الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستخدام الآمن لمقعد الطفل في السيارة يقلل إصابته في الحوادث

الاستخدام الآمن لمقعد الطفل في السيارة يقلل إصابته في الحوادث
13 ديسمبر 2011 14:51
كثير من الأمهات والآباء لا يرغبون في وضع الطفل في الكرسي الخلفي للسيارة، بسبب اعتقاد خاطئ منهم، حيث لا يريد البعض منهم أن يحرم طفله من حنانه ويغضبه، فتجد الصغير يلعب بمكونات المركبة المواجهة للكرسي والأم تحضنه، وبعض الأسر تقوم بذلك تحت ضغط الصغير الذي يرفض تماماً الجلوس في المقعد الخلفي. إلا أن ذلك يكلف الأسر غالياً، حيث يكون الأطفال الضحية الأولى في حال وقوع حوادث السير. الحوادث التي قد يتعرض لها الطفل جراء الجلوس في المقاعد الأمامية، تعتبر قاتلة، ولتجنب هذه الحوادث تقوم الكثير من الجهات في الدولة بتوعية الجمهور بأهمية التزام الطفل بالمقاعد الخلفية في السيارة، بحيث تقدم الدورات التوعوية، في حين تقدم جهات أخرى كراسي لكل أم دخلت المستشفى من أجل وضع مولودها، وذلك لتكون أول رحلة للمولود من المستشفى للبيت في الكرسي الخلفي للسيارة ليتعود عليه الصغير، ورغم هذه الجهود الكبيرة لا تزال هناك أسر تضع الأطفال في الكراسي الأمامية للسيارة أو تجلسهم في الكراسي الخلفية لها، لكن دون استعمال الكرسي المخصص لذلك والذي يناسب كل فئة عمرية. لا للحضن عن استعمالها لكرسي الطفل في السيارة، تقول صفية السيد، موظفة بإحدى الشركات، إنها لم تعود ابنها الوحيد على الكرسي منذ حداثة ولادته، ما جعل الأمر شبه مستحيل. وتضيف «لم أتوصل إلى الطريقة التي تجعلني صارمة معه في هذا الأمر، حيث يخضعني لرغباته من خلال شدة البكاء، فكلما وضعته في الكرسي المخصص له يبكي وينهار، ولا يرغب أبداً فيه، إذ يشعر أنه مقيد، وأنا أحتفظ بكرسيين داخل السيارة، ولكن لا يستعمل أي واحد منهما، وهكذا اضطر لمصاحبة الخادمة لاحتضانه أثناء القيادة في حالة كنت من سيقود، أما إذا كان والده متواجداً فأنا من يقوم بهذه المهمة أي احتضانه حتى لا يسقط، ويتعرض لأي مكروه». في حين، تقول سميرة محمد، أم لأربعة أولاد موظفة «اقتنيت أشكالاً كثيرة من الكراسي، في كل ولادة من ولادات أبنائي، نستعملها في البداية، وبعد شهور قليلة يتركها الصغير، بحيث لا يرغب في تقييده، وخاصة إذا احتضنته فإنه يتعود على حضني، ولا يقبل أبداً الرجوع للكرسي المخصص له، كما أنني كنت أعتقد أن هذا المكان يصلح للصغير إلى أن يصبح عمره سنة فقط، وهذا اعتقاد خاطئ، أدركته عندما كنت أدرس دورات القيادة النظرية، حيث علمت أن لكل عمر كرسياً معيناً، وأن الكرسي يجب أن يتجه عكس مسار السيارة، وغيره من التفاصيل». أما فاطمة جلال، ربة بيت وأم لطفلين؛ فتقول عن تجربتها مع كرسي الأطفال «بعد ولادة آدم ابني الصغير، تلقيت هدايا من بينها كرسي للسيارة، اكتفيت في بداية الأمر في احتضانه كونه صغيراً، ولا أريد تركه بمفرده، وعند المسافات الطويلة كنت أفضل الجلوس في الخلف، وهكذا تعود على ذلك، وظل الكرسي في السيارة، نضع فيه آدم عندما يستسلم للنوم، واعترضتني مشكلة كبيرة عندما بدأت أقود السيارة، بحيث حاولت بكل الطرق أن يلتزم بالكرسي، لكنه لم يرضخ لأوامري، والأصعب من ذلك أنه يشدني من أطراف ملابسي أحيانا أثناء القيادة، أو يرمي بنفسه أمامي بالرغم مني». وتدرك جلال أن ذلك يشكل خطورة كبيرة عليها وعلى الصغير، لكن تقول إنه لم يتعود أبداً