الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كيمياء» خاصة !

1 يناير 2012
كل يوم نكتشف أننا سنظل عاجزين عن فهم واستيعاب وفك “شيفرة” تلك العلاقة الوراثية بين الأم ووليدها مهما امتد عمره، ويبدو أننا سنتوقف كل يوم مع محاولة علمية أو بحثية جديدة لفك وفهم أسرار هذه “الشيفرة” التي تختصر عادة بكلمة “جينات”، لتلخص تلك العلاقة الكيميائية الغريبة بين الأم ووليدها خارج حدود تشابه الملامح، أو تطابق الصفات والسمات، ويتعدى الأمر إلى توريث الطباع، والمزاج والحالة النفسية، والميول والاتجاهات، بل تتجاوز “كيمياء” العلاقة إلى التأثر بطبيعة العلاقة الحميمية بين الأم ووليدها. وبعيداً عن الصفات الفسيولوجية، أحياناً تصيبنا الدهشة أمام تطابق حركات وسحنات وإيماءات لا إرادية لطفل حديث الولادة، مع أحد الوالدين، ومع الأم بوجه خاص، أو نتوقف عند تماثل وتطابق الإيماءات البسيطة، وردود الأفعال اللاإرادية له عند الكبر، بل تتطابق الميول والاتجاهات والانفعالات أيضاً. في أحدث دراسة أميركية تتبعية على نحو ألف طفل حتى مرحلة البلوغ، نكتشف أن الطفل الصغير الذي لا تربطه علاقة جيدة بأمه أكثر عرضة لزيادة الوزن كلما تقدم به العمر. ووجد الباحثون أن أكثر من 25 في المئة من الذين سجلوا أدنى درجات في اختبارات العلاقة بين الأم والطفل أصيبوا بالسمنة في سن 15 عاماً. وأظهرت النتائج، إنه على العكس من ذلك فإن 13 في المئة فقط من الأطفال الذين كانت تربطهم علاقات جيدة بأمهاتهم أصيبوا بالسمنة، في حين أن هذا لا يثبت ارتباط المسألتين فإن أبحاثاً أخرى أظهرت صلة وثيقة بين النضج العاطفي والعقلي للأطفال، وكيفية تفاعلهم مع أمهاتهم، ففترة الطفولة التي تتسم بالتوتر يمكن أن تحدث أثراً دائماً على مخ الطفل. وأشارت الدراسة إلى أن هناك تداخلا في المخ بين المناطق التي تتحكم في التوازن بين الضغط العصبي والطاقة، وربما يكون رد فعل الضغط العصبي مرتبطا بالسمنة من خلال عملية تنظيم شهية الطفل. لقد أجرى الباحثون تقييماً لعلاقة الأطفال في هذه السن بأمهاتهم ـ من خلال تسجيلات مصورة دقيقة ـ استناداً إلى قدرة الأم على إدراك الحالة الانفعالية للطفل ومدى الدفء الذي تمنحه له، وكذلك ميل الطفل لاكتشاف البيئة المحيطة به بحرية وهي مسألة مرتبطة بما يطلق عليه “الشعور بالأمان من خلال الارتباط”. وأظهرت الدراسة أن علاقة ربع الأطفال بأمهاتهم كانت متدنية، في حين أن 22 في المئة سجلوا أرقاما رائعة في كل جلسة من الاختبارات. وفي سن 15 عاماً أصيب 26 في المئة من الأطفال الذين يعانون من مشكلات في علاقتهم بأمهاتهم بالسمنة، وهي نسبة تمثل ضعف من ليس لديهم هذه المشكلة. لكن الفجوة تضيق بدخول عوامل أخرى في الحسبان بما في ذلك درجة تعليم الأم ودخل الأسرة. المهم أن يتفق رأي أطباء الأطفال الذين شاركوا في الدراسة أيضاً مع هذا الرأي، فالنظام الغذائي غير الصحي، وقلة الحركة والنوم عوامل من المرجح أن تقوم بدور أكبر، فالضغط العصبي سواء نتيجة خلل وراثي، أو تغييرات سلوكية، ربما يكون له أثر ويمكن أن يكون تدني العلاقة بين الأم وطفلها من ضمن الأسباب. على أية حال.. ستظل أسرار هذه “الكيمياء” لغزاً، محيراًً، وسبحان الله العظيم! المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©