلة خطيرة وموضعاً لسؤال كبير عن الأهداف والخلفيات التي أدت الى توريط لبنان في هذه الأزمة والمسؤوليات المترتبة على الفريق الحاكم بما يستدعي التحقيق الجدي والسريع لمعرفة حقيقة ما يجري ويتحمل المسؤولون عن التفريط بالبلد وأمنه تبعات ما حدث· وأكد على العلاقة الأخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني وادان كل محاولات إثارة الفتنة بينهما·
عدد اليوم
