ساو باولو (د ب أ) - يطمح كل من المنتخبين البرازيلي والإسباني إلى الابتعاد عن مواجهة نظيره المكسيكي في الدور الأول لبطولة كأس القارات 2013 بالبرازيل عندما تجرى قرعة البطولة اليوم في مدينة ساو باولو البرازيلية. وتشهد ساو باولو اليوم واحدة من الخطوات المهمة على طريق استعدادات البرازيل لاستضافة كأس العالم 2014، حيث تمثل بطولة كأس القارات بروفة جادة واختباراً حقيقياً قبل عام من إقامة فعاليات كأس العالم. ويحظى حفل القرعة اليوم باهتمام بالغ، خاصة أن البطولة ستكون اختباراً حقيقياً لكل من استعدادات البرازيل التنظيمية واستعدادات منتخبها على مستوى المنافسة.
وتأتي القرعة بعد 48 ساعة فقط من الإعلان عن هوية المدير الفني الجديد للمنتخب البرازيلي حيث تولى المدرب لويز فيليبي سكولاري “64 عاما” مسؤولية الفريق خلفا لمواطنه مانو مينزيس الذي أقيل من منصبه الأسبوع الماضي. ولعب حفل القرعة دوراً بارزاً في الإسراع بتعيين سكولاري والإعلان عن التعاقد معه بعدما كان مقرراً أن يعلن الاتحاد البرازيلي بالإعلان عن هوية المدرب الجديد في مطلع يناير المقبل. لكن مسؤولي الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) طالبوا مسؤولي الاتحاد البرازيلي بالإعلان عن هوية المدرب الجديد قبل حفل القرعة حتى يكون لذلك أجواء إيجابية على الحفل خاصة مع الحرص على حضور المدرب الجديد للمؤتمر الصحفي لمدربي المنتخبات المشاركة.
وسبق لسكولاري قيادة الفريق إلى الفوز بلقبه العالمي الخامس من خلال بطولة كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان ويأمل في قيادته للقب السادس من خلال البطولة القادمة التي تستضيفها البرازيل عام 2014. وينتظر أن يحظى سكولاري بدعم قوي من مواطنه كارلوس ألبرتو باريرا المدير الفني السابق للفريق والذي أسند إليه الاتحاد البرازيلي منصب المنسق الفني. وسبق لباريرا أن قاد المنتخب البرازيلي للفوز بلقب كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة ولكنه خرج معه من دور الثمانية في كأس العالم 2006 بألمانيا.
ويتفق باريرا مع سكولاري في رؤيتهما للمرحلة المقبلة والتي تتركز على ضرورة الفوز بلقب كأس العالم في ظل إقامة البطولة بالبرازيل. ويخوض سكولاري اختباره الأول مع الفريق في السادس من فبراير المقبل عندما يلتقي المنتخب الإنجليزي وديا في العاصمة البريطانية لندن ضمن واحدة من التجارب الودية المهمة التي يخوضها نجوم السامبا استعداداً لمونديال 2014 والذي يشارك فيه الفريق دون خوض التصفيات بصفته ممثل الدولة المضيفة.
ولكن الاختبار الرسمي الأول للفريق بقيادة سكولاري سيكون من خلال بطولة كأس القارات التي تقام في الفترة من 15 إلى 30 يونيو 2013 وذلك بمشاركة ثمانية منتخبات توزع بالتساوي على مجموعتين في الدور الأول للبطولة. ووضع المنتخب البرازيلي على رأس المجموعة الأولى في الدور الأول للبطولة كما وضع نظيره الأسباني، بطل أوروبا والعالم، على رأس المجموعة الثانية مما يجنب الفريقين الوقوع في مواجهة مبكرة بينهما بالدور الأول للبطولة. كما جنبت البطولة المنتخبات المنتمية لقارة واحدة من الوقوع سويا في مجموعة واحدة بالدور الأول، مما يعني وقوع منتخب إيطاليا، وصيف بطل أوروبا، مع نظيره البرازيلي في المجموعة الأولى، ووقوع منتخب أوروجواي، بطل أميركا الجنوبية، في المجموعة الثانية مع نظيره الإسباني.
ويشارك المنتخب الإسباني في هذه البطولة كحامل للقب العالمي، بينما يشارك المنتخب الإيطالي (الآزوري) ممثلا عن أوروبا في ظل فوزه بالمركز الثاني في كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2012) بالهزيمة صفر-4 أمام نظيره الإسباني في المباراة النهائية.
