إيهاب الرفاعي (المنطقة الغربية) - نجح «السماوي» في ضرب عدة عصافير بحجر واحد، بعد فوزه على «فرسان الغربية» بثلاثة أهداف لهدف في مباراتهما مساء أمس الأول، ضمن الجولة العاشرة لدوري المحترفين لكرة القدم، وبالتالي نجاحه في تخطي عقبه مهمة، في طريقه نحو المنافسة بكل قوة على درع «سنة خامسة محترفين»، ورفع الفريق رصيده إلى 22 نقطة، وتعتبر مكاسب بني ياس بالجملة، من أهمها أن الفوز يرفع من الروح المعنوية للفريق قبل لقاء القمة مع العين في الجولة الحادية عشرة للدوري يوم 5 ديسمبر الجاري، ويمنح الجهاز الفني واللاعبين الحافز القوي لمواصلة الانتصارات من أجل الوصول إلى قمة المسابقة.
وذهب «السماوي» إلى المنطقة الغربية، وكله إصرار للفوز، وكان أكثر واقعية في التعامل مع المنافس، وبدأ المباراة بحذر دفاعي، لامتصاص حماس أصحاب الأرض، وإفساد هجماتهم التي لاحت لهم مع الدقائق الأولى من المباراة، خاصة أن أي هدف مبكر، يمكن أن يربك حسابات الجهاز الفني، ويصعب من مهمة اللاعبين، كما أن الظفرة لم يخسر على أرضه هذا الموسم، وكلها أسباب جعلت الجهاز الفني لـ «السماوي» بقيادة جوزيف تشوفانيتش يعطي المباراة أهمية خاصة، وتعاملا مختلفا، وهو ما ضمن له الفوز في نهاية المباراة، وتحقيق الهدف الذي جاء من أجله.
ومن مباراة إلى أخرى يثبت بني ياس أنه يملك كتيبة من اللاعبين الجاهزين فنياً وبدياً، سواء كانوا من الأساسيين أو البدلاء على دكة الاحتياط، بعد أن نجح المدير الفني في إيجاد حالة من المنافسة بين اللاعبين، لضمان حجز مكان لهم في التشكيلة الأساسية للفريق، وهو ما جعل الخط البياني للفريق في صعود مستمر، ويؤكد أنه رقم صعب في الدوري، وقادر على المنافسة في الصدارة.
في المقابل، ما زال الظفرة يعاني عدم التوفيق، وسوء الحظ، وإهدار الفرص السهلة أمام المرمى، وبالتالي ضياع النقاط، وهو ما يجعل الفريق في حاجة إلى وقفة جادة من الجميع لإعادة ترتيب الأوراق واتخاذ الخطوات اللازمة لعودة الفريق إلى قوته حتى يتوافق الأداء مع النتائج.
ورغم أن الظفرة يؤدي مباريات قوية، إلا أن نتائجه لا تعكس ذلك، خاصة في ظل عدم التوفيق الذي يلازم فوزي بشير، وكذلك الإصابة التي تعرض لها أنس بن ياسين الذي لم يلعب مع الظفرة إلا 45 دقيقة، قبل أن يتعرض للإصابة، بجانب الإيقافات المختلفة للاعبيه، وهو ما يجعل موقف الجهاز الفني صعباً في تثبيت التشكيلة.
ومع ذلك فإن الظفرة قادر على الوصول إلى أبعد مدى، نظراً لما يضمه من كوكبة من اللاعبين المتميزين، وجميعهم لديهم القدرة على تحقيق نتائج مبهرة، وإمتاع الجماهير، هذا بخلاف الدعم اللامحدود الذي يقدمه مجلس الادارة للجهاز الفني واللاعبين، كما أن الأداء القوي الذي يلعب به الفريق يؤكد أنه قادر على حقيق النتائج الإيجابية لو أحسن استغلال الفرص السهلة التي تتاح له أمام المرمى.
