الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«السلوقي».. عنوان للوفاء والإخلاص

«السلوقي».. عنوان للوفاء والإخلاص
24 ديسمبر 2015 01:02
أبوظبي (الاتحاد) في ظل أجواء شتوية رائعة يواصل مهرجان الشيخ زايد التراثي الذي تشهده منطقة الوثبة بأبوظبي، تقديم روائع التراث الإماراتي إلى أعداد كبيرة من جماهير المواطنين والوافدين، شغفها بحب الموروث المحلي الإماراتي، وما يزخر به من تنوع واسع في شتى مناحي حياة أهل الإمارات قديماً، من عادات وتقاليد وحرف تقليدية ومشغولات يدوية، ونماذج حية من أساليب الحياة التي عاش بها الأولون، بما تضمنته من مفردات مختلفة وكائنات طبيعية رافقت الإنسان الإماراتي على هذه الأرض منذ أزمنة بعيدة وكان لها دور في تيسير سبل الحياة مع البيئة الإماراتية الثرية عبر الزمن، ومن تلك الكائنات الجمال، الخيل، الصقور، السلوقي التي استخدمت في أغراض الصيد والحراسة، ومن ثم حظيت السلوقي باهتمام خاص ضمن فعاليات زايد التراثي عبر تخصيص ركن لها ضمن جناح نادي صقاري الإمارات الذي استقطب أعداداً كبيرة من الجمهور من مختلف الجنسيات على مدى أيام المهرجان التي انطلقت في التاسع عشر من نوفمبر الماضي، وتستمر حتى الثاني من يناير المقبل. أهمية كبرى وبالدخول إلى أرض المهرجان، يلتقي الزائر العديد من المكونات التي انتشرت في البيئات الإماراتية الأربع، الصحراوية البحرية الجبلية والزراعية، والتي تذهب به إلى عوالم من الأصالة والعراقة تثبت قدرة الإنسان الإماراتي على تطويع كافة المفردات البيئية المحيطة لتكون عوناً له، في درب الحياة على أرض الإمارات في مسيرة عمرها آلاف السنين، كان فيها السلوقي وسيلة مهمة لدى كثير من أهل الإمارات. ويقول الخبير التراثي، الوالد عبيد المنصوري، إن السلوقي كان ولا يزال له أهمية كبرى عند سكان البادية سواء في الإمارات أو غيرها من دول الخليج، وامتدت علاقتهم بالسلوقي إلى آلاف السنين كان هذا الكائن رفيقاً لهم في رحلات الصيد كما استخدموه في أغراض الحراسة، خاصة وأن السلوقي معروف بالوفاء والإخلاص لصاحبه، فضلاً عن صبره وقدرته على تحمل البيئة الصحراوية. أنواع السلوقي والسلوقي أنواع أغلاها، وأندرها هو السلوقي العربي الأصيل غير المهجن، ومن أنواعه «الحص - الأريش»، ويكون بعدة ألوان منها الأبيض، الرملى، الأحمر، البني، الأزرق، الأسود، مشيراً إلى أن السلوقي يعتمد في اصطياده لفريسته على حاسة البصر وليس الشم كبقية أنواع الكلاب، فكان أهم وسيلة للعثور على الغذاء في الظروف المناخية الصحراوية القاسية، حيث كان يتم استخدام السلوقي إلى جانب الصقور في عمليات القنص، حيث تقوم الصقور بتحديد موقع الفريسة والتحليق فوقها، وبعدها يأتي دور الكلاب السلوقي في مطاردة الفرائس إلى أن يتم الإمساك بها. وعن تدريب السلوقي، يوضح أن تدريب هذا الكائن مثل بقية الحيوانات والطيور التي تعيش في الصحراء تحتاج مزيدا من الصبر، لأن تدريبها يستغرق فترة طويلة وتبدأ بعد اكتمال السلوقي عامه الأول وحين يصل إلى سن الرابعة وتزداد سرعة السلوقي في الركض وراء الفرائس إلى نحو 70 كيلو متراً يبدأ استخدامه بشكل عملي في عمليات القنص. سلالة السلوقي تعد سلالة كلاب السلوقي العربية من أقدم سلالات الكلاب المستأنسة في العالم، وهي تشتهر بالرشاقة والذكاء والقدرة على التحمُّل والوفاء لأصحابها. ويعود أصل تسمية كلاب السلوقي إلى قبيلة بني سلوق في اليمن، ونظراً لأهمية السلوقي في الموروث المحلي الإماراتي، أنشئ مركز السلوقي العربي عام 2001 في أبوظبي بدعم من نادي صقّاري الإمارات المشارك بقوة في فعاليات المهرجان، بهدف توفير الرعاية لكلاب السلوقي والحفاظ على كلاب السلوقي العربية الأصيلة. ويتولى المركز تسجيل كلاب السلوقي ذات السلالة الأصيلة المعروفة. وتم دعوة المركز عام 2008 للمشاركة في المؤتمر العالمي للسلوقي الذي عقد في مدينة هلسنكي الفنلندية، وكانت دولة الإمارات الدولة العربية الوحيدة التي شاركت في هذا المؤتمر الدولي الذي عقد من أجل الحفاظ على كلاب الصيد السلوقي، كما يقوم المركز بتنظيم سباقات واستعراضات السلوقي في أبوظبي، فضلاً عن مسابقة جمال السلوقي العربي في عدد من المهرجانات التراثية المهمة في الدولة، بهدف إتاحة الفرصة لمالكي السلوقي لعرض المهارات والخصائص التي تتمتع بها كلابهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©