الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سقف بارد

26 مايو 2007 01:12
دائماً كنت أسمع أن الزواج هو الاستقرار، من أجل ذلك كنت مثلي كمثل بقية الفتيات أنتظر فارسي على شرفتي كي يخطفني من هموم الحياة ومشاغلها والواجب والمرفوض في أعرافنا·· كنت أنتظر ذلك الرجل الذي سيكون النصف الذي يكملني، وبأنه اليد الأخرى التي ستساعد يدي لتصفقا عالياً في حالة النصر على الحياة· فكم جلست طويلاً أرسم لذلك الفارس صوراً، وكم نسجت حوارات كثيرة بيننا رغم ان صورته لم تكن واضحة المعالم فهي مخفية خلف ستار النصيب·· ولكن كل الصور انهارت عندما سمعت بعمر من طرق أبوابي وأيقظ كل أحلام الفتاة الحالمة بداخلي·· ''عش صغير نتشارك ببنائه مع شريكي وأستقبل به ومعه كل صباحاتي المشرقة·· عش هادئ قبل ان أرتاح به نذرف حبات عرق الجهد والتعب لكي نراه ينشأ ويكون عشا وسط اعشاش غيره بناه آخرون وليشيروا بعدها بأنه لي وله''· كان في الأربعين وأنا ما زلت في العشرين، فهل كان ذلك الفارس بصورة الأب، لم يكن كذلك، كان شاب مفتول العضلات يفرد يداه للحياة رغم صعوبتها·· فهل أتحمل غلطته بأنه قضى وقته الطويل في حياته ونسي بقية مواضيع ومتطلبات الحياة؟ هل تذكر الآن وتقدم بطلب الزواج ليعود بأيام خلت مرت ولم يتذكر هذه الخطوة أو ربما تناساها مع زحمة الدراسة والعمل؟! أشعر بأن كل المفاهيم والأحلام انهارت وأنا أستمع لحديثه عن كيفية المحافظة على الصحة وانتقاداته لشباب هذا الجيل، فأي حوار وأي عقل سيجمعنا يوما تحت سقف بارد لا يحمل بين جدرانه غير آهات جديدة لمتاعب الحياة·· وفاء المعمري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©