وتشهد مراسم القرعة اليوم توزيع المنتخبات الأربعة الأخرى وهي منتخبات المكسيك واليابان وتاهيتي وبطل أفريقيا. ولن يتحدد بطل أفريقيا إلا في العاشر من فبراير المقبل حيث تقام المباراة النهائية لكأس أمم أفريقيا 2013 بجنوب أفريقيا. وتقام فعاليات بطولة كأس القارات في ست مدن هي ريو دي جانيرو وبرازيليا وفورتاليزا وبيلو أوريزونتي وسالفادور وريسيفي.
وما زال لقب كأس القارات هو الوحيد الغائب عن إنجازات المنتخب الإسباني ولذلك تحظى البطولة باهتمام خاص لدى الفريق.
وشارك المنتخب الإسباني في بطولات كأس القارات مرة واحدة سابقة وكانت في البطولة الماضية عام 2009 بجنوب أفريقيا ولكنه خرج من المربع الذهبي بالهزيمة أمام نظيره الأميركي.
وفي ظل قوة كل من منتخبي إيطاليا في المجموعة الأولى وأوروجواي في المجموعة الثانية، يتمنى كل من المنتخبين البرازيلي والإسباني عدم وقوع المنتخب المكسيكي في مجموعته لأن ذلك سيشعل المنافسة بشكل أكبر في المجموعة التي تواجه هذا المصير ليصبح التنبؤ بهوية المتأهلين منها إلى المربع الذهبي أمراً في غاية الصعوبة.
ويشرف على مراسم إجراء القرعة جيروم فالكه سكرتير عام الفيفا ويعاونه بعض النجوم من المجال الرياضي وخارجه مثل عارضة الأزياء البرازيلية الشهيرة أدريانا ليما. بينما يقدم نجم كرة القدم البرازيلي السابق كافو، الفائز بلقبي كأس العالم 1994 و2002، الكرة الرسمية التي تقام بها مباريات البطولة والبالغ عددها 16 مباراة.
وتعتبر كأس القارات الاختبار الحاسم لتكنولوجيا خط المرمى، لكن الاتحاد الدولي أكد أن الشركة المزودة لتكنولوجيا خط المرمى خلال هذه البطولة قد لا تضمن بشكل تلقائي التواجد في الملاعب الـ 12 التي تستضيف نهائيات مونديال 2014.
ودافع أمين عام “الفيفا” جيروم فالك خلال معرض “سوكريكس” عن الاعتماد على التكنولوجيا في كرة القدم من أجل مساعدة الحكام في اتخاذ قراراتهم، مشيراً إلى الجهاز الذي سيستخدم سيرسل إشارة إلى ساعات الحكام في غضون ثانية واحدة فقط.
وستدخل تكنولوجيا خط المرمى حيز التنفيذ اعتبارا من الشهر المقبل بعد أن قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم اختبارها خلال كأس العالم للأندية التي تستضيفها اليابان بين 6 و16 ديسمبر المقبل. وسيختبر الاتحاد الدولي في بطولة الشهر المقبل نوعين من التكنولوجيا التي ستحدد إذا ما كانت الكرة تخطت خط المرمى، الأول ألماني والثاني إنجليزي سيتمكن “الفائز” بينهما من التواجد في مونديال البرازيل 2014 بهدف تجنب سيناريو مماثل لذلك الذي حصل في نسخة 2010 في جنوب أفريقيا خلال مباراة الدور الثاني بين إنجلترا وألمانيا (1-4) حين لم يتنبه الحكم الأساسي ومساعده إلى أن كرة فرانك لامبارد قد دخلت مرمى “المانشافت” حين كانت النتيجة 2-1 للأخير. وسيستخدم جهاز “جول ريف” (حكم الهدف) الألماني، المرتكز على الحقل المغناطيسي وكرة خاصة، في ملعب “يوكوهاما”، وجهاز “هوك أي” (عين الصقر) الانجليزي، المرتكز على كاميرا مشابهة لتلك المستخدمة في كرة المضرب أو الكريكيت، في ملعب “تويوتا”.
يذكر أن هيئة البورد الضامنة لقوانين اللعب في الاتحاد الدولي أعلنت في يونيو الماضي عقب اجتماعها في زيوريخ أن تكنولوجيا خط المرمى ستستخدم في مونديال 2014 في البرازيل بعد بطولتين ينظمهما الفيفا. وأوضح فالكه حينها أن تكنولوجيا خط المرمى ستستخدم “مع بعض الشروط” في بطولة العالم للأندية وفي بطولة القارات 2013 ثم في مونديال 2014. وأوضح “الفيفا” أن هذا الاستخدام سيخضع “لاختبار تثبيت نهائي في كل ملعب قبل استخدام الأنظمة في المباريات الحقيقية احتراما لبرنامج النوعية بحسب مواصفات الفيفا وتكنولوجيا خط المرمى.
عدد اليوم
