الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الوثائقي «اسمي مصطفى خميس» .. حلم يتحقق بعد 35 سنة

الوثائقي «اسمي مصطفى خميس» .. حلم يتحقق بعد 35 سنة
11 ديسمبر 2013 01:40
جهاد هديب (دبي) - يعاد في الواحدة من ظهيرة اليوم عرض الفيلم الوثائقي “اسمي مصطفى خميس” في سينما 6 في مول الامارات بمنطقة جميرا بدبي للمخرج المصري الدكتور محمد كامل القليوبي الذي أنجز بدعم من “إنجاز”، إحدى مبادرات مهرجان دبي السينمائي الدولي، وذلك ضمن مسابقة جائزة المهر العربي للأفلام الوثائقية. عن هذا الفيلم كشف الدكتور القليوبي في لقاء خاص بـ “الاتحاد” أنه “حلم ما زال يراودني منذ خمس وثلاثين سنة، إذ يكشف عن ملف غامض صمت عنه المصريون منذ أكثر من واحد وستين عاما، وتحديدا عندما بدأ حكم العسكر الذين تولوا السلطة لأول مرة في التاريخ المصري”. أسباب للصمت عزا القليوبي هذا الصمت المصري كله وهذا التأخير في إنجاز الفيلم سابقاً “إلى أن هذا الملف شائك ويثير حساسيات كثيرة لدى أطراف عديدة”، إذ بعد تولي السلطة بوقت قصير جدا، وتحديدا في الثالث عشر من أغسطس من العام 1952 أضرب عمال مصنع “الغزل والنسيج” الشهير آنذاك احتجاجا على أعوان الملك الذين لم يتم تطهير إدارة المصنع منهم، فقام الجيش بقمع الإضراب بعنف مفرط ثم اعتقالهم آخذا معهم بالصدفة شابين في عمر يكاد يبلغ التاسعة عشرة ثم حوكم الجميع خلال أسبوع وأعدم منهم عدد من العمال وكان هذان الشابان من بينهم. وأضاف: “وكانت محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية تحدث لأول مرة في تاريخ مصر المعاصرة، ما أثار خيبة من الأمل في الذين ساندوا الثورة، كما أدى إلى صمت مخيف في الحركة العمالية جعلها تصمت حتى العام 1968 عندما عادت المظاهرات ثانية إلى الشارع المصري”. وتابع القليوبي: “البحث في الوثائق وأقوال الشهود أوصلنا إلى أن الشابين كانا بريئين، واكتشفنا أن قانون الإصلاح الزراعي الشهير قد صدر بعد الاعدام بيومين للتغطية على تلك الفضيحة، كما أن الذين كان لهم دور من المسؤولين العسكريين آنذاك قاموا بإبعادهم عن المشهد تماما بل وأخفوا أيضا”. ليختصر القليوبي ما قاله بهذه العبارة: “بعد فتح الجرح بواحد وستين عاما خرج منه صديد كثير”. وفيما يتصل بالجانب الدرامي من الفيلم قال القليوبي: “الحكاية درامية أصلا، لكن ما يهمني كان الوثيقة، فذهبنا إلى اولئك الذين بقوا أحياء بعد تلك الحادثة من شهود العيان وكان اثنان منهم قد بلغ أحدهما الثامنة والثمانين والآخر في التاسعة والتسعين، ورووا لنا بالتفصيل إذ أن ذاكرتيهما كانتا ما تزالان حادّتين تجاه تلك الحادثة”. الوثائقي قبل الروائي أحياناً وردا على سؤال عن ميوله كمخرج تجاه الفيلم الوثائقي مع أنه بات معروفا عربيا بأنه مخرج للفيلم الروائي، قال القليوبي: “كل المخرجين، حتى الكبار منهم في العالم، قد أخرجوا أعمالا وثائقية، خذ مثلا الاسباني كارلوس ساورا، فلقد أخرج فيلما وثائقيا بلغت مدته أكثر من ثلاث ساعات. ما أريد قوله هنا أن الوثائقي يفرض نفسه عندما يكون الموضوع مغريا وغامضا ويستدعي البحث عن الحقيقة أي عندما تكون القصة غريبة، ذلك أن الوثائقي يأتي قبل الروائي عندما يصعب تصديق الحقيقة دراميا”. وأضاف في الصدد ذاته: “في فيلمي الوثائقي السابق عدنا، فريق العمل وأنا، إلى أول الأفلام المصرية التي أنتجت في تاريخ السينما المصرية ولقد غير الفيلم النظرة إلى هذا التاريخ، ما يعني أن الوثائقي أصل كامن في النزعة إلى الاكتشاف ومن غير الممكن تصديقها إذا جرت صناعة الفيلم روائيا”. وعن سؤال حول إن كانت صناعة هذا الفيلم قبل الثورة الأخيرة، أكد القليوبي إمكانية القيام بذلك في عهد مبارك، لكن كان من الضروري بالنسبة لي ولفريق العمل أن يُصنع في فترة حكمهم لأنه “اسمي مصطفى خميس” يكشف عن التواطؤ الذي جرى بين العسكر والثورة، وهو ما حدث تماما بعد إنجاز الثورة الأخيرة، فالتواطؤ الأول الذي كشفنا عنه يدين الإخوان أيضا، علما أنه يشتمل على كل وجهات النظر حول تلك المرحلة السياسية المسكوت عنها”. وعن مشاريعه الجديدة قال القليوبي: “نعم، هناك فيلم روائي طويل أعود فيه إلى ذكريات العمل الطلابي في العام 1968 عندما كنت طالبا في كلية الهندسة في جامعة عين شمس؛ أعود إلى قصة ذلك الجيل التي لم ترو وكنت واحدا من أبنائه. فقد كان ذلك العام هو عام الثورات الطلابية في كل العالم”. وختم المخرج المصري الدكتور محمد كامل القليوبي حديثه لـ “الاتحاد” بالقول: “الغريب أن أولى البلاد التي اندلعت فيها هذه الثورات كانت مصر، فقد اندلعت في القاهرة في فبراير من ذلك العام وفي باريس في شهر مايو، أثناء مهرجان كان فاحتلوا منصة الافتتاح وحاول المخرج الفرنسي المعروف جان لوك جودار إشعال ستارة المنصة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©