عواصم- ''وكالات'': استقر سعر برنت عند مستوى 71 دولارا للبرميل أمس مقتربا من أعلى مستوياته في تسعة أشهر مدعوما بالمخاوف المتعلقة بالإمدادات من نيجيريا والتوترات بشأن برنامج إيران النووي، فيما أكدت ''أوبك'' أن إمدادات النفط الخام ليست بحاجة إلى الزيادة نظرا لأن ارتفاع الأسعار يعكس اختناقات في إمدادات البنزين وذلك رغم مناشدات المستهلكين ضخ مزيد من الخام·
وخلال تداولات يوم أمس بلغ سعر برنت 71,2 دولار للبرميل بارتفاع 30 سنتا وزاد سعر الخام الأميركي 46 سنتا إلى 64,64 دولار للبرميل·
وارتفع سعر برنت أمس الأول إلى 71,80 دولار للبرميل وهو أعلى مستوياته منذ 28 أغسطس عام ·2006 ويقول محللون فنيون إنه من المتوقع أن يواصل ارتفاعه· وقال باركليز كابيتال في تقرير ''الاتجاه الصاعد لسعر خام برنت يشير إلى إمكانية وصوله إلى مستوى 72,70 دولار· وزاد الفارق بين سعر برنت والخام الأميركي إلى مستوى قياسي بلغ 6,72 دولار أمس الأول وظل أعلى من ستة دولارات أمس· ويقول متعاملون إن التوترات في إيران ونيجيريا أثرت على برنت أكثر مما أثرت على الخام الأميركي·
وبدأ عمال في شركة النفط الوطنية النيجيرية إضرابا إلى أجل غير مسمى أمس الأول وقالت نقابات العمال إنها قد تمد الإضراب ليشمل إنتاج النفط إذا لم تنفذ مطالبهم خلال أيام·
من جانبه، قال مدير الأبحاث في منظمة أوبك أمس إن إمدادات النفط الخام ليست بحاجة إلى الزيادة نظرا لأن ارتفاع الأسعار يعكس اختناقات في إمدادات البنزين وذلك رغم مناشدات المستهلكين ضخ مزيد من الخام· وقال حسن قبازرد لرويترز ''أعتقد أن ضخ مزيد من الخام في السوق ليس ضروريا·· لدينا اختناق في سلسلة الإمدادات وهذا الاختناق في مصافي التكرير التي تنتج البنزين لفصل الصيف·
وزادت أسعار النفط من نحو 50 دولارا للبرميل في يناير الماضي لعدة أسباب منها معروض أوبك الأقل والعنف في نيجيريا الذي قلص الإنتاج وتراجع مخزونات البنزين في الولايات المتحدة·
وفي العام الماضي اتفقت اوبك المسؤولة عن ثلث المعروض العالمي من النفط على خفض الإنتاج بكمية 1,7 مليون برميل يوميا بما يعادل نحو ستة في المئة· وقال قبازرد ان عودة مصافي نفط للعمل بعد عمليات صيانة سيساعد في تعزيز مخزونات الوقود ويؤدي الى أسعار أقل·
وتجتمع اوبك يوم 11 سبتمبر المقبل لتحديد سياسات الإنتاج واستبعد مسؤولون الحاجة لعقد اجتماع قبل ذلك الموعد·
على صعيد متصل، أظهر مسح لرويترز أن المحللين يتوقعون أن تكون أسعار النفط العالمية قد اقتربت من أعلى مستوياتها للعام حيث يتكهن كثيرون بزيادة إنتاج أوبك في نهاية الأمر· وقدر المسح الشهري لآراء 33 محللا متوسط التوقعات للعقود الآجلة لخام برنت في لندن هذا العام عند 62,32 دولار للبرميل بزيادة دولارين تقريبا عن نتائج المسح في الشهر الماضي ما يعكس موجة الصعود الأخيرة في السوق إلى أعلى مستوى في تسعة أشهر·
وقال بنك كاليون في تقريره الشهري عن السلع الأولية ''تضافر سعر 68 إلى 70 دولارا لبرميل برنت وتراجع مخزونات الخام سيشجع أوبك على ما نتوقعه من زيادات كبيرة في الإنتاج· وأضاف ''سيسمح هذا لأسعار الخام بالتراجع تدريجيا بعد انتهاء موسم الأعاصير·
وتناشد البلدان المستهلكة أوبك ضخ مزيد من الخام للمساهمة في خفض الأسعار وتجديد مخزونات الوقود لكن وزراء النفط يصرون على أن إمدادات الخام كافية·
وقال مركز دراسات الطاقة العالمية: ''تعتقد أوبك أن أسعار النفط فوق 60 دولارا للبرميل معقولة ومستدامة على حد سواء وتبدو عازمة على محاولة إبقائها كذلك· ورغم توقعات بعض الخبراء أن ترتفع الأسعار لفترة وجيزة إلى مستويات قياسية جديدة قرب 80 دولارا للبرميل في الأشهر القليلة القادمة ينتظر تراجع متوسط الأسعار في 2007 بنحو خمسة بالمئة قياسا إلى العام الماضي·
وسجل متوسط أسعار الخام الأميركي ارتفاعا قياسيا عند 66,24 دولار العام الماضي في حين بلغ متوسط سعر مزيج برنت 66,11 دولار للبرميل· وقال اوليفر جاكوب من بتروماتريكس ''النقاط الثلاث التي ترسم مثلث سعر النفط في الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون مخزون البنزين الأميركي والتعطيلات النيجيرية والأعاصير·
عدد اليوم
