العلاج عن طريق الإنترنت

مع تقدم وسائل الاتصالات في عالمنا المعاصر أصبح للاتصال عن طريق الانترنت دور فعال في كثير من جوانب الحياة اليومية وتلبية احتياجاتنا بأقل مجهود· أما إذا تناولنا موضوع العلاج عن طريق الانترنت فالأمر يختلف تماماً لقد انتشرت الآن مواقع كثيرة ترد على أسئلة المرضى عن بعد، بل وتصف لهم العلاج وبالتبعية أصبح هناك سوق رائجة لبيع الدواء عن طريق الانترنت!!! لقد أصبح المرض سلعة رائجة في أيدي التجار·· واصبح الإتجار بها يحقق مكاسب كبيرة تفوق تجارة السلاح!! لكن حري بنا أن نوضح أن هناك مؤسسات طبية على مستوى عال من الخبرة خصصت مواقع الكترونية في تخصصات عدة في مجال الطب وقامت بتجهيز فريق طبي متخصص للرد على الأسئلة التي تطرح كل في تخصصه··· إنها مجرد استشارة طبية وليست علاجا عن طريق الانترنت لأن هذه الطريقة لا تغني أبداً عن مناظرة الطبيب لمريضه والكشف عليه واجراء الفحوص الطبية اللازمة له حتى يكون التشخيص سليما ويكون العلاج بالدواء أو جراحياً شافياً بإذن الله· ومن ثم فإنه لا يمكن أبداً بأي حال من الأحوال الاستغناء عن الطبيب المعالج المتخصص مهما تعددت وسائل الاستشارات الطبية وأصبحت في متناول الجميع·· إنها وسيلة للتسلية إن لم يكن الموقع المعني ذا ثقة ويقوم بالاشراف عليه أطباء متخصصون·· لذلك فلا بد من التأكد من مصادر هذه المعلومات ومن يقوم بالرد على الأسئلة؟ وهل هم أهل للثقة أم لا؟ كحل مؤقت إلى أن يذهب المريض لزيارة الطبيب· وفي النهاية لا بد من نشر الوعي بين الأفراد·· وإطلاق صافرات الانذار المدوية لخطورة استخدام مثل هذه الأساليب من العلاج والتداوي وما تمثله مثل هذه الطرق على صحة الشباب وما قد يتعرضون إليه من مخاطر غير محسوبة ·· ويكون الثمن في هذا الوقت هو الصحة وهي أغلى ما يمتلكه الإنسان· د· غادة عبدالوهاب أخصائية أمراص النساء والتوليد- أبوظبي