على الجلوس في الكرسي المخصص له، مشيرة إلى أنها مرة ضغطت على الفرامل فسقط ابنها تحت المقعد، ما خلق لها ارتباكاً كبيراً وسط الطريق. إلزام مبكر إذا كان البعض يشكو من عدم رغبة الصغار في الجلوس في الأماكن المخصص لهم فإن البعض الآخر، توصل لطرق تلزم الصغار بذلك. في هذا الصدد، يقول سمير شهاب «من البداية كنت صارما في هذا الأمر، بحيث كانت والدة ابنتي تنزعج من ذلك، لكني كنت أصر على وضعها في الكرسي المخصص لها، في البداية كانت تبكي بقوة، تركت لها المجال، لم أوليها أي عناية، وتكرر الأمر ولم أستجب لبكائها أبدا، وبعدها أدركت أن هذا مكانها ولا يجب تغييره، واليوم أصبحت تجلس فيه بإرادتها». ويضيف سمير «اطلعت على بعض الدراسات التي توضح أهمية تواجد الطفل في المقعد الخاص به في السيارة، بحيث يخفض من احتمال تعرضه لإصابة مميتة بمقدار سبع مرات من الطفل الذي لا يكون موجوداً في مقعده في حال تعرض السيارة لحادث، وهي تسير بسرعة خمسين كيلومتراً بالساعة، لهذا قدرت عدم وجوده يعتبر خطراً حقيقياً يهدد حياته، إذا قامت السيارة بأي ردة فعل تقوم بها السيارة، بالإضافة إلى أن الوسادة الهوائية يمكن أن تتسبب في وفاة الطفل إذا وقع أي حادث مفاجئ، وكان الطفل في الكرسي الأمامي للسيارة». وتعمل بعض الجهات من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية بالتوعية باستعمال كراسي الأطفال في السيارة، منها من يقدم دورات في هذا الاتجاه لرفع مستوى الأهل بأهمية وضع الطفل في المكان المخصص له، في حين هناك من يقدم التوعية عن طريق أشياء ملموسة مثل كراسي الأطفال. في هذا الصدد، تقول عائشة الرميثي، المثقفة الصحية بقسم الصحة العامة في مستشفى الكورنيش «مستشفى الكورنيش كرس مهامه لتقديم رعاية صحية مميزة للمرأة والمواليد الجدد في أبوظبي، أسس مستشفى الكورنيش مركزا لسلامة المواليد الجدد لدعم الأمهات ومقدمي الرعاية بمنحهم وسائل حماية أطفالهم خلال التنقل، حيث إن 71% من كراسي الأطفال أكثر فعالية في الحماية من الإصابات من كوارث اصطدام السيارات، و67% منها أكثر فعالية في الحماية من الإصابات التي تقضي المكوث في المستشفى». وعن كيفية تعويد الطفل منذ صغره على الالتزام بالجلوس في الكرسي، تقول الرميثي «يكون من السهل تعويد الأطفال الجدد على استخدام الكرسي من اليوم الأول، حيث إن الطفل يكون غير مدرك للعالم من حوله فلا يبدي أي اعتراض على جلوسه في الكرسي، أما الوضعية الصحيحة هي أن يوضع الأطفال في المقعد الخلفي للسيارة في الوضعية المعاكسة لسير السيارة إلى غاية بلوغهم السنة الأولى على الأقل. وتشير إلى أنه للإسهام في التوعية فإن مستشفى الكورنيش يقدم من خلال مركز سلامة المواليد الجدد الخدمات التالية، مثل منح كل مولود كرسي سيارة مجاناً أو تسليم رسالة تسليم كرسي للطفل، وتثقيف الأولياء بشأن تركيب كراسي أطفالهم، وتوعية المجتمع من خلال التثقيف بشأن سلامة الراكب الطفل، بحيث يسهم في نشر ثقافة السلامة المرورية للأطفال من خلال استخدام الكرسي أثناء التنقل في السيارة. توعية ومخالفات من جهتها، تؤكد مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، توفير أعلى درجات السلامة للأطفال أثناء جلوسهم داخل المركبات، وتعزيز التزام الأفراد بجلوسهم في المقاعد الخلفية للمركبة، الذي يشكل أماناً لهم أكثر الجلوس في المقاعد الأمامية بخمسة أضعاف، وبلغ عدد مخالفات عدم