كما أن التغيرات التي قام بها مدرب الظفرة جمال حاجي، حققت تغيراً واضحاً في أداء الفريق قبل نهاية المباراة، وأربكت خطوط «السماوي»، وكاد أن يدرك الظفرة التعادل، لولا هدف سانجاهور القاتل في الوقت المحتسب بدل الضائع، وهو ما يضع علامة استفهام حول أسباب عدم بدء المباراة بهذه التشكيلة، مع بداية المباراة، والتي كان من الممكن أن تحدث الفارق في المباراة.
من جانبه أكد المدرب التشيكي جوزيف تشوفانيتش المدير الفني لنادي بني ياس أنه سعيد بالأداء القوي الذي أدى به فريقه مباراة الظفرة، والنتيجة التي حققها «السماوي»، وأن سعادته بالأداء والنتيجة، لا يعني أن فريقه أدى المطلوب منه بنسبة 100 %، ولكنه قدم 75 % فقط، مما كان يتوقعه منه خلال اللقاء، كما أن الانضباط التكتيكي لم يكن مرضياً بشكل كامل، وأن هناك عدداً من الحالات كان يجب على الفريق التعامل معها بشكل أفضل مما كان عليه.
وأشار مدرب بني ياس إلى أن مباراة الظفرة كانت «شبه وحشية»، خاصة أن أصحاب الأرض تهيأت لهم أكثر من فرصة للتسجيل، وإدراك التعادل، كما أن المستوى الذي ظهر به «السماوي» خلال اللقاء، يؤكد أننا كنا مستعدين جيداً لهذه المباراة سواء من الناحية الذهنية أو النفسية أو البدنية.
وقال «إن أكثر ما كان يشغله بعد اللقاء الماضي لبني ياس، هو المتابعة والاستمرار بالمستوى الجيد نفسه والأداء العالي الذي يرضي الجماهير، لذلك كنا حرصون على عدم السماح لمهاجمي الظفرة بصنع فرص تسجيل الأهداف، خاصة أن الظفرة يملك لاعبين على مستوى عالٍ ومتميز، وقادرون على التسجيل في أي لحظة، وقلب المباراة على «السماوي»، وهو ما ظهر من خلال الفرص التي لاحت للظفرة، ومنها فرصة فوزي بشير، ورغم خطورة هذه الفرص، إلا أن دفاع بني ياس نجح في التصدي لها والتعامل معها بكل قوة واقتدار.
وحول الأسلوب الذي يعتمد عليه في مواجهة الفرق على أراضيها، من أجل تحقيق نتيجة إيجابية، أكد المدير الفني للسماوي أنه يحفظ بعض الأسرار في مواجهة الفرق على أراضيها، وبعيداً عن هذه الأسرار، فإنه يكون جاهزاً للمباريات قبل انطلاقها، سواء من خلال اختيار اللاعب الجاهز فنياً وبديناً وذهنياً، واختيار توليفة متميزة قادرة على تنفيذ التعليمات ومنح كل لاعب حقه، لذلك فإنه يفكر في فريقه أولاً، وبعد الانتهاء من تجهيزه يبدأ في دراسة المنافسين ويضع لهم الخطة المناسبة.
وحول خطته للمباراة، قال تشوفانيتش إنه كان أشد حرصاً على الاهتمام بالجانب الدفاعي في بداية المباراة أكثر من الهجومي، خاصة أن الظفرة من الفرق التي تلعب جيداً على ملعبها ووسط جمهورها، لذلك كان لابد من عدم المجازفة والتركيز على الجانب الدفاعي، مع الاعتماد على الهجوم السريع، خاصة أنه يعرف جيداً أن دفاع الظفرة ليس في أفضل حالاته الدفاعية، ووفقاً للحسابات ولغة الأرقام، بدليل أن الفريق استقبل أكثر من 18 هدفاً، وهذه الإحصائيات كانت مفيدة لنا في الاستعداد للقاء.
وأشار جوزيف إلى أن نتيجة لقاء الظفرة سوف تمنح الفريق دفعة قوية للمباريات القادمة، خاصة أنه حصد 3 نقاط غالية في سباق منافساته على صدارة المجموعة، وهو ما يعني استمرار المنافسة على قمة الترتيب، ومنح الحافز القوي للاعبين على مواصلة الأداء القوي لحصد المزيد من النقاط واعتلاء قمة الجدول.
عدد اليوم
