السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

2·5% نمو الاستهلاك العالمي من الفحم سنوياً

26 مايو 2007 01:32
تشير الإحصائيات الى أن الفحم الطبيعي يلبي أكثر من ربع احتياجات العالم من الطاقة الأوّليّة، ويسهم في توليد ما يقارب 40 في المائة الطاقة الكهربائية للعالم· وتتوقع وزارة الطاقة الأميركية أن يزيد معدل الاستهلاك العالمي من الفحم بنسبة 2,5 في المائة سنويا حتى عام ،2030 وبحلول ذلك الوقت، سيصبح الاستهلاك العالمي من الفحم ضعف الاستهلاك الحالي· ويشهد استهلاك العالم من الفحم نموا أسرع من الاستهلاك العالمي من النفط والغاز الطبيعي، بخلاف ما كان حاصلا في العقود السابقة· ففي الفترة من 2000 الى ،2005 توسعت عمليات استخراج الفحم بمتوسط 4,8 في المائة سنويا، مقابل المتوسط السنوي البالغ 1,6 في المائة لعمليات استكشاف النفط· ورغم أن الاستهلاك العالمي من الغاز الطبيعي شهد ارتفاعا ملحوظا في السنوات الماضية، إلا أنه انخفض في عام ·2005 وبالتطلع الى المستقبل، يتوقع العديد من المحللين، ممن يشعرون بالقلق إزاء احتمالية ظهور بعض العقبات المُققيّدة لعمليات إمداد النفط والغاز، تحوّلا كبيرا نحو مصادر وقود أقل جودة· وقد سجلت عمليات تشييد وإقامة مصانع تسييل الفحم ومصانع لتحويله الى غاز أرقاما ومعدلات قياسية في الآونة الأخيرة· وهذا التوسع الكبير في استخدام الفحم يُعَدّ مَدْعاة للقلق فيما يتعلق بالسياسات الداعية الى حماية المناخ العالمي، وخاصة السياسات التي تعلق آمالا كبيرة على التقنيات ووسائل التكنولوجيا الجديدة ( ومعظمها لم تتم تجربته بعد ) المخصصة فصل الكربون وعزله أثناء عملية تحويل الفحم الى غاز· ويكفي الاحتياطي من الفحم لنحو 155 عاما حسب تقديرات معهد الفحم الدولي· ورغم ذلك، فإن سيناريوهات المستقبل عن الاستهلاك العالمي للفحم تدعو للشك بعد نشر نتائج أحدث دراستين أوروبيتين عن إمدادات العالم من الفحم· الدراسة الأولى بعنوان '' الفحم: المصادر والإنتاج المستقبلي''، والذي نشر في أبريل الماضي من قبل مجموعة ''إنِرْجي ووتش''، التي تم رفعها للبرلمان الأوروبي، قد توصلت الى أن إنتاج العالم من الفحم قد يبلغ ذروته خلال الخمسة عشرة عاما القادمة· وهذا الاستنتاج المدهش جاء استنادا الى تحاليل دقيقة لأحدث مراجعات وتنقيحات الاحتياطي لعدد من الدول· وقد أشار مؤلفو تقرير الدراسة الى أنه بالنظر الى احتياطي العالم من الفحم، فإن ''مصداقية البيانات المتوفرة غير أكيدة ''، وخاصة لكل من الصين، وجنوب آسيا، ودول الاتحاد السوفييتي السابق· كما أن عددا من الدول، كفيتنام، لم تقم بتحديث أرقام إجمالي احتياطيها من الفحم لعقود عدة· ويذكر أن آخر تحديث لبيانات الصين عن احتياطي الفحم تم في عام ،1992 ومنذ ذلك الحين، تم استهلاك حوالي 20 في المائة من احتياطي الفحم الذي تملكه· وتشير التقارير الى أنه منذ عام ،1986 أفادت العديد من الدول ممن تملك احتياطيا من الفحم (باستثناء أستراليا والهند)، والتي بذلت جهدا لتحديث بياناتها بهذا الشأن، بتقديرات تتصف بتناقص إجمالي احتياطيها من الفحم· الجدير بالذكر أن بعض الدول كألمانيا والمملكة المتحدة قد استنفذت ما يزيد على 90 في المائة من احتياطي الفحم لديها· وإذا كان هذا هو الحال، فمن المحتمل- حسب ما أشارت إليه الدراسة- أن المستقبل ينذر بالمزيد من الخفض في نسبة احتياطي الفحم في البلدان التي لا تزال تعتمد على تقديرات احتياطي قديمة تعود لعقود من الزمن· وإجمالا، فإن الاحتياطي العالمي من الفحم قد انخفض ونقص من 10 تريليون طن من الفحم الحجري الى 4,2 تريليون طن في عام ·2005 وهي نسبة انخفاض لم تقل عن 60 في المائة خلال خمسة وعشرين عاما· الجدير ذكره أن الصين التي تعد أكبر مستهلك للفحم في العالم، والولايات المتحدة وهي التي تملك أكبر احتياطي فحم في العالم، كلاهما يمثل المفتاح الرئيسي لمستقبل الفحم· ويكفي احتياطي الصين من الفحم لخمسة وخمسين عاما فقط اعتمادا على معدل الاستهلاك الصيني الحالي· أما الولايات المتحدة، التي تعد ثاني أكبر منتج للفحم في العالم، فتمتلك احتياطيا كبيرا جدا من الفحم، لكنها تمر بمرحلة انخفاض الإنتاج منذ عام ·1990 من جهة أخرى توصلت دراسة والتي تحمل عنوان '' مستقبل الفحم ''، وأجراها كل من بي· كافالوف وإس· دي· بيتيفيس من معهد الطاقة )EFI(، والتي تم إعدادها لمركز الأبحاث المشترك والتابع للمفوضية الأوروبية، إلى نتائج مماثلة تماما لنتائج الدراسة الأولى سابقة الذكر· لكن الدراسة الثانية لم تركز على توقعات ذروة الإنتاج الفحمي كالدراسة الأولى، لكنها سلّطت الضوء على الإمدادات المستقبلية من الفحم اعتمادا على معدل '' الاحتياطي- الى- الإنتاج ''· ورغم ذلك، أكدت الدراسة الثانية كل نتائج الدراسة الأولى· ومن أهم تلك النتائج ما يلي، أولا أن احتياطي العالم الفعلي من الفحم يشهد تناقصا سريعا، وثانيا تركز إنتاج الفحم والصادرات الفحمية في دول معينة دون غيرها، الأمر الذي يخلق خطر النقص في الأسواق· وثالثا أن تكاليف إنتاج الفحم تشهد ارتفاعا ثابتا حول العالم، وذلك نظرا للحاجة الى تطوير حقول جديدة، وللصعوبات الجيولوجية، بالإضافة الى تكاليف البُنى التحتية الأساسية المرتبطة باستثمار واستغلال الحقول الجديدة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©