الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أطلس المنطقة العربية يكشف معاناة 19 دولة من ندرة المياه و 17 أخرى من التصحر وتدهور الأراضي

أطلس المنطقة العربية يكشف معاناة 19 دولة من ندرة المياه و 17 أخرى من التصحر وتدهور الأراضي
11 ديسمبر 2013 01:15
هالة الخياط (أبوظبي) - كشف أطلس “المنطقة العربية لبيئتنا المتغيرة” الذي أطلقته أمس مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بالتعاون مع هيئة البيئة أبوظبي عن معاناة نحو 19 دولة عربية من بين 22 دولة من ندرة المياه كقضية ملحة، في حين تواجه 17 دولة قضية التصحر وتدهور الأراضي بينما تواجه 13 دولة عربية قضية التلوث البيئي. ويهدف الأطلس، الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة، ويظهر التغيرات البيئية المختلفة التي طرأت على أكثر من 80 موقعا في المنطقة العربية خلال الخمسين عاما الماضية، إلى توفير معلومات ورفع مستوى الوعي لدى الجمهور وصناع القرار على حد سواء حول التغيرات البيئية في المنطقة العربية. ويشير الأطلس إلى التحديات المعاصرة، ويقدم منهجاً واضحاً للسير قدماً نحو تعزيز الأسس الايكولوجية وتحسين الأمن الغذائي. واوضح عادل فريد عبد القادر المنسق الاقليمي لادارة الانذار المبكر والتقييم البيئي في برنامج الامم المتحدة للبيئة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس بمقر هيئة البيئة بأبوظبي أن الأطلس يظهر من خلال 140 صورة تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية لـ 80 موقعاً في المنطقة، نمو عدد لا يحصى من المدن الكبيرة، ومن تلك المدن، القاهرة، الجزائر، بيروت، كازبلانكا، عمان، صنعاء والرياض التي شهدت جميعها نمو حضري متسارع، مبينا أن النسخة الإلكترونية من الأطلس أصبحت جاهزة على موقع برنامج الأمم المتحدة للبيئة. وأشار عبد القادر إلى أن الأطلس يبرز بعض المبادرات الإيجابية التي كان لها تأثير هام على الاستدامة، منها تخضير الصحراء في العين بإمارة أبوظبي بدولة الإمارات، إضافة إلى جهود الكويت في حفظ وحماية الموارد من خلال إنشاء محميات على الحدود مع العراق، وتوسيع مزارع الوفرة في الكويت من طاقتها الإنتاجية الغذائية لتشمل تربية الأحياء المائية من أسماك البلطي النيلي لدعم الثروة السمكية. وكشف الأطلس عن بعض المتغيرات ومنها، ندرة المياه، التصحر وتدهور الأراضي، والتهديدات التي تتعرض لها النظم الأيكولوجية البحرية والساحلية، والتلوث، والضغط السكاني على الأراضي، وإزالة الغابات وفقدان التنوع البيولوجي. وأوضح أحمد باهارون من مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية أن من أهم ميزات الأطلس هو استخدام الصور المزدوجة الملتقطة عبر الأقمار الصناعية لإظهار التغيرات التي طرأت على المواقع عبر الزمن. وتظهر بوضوح هذه الدراسات التي تتناول حالة المواقع “قبل وبعد”، وتيرة النمو في المنطقة العربية بالاعتماد على عدد من الأمثلة والنماذج حول التغيرات البيئية على نطاق واسع بما في ذلك استخدام الأراضي، والنمو الحضري، وتدهور المناطق البحرية والساحلية، والتغير الهيدرولوجي وتقلص مساحة وكمية المياه، وخسارة الموائل وتأثير تغير المناخ على الحياة بشكل عام. كما تساعد الصور في تسليط الضوء على التحديات والظروف المميزة التي تواجه المنطقة العربية بدءاً بمصادر المياه العذبة المحدودة، والنمو الحضري المتسارع، واستنفاد الموارد الطبيعية وهشاشة المستوطنات البشرية في مقاومة المخاطر والكوارث الطبيعية. ويظهر الأطلس للعيان قصص حول التغيير البيئي في التربة والمياه والجو ويغطي بعض القضايا العابرة للحدود كالأنهار والمحميات والملوثات. كما يوضح الأطلس كيف أن الانسان ساهم في تغيير محيطه تاركاً آثاراً إيجابية وسلبية ولازال مستمراً في إحداث تغييرات ملموسة في المنطقة العربية وبيئتها. كما يُبرز الأطلس القضايا البيئية الفريدة التي تواجهها كل من الدول على حده والتقدم الذي أحرزته لتحقيق التنمية المستدامة كجزء من الأهداف الألفية للتنمية التي وضعتها الأمم المتحدة. ويبرز الأطلس، الذي يستهدف صانعي السياسات البيئية، والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والأكاديميين والمعلمين والجمهور بشكل عام، التغيرات التي حدثت محليا للجمهور على المستوى العالمي لدعم وتحسين عملية صنع القرار وصياغة السياسات من أجل مستقبل أكثر استدامة. ويعتبر الأطلس أحدث إضافة ضمن سلسلة من الأطالس التي ينسقها برنامج الأمم المتحدة للبيئة والتي بدأت في عام 2005 بإطلاق الأطلس العالمي: “كوكب واحد سكان كثيرون”. ويمثل هذا الأطلس الجديد إضافة هامة إلى مجموعة متنامية من الأطالس التي يصدرها برنامج الأمم المتحدة للبيئة التي لا تهدف فقط إلى جذب وإثارة فضول القراء، ولكنها تهدف أيضاً إلى المساهمة في فهم أفضل للأسباب التي تؤدى للتغير البيئي في المنطقة العربية. تم تحديد أبرز القضايا الملحة التي تواجهها كل دولة من دول المنطقة العربية من خلال تقارير تم مراجعتها بواسطة خبراء مختصين وتم تأكيدها من قبل الدول المعنية. كما تتبع الأطلس عبر الصور الموثقة التقدم نحو تحقيق الاستدامة البيئية في إطار الهدف السابع من الأهداف الإنمائية للألفية منذ عام 1990 باستخدام خمسة مؤشرات: نسبة الأراضي الحرجية، عدد سكان الأحياء الفقيرة في المناطق الحضرية، إمكانية الوصول إلى ‏مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي ونسبة المناطق المحمية. وبالرغم من إحراز تقدم نحو تحقيق الأهداف المحددة لبعض هذه المؤشرات، إلا أنه كان بطيئا وغير متكافئ في جميع أنحاء الدول العربية. وتشمل العقبات التي تحول دون تحقيق الأهداف أوجه القصور في المعونات أو المساعدات، والأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، والظروف البيئية المحلية المترتبة عن تغير المناخ، فضلاً عن الافتقار إلى الحوكمة الفعالة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©