استخدام المقاعد المخصصة لجلوس الأطفال في المركبة خلال التسعة شهور الماضية 247 مخالفة. ويقول المقدم يسلم التميمي، نائب مدير إدارة هندسة المرور وسلامة الطرق في مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، إن بعض السائقين وخصوصاً السائقات الإناث يسمحون لأطفالهم بالجلوس على المقعد الأمامي في السيارة، ما يشكل خطراً على حياتهم، مشيراً إلى حدوث وفيات وإصابات بين صفوف الأطفال، نتيجة لتعرض مركبات كانت تقلهم في المقاعد الأمامية لحوادث. ويؤكد ضرورة جلوس الأطفال في المقعد الخلفي، باعتباره أكثر مكان آمن لهم في السيارة، مشيراً إلى أن الدراسات أثبتت أن جلوس الأطفال في المقاعد الخلفية؛ واستخدام حزام الأمان يقللان احتمال وفاتهم في الحوادث بنسبة 70 في المائة، وإصابتهم بإصابات خطيرة بنسبة 50 في المائة. ويضيف التميمي أن كثيراً من الحوادث المرورية التي يتعرض لها الأطفال يمكن تفاديها في حالة رعايتهم ومراقبة تصرفاتهم داخل السيارة، وعدم ترك محرك السيارة يعمل في حالة نزول الآباء منها، منوهاً إلى ضرورة إغلاق المحرك وعدم ترك المفتاح داخل السيارة، ومشيراً إلى أن كثيراً ما يقوم الأطفال بتقليد آبائهم وأمهاتهم بالجلوس خلف مقود السيارة وإدارة المحرك، الأمر الذي يعرضهم إلى مخاطر كبيرة. ويلفت إلى تركيز مديرية المرور والدوريات من خلال استراتيجية السلامة المرورية ومنهجية التواصل المجتمعي، لرفع مستوى الوعي بأهمية استخدام كراسي الأطفال وربط حزام الأمان بتكثيف المحاضرات التوعوية لكافة لشرائح المجتمع كافة. تقليل المخاطر يقول المقدم فيصل الشمري، مدير مركز حماية الطفل في وزارة الداخلية، إن العديد من الدراسات التي أجريت بشأن حماية الأطفال في المركبات أظهرت أن احتمالات تعرض الرضع والأطفال الصغار الآخرين للخطر خلال حوادث السيارات تقل إذا كانوا يجلسون في مقعد خاص بالأطفال، أو يستخدمون بعض الأنواع الأخرى من أنظمة تقييد حركة الأطفال، وليس حزام الأمان فقط. ويحث أولياء الأمور على ضرورة تعويد الأبناء على أسلوب الركوب والنزول من وإلى المركبة وطريقة الجلوس على المقاعد، وأسلوب استخدام حزام الأمان ووسائل التثبيت (الكراسي) أثناء الجلوس في المقاعد الخلفية؛ حيث لا يسمح بجلوس الأطفال الصغار دون سن العاشرة في المقاعد الأمامية؛ لعدم جدوى حزام الأمان الذي لا يمكن الاستفادة منه بسبب ضآلة أجسام صغار السن. وأجمعت الدراسات على أن كراسي الأطفال ثلاثة أنواع منها: كرسي الرضيع، وفيه يكون رأس الطفل نحو الأمام وهو ينظر إلى الخلف، ويستخدمه حتى يبلغ عمر الطفل السنة، أو يبلغ وزنه نحو 9 كيلوجرامات، والنوع الثاني كرسي الطفل الدارج وفيه يكون رأس الطفل إلى الخلف وهو ينظر إلى الأمام، ويتم استخدامه منذ أن يصبح وزن الطفل 9 كيلوجرامات إلى أن يبلغ عمره 4 سنوات، ويرى البعض أن كراسي الرضيع يمكن أن يتم تحويلها إلى كراسي الدارج بإجراء تعديلات بسيطة عليها، بعد أن يبلغ الطفل الوزن الملائم، أما الكرسي الثالث فيسمى الكرسي الداعم، وهو بعد أن يصل وزن الطفل 18 كيلوجراماً، إلى أن يصبح وزنه نحو 36 كيلوجراماً، وهذا الكرسي الداعم يرفع مستوى جلوس الطفل في السيّارة، ويمكنه من الرؤية من النافذة ومن الاستخدام الملائم للحزام الواقي، إن أفضل مكان يوضع فيه كرسي الطفل هو في المقعد المتوسط الخلفي من السيّارة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©